الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لأول مرة في التاريخ.. جولة إعادة بين أردوغان وأوغلو في سباق الرئاسة التركية

جولة إعادة بين أردوغان
جولة إعادة بين أردوغان وأوغلو في سباق الرئاسة التركية

تستعد تركيا لجولة إعادة في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في تاريخها، بعد منافسة انتخابية حامية شهدت تقدم الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، على منافسه المعارض كمال كيليجدار أوغلو، دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى.

أظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن إردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003، ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50 بالمئة المطلوبة زائد صوت واحد.

ولم يحصل أردوغان ولا منافسه على نسبة 50% من الأصوات اللازمة لتجنب إجراء جولة إعادة في 28 مايو، في انتخابات يُنظر لها على أنها اختبار لحكم أردوغان السلطوي على نحو متزايد.

جولة ثانية

وقبل قليل، أعلن رئيس لجنة الانتخابات التركية، أحمد ينر، حصول الرئيس رجب طيب أردوغان، على 49.4% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت، الأحد، فيما حصل منافسه كمال كيليجدار أوغلو على 44.96% من الأصوات.

ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة والعلمانية رسميا، في 28 مايو.

وأدلى الأتراك صباح أمس الأحد بأصواتهم في واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ تركيا الحديث، كونها ستحدد ما إذا كان أردوغان، سيواصل حكمه الذي بدأه قبل عقدين أم لا.

وستقرر الانتخابات الرئاسية ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة، وإنما ستحدد أيضا إن كانت ستتجه نحو مسار أكثر علمانية وديمقراطية وكيفية تعاملها مع أزمة غلاء محتدمة، فضلا عن التعامل مع علاقاتها المهمة مع روسيا والشرق الأوسط والغرب.

انقسام عميق

وقاد أردوغان تركيا في واحدة من أكثر حقباتها تحولا وانقساما، فقد نمت الدولة الكبيرة لتصبح قوة عسكرية وجيوسياسية ذات ثقل تلعب أدوارا في نزاعات تمتد من سوريا إلى أوكرانيا.

واحتل أردوغان مكانة مرموقة في جميع أنحاء تركيا المحافظة التي شهدت طفرة تنموية خلال فترة حكمه، كما يشعر الناخبون المتدينون بالامتنان له لإزالته القيود عن الحجاب وافتتاحه مزيدا من المدارس الإسلامية.

وتعكس نتائج الانتخابات انقساما عميقا في بلد في مفترق طرق سياسي.

فوز حزب أردوغان

وفاز حزب أردوغان الحاكم (العدالة والتنمية) بغالبية واضحة في البرلمان، الأمر الذي يمنحه تقدما محتملا قبل جولة الإعادة.

ويعطي ظهور أوغلو وتحالفه المعارض المكون من 6 أحزاب، وهو نوع من الائتلاف الواسع الذي برع أردوغان في تشكيله طوال حياته السياسية، الحلفاء الأجانب والناخبين الأتراك بديلًا واضحًا.

ولكن جولة الإعادة يمكن أن تمنح أردوغان في غضون أسبوعين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفه.

شبح أسوأ أزمة اقتصادية

ومع ذلك سيظل يطارده شبح أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها تركيا في عهده، والقلق بشأن استجابة حكومته المتعثرة للزلزال الذي وقع في فبراير الماضي، وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

وتراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها في شهرين مع بدء الأسواق المالية التداول في أعقاب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وهبطت الليرة إلى 19.70 مقابل الدولار قبل أن تعوض بعض خسائرها وتصل إلى 19.65 لتتجه نحو تسجيل أسوأ جلسة لها منذ أوائل نوفمبر، ولم يكن ذلك بعيدًا عن مستوى 19.80 الذي سجلته العملة بعد الزلزال الدامي الذي ضرب البلاد في أوائل مارس الماضي.

ويقود أوغلو حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في تركيا 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت.

وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52،5 في المئة من الأصوات، لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 مايو في اقتراع انتكاسة له.

جذب الناخبين

حاول أردوغان كسب تأييد العاملين في القطاع الحكومي من خلال منحهم زيادات هائلة على أجورهم في الأشهر التي سبقت الانتخابات.

على جانب آخر، تعهد كليتشدار أوغلو بوضع تركيا على مسار جديد بإحياء الديمقراطية بعد قمع لسنوات والعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية وتمكين المؤسسات التي فقدت استقلاليتها في ظل قبضة إردوغان القوية وإعادة بناء العلاقات المتدهورة مع الغرب.

والآن سيتركز الكثير من الاهتمام على، سنان أوغان، المرشح الرئاسي المستقل الذي حصول على 5% من الأصوات.

وقال أوغان: "لن نقول ما إذا كنا سندعم هذا المرشح أو ذاك"، مضيفا "سنجري مشاورات مع ممثليهم ثم نقرر".