عاجل| تطورات كبيرة كشفها مسؤول رفيع.. هل اقتربت مصر وإيران من تطبيع العلاقات؟
في تطور جديد يدخل ضمن ملف العلاقات المصرية الإيرانية، الذي يشوبه التكتم والصمت، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني فداحسين مالكي، إن العراق احتضان مفاوضات إيرانية – مصرية، وأنه جاري التحضير للقاء بين الرئيسين إبراهيم رئيسي وعبد الفتاح السيسي، فيما التزمت القاهرة الصمت، ولم تعقب على حديث المالكي بالإثبات أو النفي.
مالكي قال في تصريح لوكالة “تسنيم” الايرانية، إن “المفاوضات بين إيران ومصر جارية في العراق، وستستعاد العلاقات الإيرانية المصرية في المستقبل القريب، وسنشهد افتتاح سفارتي البلدين، وبعد هذا الإجراء، سيتم التحضير للقاء بين الرئيس الإيراني والرئيس المصري”.
أضاف ان “من المهم جدا إعادة العلاقات بين إيران ومصر؛ لأن مصر من أقدم الدول المتحضرة في المنطقة والعالم، لذلك فإن مكانة مصر كبيرة ومهمة للغاية مقارنة بالدول الأخرى”.
أكد مالكي، أن إيران بحاجة إلى التهدئة وعودة علاقاتها مع الدول العربية المؤثرة في القرار الأمريكي بغية رفع العقوبات عن إيران وتعزيز نظامنا وفق مشروعه”الإسلامي”.
تحفظات مصرية
وتتحفظ مصر على السلوك الإيراني في المنطقة؛ إذ ترى أنها تستخدم الملف الطائفي( الشيعي الإثني عشري)في التمدد في دول الجوار، إلى جانب خلق ميليشيات طائفية واستخدامها كأوراق ضغط وقوة لتنفيذ أجندتها في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني ونظيره العراقي إلى جانب قوى الحشد الشعبي؛ وميليشيا الحوثي.
وعلى الرغم من تجميد مصر علاقتها الدبلوماسية مع إيران عند حد مسؤول مكتب رعايا، إلا أن تشابك الملفات جعل هناك حالة من التفاهمات؛ لحفظ مصالح الطرفين وعدم الاشتباك.
وعارضت مصر أكثر من مرة توجيه أي ضربات عسكرية لإيران، أو تشكيل تحالفات عسكرية موجهة ضدها، في المقابل تتفهم إيران أن القاهرة لن تقبل بأي عبث في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب حيث الممر الملاحي لقناة السويس.
وتدعم إيران ميليشيا أنصار الله التي تهيمن على مضيق باب المندب.
الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، يقول للرئيس نيوز، فتح علاقات بين القاهرة وطهران من المؤكد أنه أمر مهم، وسينعكس على العديد من ملفات المنطقة وتحديدا الملف السوري العراقي.
تابع: "مصر واضحة في موقفها من إيران، هي تريد أن ترفع طهران يدها عن القرار في عدد من العواصم العربية مثل سوريا والعراق، والتوقف عن سياسة تصدير الثورة وتطوير البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية".
حتمية رياضية
أما رئيس منتدى الدراسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، فيقول على فيسبوك،" عودة العلاقات الإيرانية ــ المصرية
1ــ اليوم أعلن مسؤولون إيرانيون عن عودة قريبة للعلاقات مع مصر، وافتتاح سفارتين للبلدين في القاهرة وطهران بعد انقطاع تام للعلاقات منذ العام 1979.
2ــ العودة المحتملة هي بمثابة حتمية رياضية، ويجري العمل عليها بوساطة عراقية في العاصمة بغداد، وقال الإيرانيون إن جولة من المفاوضات قد جرت وإن هناك جولة أخرى مرتقبة في هذا الصدد.
3ــ من المهم للغاية بالنسبة للمفاوض المصري الذي يجلس على طاولة واحدة في بغداد مع المفاوض الإيراني أن يؤكد على عدم الربط بين استئناف العلاقات الإيرانية ــ السعودية وبين تلك العودة المرتقبة للعلاقات الإيرانية ــ المصرية.
4ــ كما أنه من المهم للغاية أن تعود العلاقات وفق إطار قانوني ملزم لإيران، وأن تكون صيغتها النهائية برعاية دولة كبيرة في العالم ضمانا لالتزام إيران بمخرجات أي اتفاق محتمل.
5ــ شخصيا طالبت عشرات المرات بعودة العلاقات بين مصر وإيران تخفيفا للتوترات السياسية في الإقليم وتحقيقا للمصالح المشتركة بين الشعبين الكبيرين. وعلى الله قصد السبيل".
أولوية إيرانية
وخلال وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أمله في أن تشهد العلاقات الايرانية المصرية تطورًا وانفتاحًا جديًّا ومتبادلًا في إطار سياسة ورؤية حكومة اية الله رئيسي التي تولي أهمية بالغة لتطوير العلاقات مع دول المنطقة ومع دولة مصر الشقيقة والصديقة.
وتطرق عبداللهيان في مقابلة خاصة مع وكالة "أرنا"، الى ارتقاء مستوى العلاقات بين ايران ومصر، وأوضح أن مكتب رعاية مصالح البلدين ينشط في طهران والقاهرة لذلك هناك قناة رسمية للاتصال المباشر بين البلدين.
وأوضح أن هناك دول تبذل جهودا وتشجع الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصر على ارتقاء مستوى العلاقات بينهما، مؤكدا أنهم يرحبون دوما بتطوير العلاقات بين طهران والقاهرة وهناك لقاءات جمعت رؤساء مكتب رعاية المصالح للبلدين في طهران والقاهرة.
وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن نشهد الانفتاح في العلاقات مع مصر عبر اتخاذ خطوات جديدة ومتبادلة لتحقيق ذلك وفي اطار سياسة الحكومة الإيرانية القائمة على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة ودولة مصر الشقيقة والصديقة كون العلاقات معها تأتي ضمن اولوية سياسة إيران الخارجية.