الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المصالحات وحل الأزمات العربية.. محور كلمات القادة العرب في قمة جدة

أعمال الدورة العادية
أعمال الدورة العادية الـ32 للقمة العربية في جدة

ركز القادة العرب في كلمتهم خلال أعمال الدورة العادية الـ32 للقمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية، على ضرورة البناء على المصالحات التي سبقت القمة، والتعاون ودعم العمل العربي المشترك، فضلا عن احتواء الأزمات العربية وعلى رأسها السودان.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن "المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر وأراه زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الأصغر أو المنفردة".

ورأى أن "ليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة، سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معيارًا أساسيًا للمواقف الدولية، وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلًا أكيدًا لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب".


وزاد: "اليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان.. يدفع المدنيون ثمنًا ضخمًا للمواجهة المسلحة التي فرضها البعض علي هذا البلد العزيز"، داعيًا "لأن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي ويتوخى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص".

وشدد على ضرورة "اغتنام الفرصة من أجل تفعيل حلول عربية للأزمات العربية"، مرحبا بالرئيس بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر، معتبرًا أن "ثمة فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعانينها البلاد لما يربو على العقد.. سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها.. أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري".

وقال أبو الغيط: "لقد عانت المنطقة العربية زمنًا، ولا تزال، من التدخلات الإقليمية في شئونها.. ولم تُنتج هذه التدخلات سوى حصاد من التمزق والفرقة والدم.. واليوم، ثمة إشارات على أن نهج الجيران يُمكن أن يتغير.. إنني أرحب مجددًا بالاتفاق الذي وُقع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس الماضي".

وشدد على أن "العلاقات مع الجيران كافة يجب أن تتأسس دومًا على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وقال إن "التمسك بمبادرة السلام العربية لازال خيارًا استراتيجيًا عربيًا لحل الصراع العربي الإسرائيلي.. وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

ورأى أن "انسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين.. ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة". وختم بالإشارة إلى أن "على كافة الأطراف، وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين يتم تقويضه يوميًا من دون أن تُحرك ساكنًا.. أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان".

ومن جانبه، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة ماضية "فيما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا".

وأضاف: "لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية".

وتابع ولي العهد السعودي أن المملكة تأمل في أن تساهم عودة سوريا للجامعة العربية في إنهاء أزمتها.

وشدد على أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية العرب المركزية، وأضاف أن بلاده تعمل على مساعدة الأطراف اليمنية في التوصل إلى حل سياسي شامل.

وأشار إلى ترحيب السعودية بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان المبادئ، مضيفًا أن المملكة تأمل في وقف فعال لإطلاق النار في السودان.

وبدوره، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي الجمعة، إن المنطقة العربية مرت بظروف استثنائية قاسية هددت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة الشعوب العربية، وأثارت القلق الشديد في نفوس ملايين العرب على الحاضر والمستقبل.

وأكد أن "الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وحياة لضمان مستقبل الشعوب ومقدراتها".

وتابع: "لا يستقيم أن تظل آمال شعوبنا رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية التي تفاقم من الاضطرابات وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود".

وشدد على أن الاعتماد على "جهودنا المشتركة والتكامل فيما بيننا لصياغة حلول حاسمة لقضايانا أصبح واجبًا ومسؤولية".

وأشار إلى أن العمل العربي المشترك "يجب أن يمتد للتعامل مع الأزمات العالمية وتنسيق العمل لإصلاح منظومة الحكومة الاقتصادية العالمية، وفي القلب منها مؤسسات التمويل والتي يجب أن تكون أكثر استجابة لتحديات العالم النامي".

وقال السيسي " لقد تابعنا بالحزن والألم تصاعد حدة بعض الأزمات العربية في الفترة الماضية، لاسيما ما ينتج عن أعمال التصعيد غير المسؤولة من قبل إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وآخرها ما شهده قطاع غزة".

وأردف "وبينما تؤكد مصر استمرار جهودها لتثبيت التهدئة، إلا أننا نُحذر من أن استمرار إدارة الصراع عسكريًا وأمنيًا، سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

وفي السياق، قال ملك الأردن عبد الله الثاني، إنه لا يمكن أن نتخلى عن سعينا إلى سلام عادل وشامل في فلسطين، وشدد على أن هذا السلام لن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.

وأضاف أن الأمن لا يمكن أن يتحقق ببناء المستوطنات وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتدمير الفرص المتبقية لتحقيق حل الدولتين.

وحذر من أن البديل عن ذلك سيضع المنطقة بأكملها على طريق الصراع المستمر، ولفت إلى أنه "ليس هناك أهم بالنسبة لنا من احترام الوضع التاريخي القائم في القدس".

وقال ملك البحرين حمد بن عيسى إنه لا بديل عن نهج السلام من أجل حل كافة القضايا العالقة في دول المنطقة.

وأعرب عن أمله في أن تنجح "جهودنا المشتركة في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا وعودة الأمن والسلم بين البلدين لكي يستطيع العالم استعادة عافيته الاقتصادية".

ورحب بـ"بالمساعي العربية الجادة التي نجد فيها بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن والمتمثلة في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران واستمرار الهدنة الإنسانية في اليمن والجهود الجادة لحل أزمتها".

ورحب بـ"العودة الحميدة لسوريا إلى بيت العرب الكبير"، داعيًا إلى "وقف الاشتباكات المسلحة في السودان وعودة أمنه واستقراره".

وشدد على ضرورة "حفظ حقوق مصر في مياه النيل".

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاتها للقانون الدولي وتوفير الحماية الدولية له، واصفًا إياها بـ"دولة الأبارتهايد" (الفصل العنصري).

وشدد في كلمته أمام القمة العربية أن فلسطين "ستواصل مسيرتها النضالية لمواجهة القهر والعدوان الإسرائيلي، وستواصل الجهود الدبلوماسية والقانونية في المحافل والمحاكم كافة لاستعادة حقوق شعبنا، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية".

وأكد مواصلة السعي للحصول عل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد الجمعة، إن تونس ثابتة على مواقفها، وأولها استقلال قرارها الوطني، وعدم الانخراط في أي تحالف ضد آخر كما ينص على ذلك دستورها.

وأضاف أن الشعب التونسي يصر على مبدأ المساواة بين الدول، ورفض الإملاءات الخارجية.

وقال إن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الحفاظ على دولنا "لأن هناك من يعمل على إسقاطها حتى تعم الفوضى بالاقتتالات الداخلية"، وشدد على أهمية التعليم في مواجهة "التربص بدولنا في محاولة تفكيكها".

وتابع: "دفع شعبنا العربي في كل أرجاء وطننا الثمن باهظًا من أجل الحرية والانعتاق والاستقلال، وما زال أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال، فضلًا عن آلاف اللاجئين".

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، إن الدول العربية اليوم أمام فرصة تبدل الوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب كـ"نتيجة لهيمنة الغرب المجرد من الأخلاق والمبادئ والشركاء والأصدقاء".

واعتبر أن هناك "فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي، مستثمرين الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة".