احتدام معركة "سقف الدين" بين الجمهوريين والديمقراطيين.. هل يسقط الاقتصاد الأمريكي؟
في أعقاب الجمود الذي واجهته مفاوضات رفع سقف الدين، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، بامتلاكه السلطة لاستخدام التعديل الرابع عشر لرفع سقف الدين بصلاحيات رئيس الجمهورية ومن جانب واحد، لكنه أقر بأن التحديات القانونية المحتملة قد تؤدي إلى تخلف الحكومة عن سداد التزاماتها ودفع فواتيرها، ولكن السؤال هو، هل يمكن القيام بذلك قبل بدء يونيو المقبل، ولكن التهديد لم يكن نهاية المطاف.
ووفقًا لوكالة بلومبرج، فقد أجرى بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي حول سقف الدين ومفاوضات الميزانية أثناء عودته من اليابان على متن طائرة الرئاسة.
وجاءت مكالمة بايدن – مكارثي في الوقت الذي وصلت فيه المحادثات إلى طريق مسدود مع اقتراب نفاد الوقت لتجنّب التخلف عن السداد وحذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين من أن السيولة النقدية للحكومة الأمريكية قد تنفد بحلول الأول من يونيو.
من جانبه اتهم كيفن مكارثي إدارة بايدن بالتراجع في محادثات رفع حد الدين وتحديد مستويات الإنفاق الفيدرالي ولم يرجح أن المفاوضات من الممكن أن تحرز أي تقدم حتى عودة بايدن من قمة قادة مجموعة السبع في هيروشيما وقال بايدن، في تصريحات ألقاها من هيروشيما إنَّه طرح اقتراحًا لخفض الإنفاق.
وذكر أنَّ العبء الآن يقع على عاتق الجمهوريين لتغيير مطالبهم وأضاف بايدن: "حان الوقت الآن لكي يتخلى الطرف الآخر عن مواقفه المتطرفة، لأنَّ الكثير مما اقترحه بالفعل هو ببساطة، وبصراحة تامة، غير مقبول".
خفض الإنفاق
يتلقى بايدن تحديثات مستمرة من مستشاريه بشأن الوضع المالي للدولة، وقبل يوم واحد فقط، أعرب بايدن عن ثقته في أنَّ المفاوضات ستجنّب البلاد التعثر الاقتصادي الكارثي ولكن تبادل مساعدوه بالبيت الأبيض والجمهوريون الاتهامات بسوء النية.
ورفض الجمهوريون اقتراح البيت الأبيض الذي كان سيبقي على مستوى الإنفاق التقديري الدفاعي وغير الدفاعي في عام 2024 مقارنة بالسنة المالية الحالية ولكنَّ كيفن مكارثي قال إنَّ الإنفاق غير الدفاعي يجب أن يكون أقل، بينما يصر الديمقراطيون على أن الاحتفاظ بمستوى الانفاق نفسه يعتبر خفضًا عند أخذ التضخم في الاعتبار.
تعديلات قانون الضرائب
ودافع الديمقراطيون عن تعديلات قانون الضرائب كجزء من المحادثات من أجل زيادة الإيرادات، لكنَّ الجمهوريين لم يوافقوا ويصر الديمقراطيون على أن اقتراح الجمهوريين لزيادة ميزانية البنتاجون يفرض ضغطًا أعمق على البرامج الاجتماعية.
ويعتبر أغلبية المحللين أن الولايات المتحدة حتمًا ستتفادى السقوط في جحيم التخلف عن سداد مستحقات ديونها الاتحادية هذا العام، إلا أن هذا الرأي لا يستند سوى إلى العُرف السائد والتاريخ، ويذهب المشككون في التوصل إلى تسوية بين الحزبين الكبيرين إلى رؤية متشائمة بسبب وقوع صدمات قلبت العالم رأسًا على عقب في السنوات الماضية، وكان أحدث فصولها تعرض القطاع المصرفي الأمريكي لأزمات متتالية منذ مارس 2023.
