الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الانتخابات التركية.. ‏الغضب واليأس يخيمان على مناطق الزلازل

‏الغضب واليأس يخيمان
‏الغضب واليأس يخيمان على مناطق الزلازل بتركيا

في محطة للحافلات في أنطاكيا، المدينة التي دمرها الزلزال المدمر في تركيا، رصد مراسلو الصحف ‏الغربية مظاهر الاستياء فلا تزال المشاعر قاسية.

وينقسم الناخبون حول الانتخابات المحورية بالنسبة ‏لتحديد المسار السياسي للدولة في السنوات المقبلة.

ورصد مراسل صحيفة "صن دايلي" الأحوال المعيشية ‏الصعبة لعائلات انهارت منازلها جزئيًا في الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في فبراير، والذي أسفر ‏عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وأثار موجة من الغضب بسبب تأخر الحكومة في أعمال الإنقاذ ‏والتعافي من آثار الكارثة.‏

ومثل كثيرين آخرين أجبروا على الفرار من ديارهم في البلاد بالقرب من الحدود السورية، عاد أصخاب ‏المنازل المهدمة للمشاركة في أكبر انتخابات رئاسية تشهدها تركيا في العصر الحديث.

ونقل المراسل عن ‏المواطن التركي "متين يانر" وزوجته "زبيدة" قولهما إنهما سيصوتان لصالح كمال كيليجدار أوغلو، ‏منافس رجب طيب أردوغان، الذي تقاتل حكومته ذات الخلفية المنغمسة في ثقافة الإسلام السياسي من أجل ‏حياتها السياسية.‏

وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات بالغة الأهمية وينظر المواطنون الأكثر تأثرًا بالزلزال.

ووفقًا لتقرير ‏نشرته “فرانس برس” فإن هذه الانتخابات على أنها "أمل متجدد" لعائلاتهم التي حرصت على الانتظار ‏قبل ساعات من فتح اللجان الانتخابية بعد أن اجتازت رحلة بالحافلة لمدة خمس ساعات.‏

وفي متجره الصغير المكدس بزجاجات المياه والعبوات والبطاريات التي تباع للمسافرين الذين يعانون من ‏ضغوط حياتية طويلة، لا يطيق صاحب المتجر، البالغ من العمر 55 عامًا، الانتظار وأصبح على أهبة ‏الاستعداد ليقول كلمته في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وأضاف: "خلال الزلزال، تخلت عنا الدولة، وفي ‏الأيام الثلاثة الأولى، لم يأت أحد لمساعدتنا أو تقديم العون لنا"، ورفض الرجل ذكر تفضيله في التصويت، ‏راغبًا في إبقائه سرًا وقال: "لكنني سأصوت بما يمليه عليّ ضميري".‏

بصيص أمل

لا يتردد كثيرون في إظهار دعمهم العلني لكيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري ورئيس تحالف ‏المعارضة المكون من ستة أحزاب الذي يسعى إلى إنهاء أكثر من عقدين من حكم أردوغان شاب، يبلغ من ‏العمر 21 عامًا، اضطر للعيش في خيمة مع والديه منذ ثلاثة أشهر، معربًا عن أسفه لمدى صعوبة الحياة ‏منذ الزلزال والأزمة الاقتصادية التي يقول الخبراء إنها تفاقمت بسبب سياسات أردوغان غير التقليدية فيما ‏يتعلق بخفض سعر الفائدة، ومع تفاقم صعوبة الموقف والثعابين التي يراثها في كل ركن حول الخيمة وفي ‏الشوارع، لا يخشى الشاب أن يؤدي تغيير القيادة إلى إعاقة جهود إعادة الإعمار الضخمة.

وصرح لوكالة ‏فرانس برس قائلًا: "إن كلا المرشحين يستطيعان إعادة الإعمار، فأيًا كان الفائز سيمثل الدولة" وعلى ‏مسافة قصيرة، وأقام حزب الشعب الجمهوري قيادته الإقليمية تحت أربع خيام كبيرة أقيمت على طول ‏طريق رئيسي - ولم يسلم مقره من الزلزال أيضًا.

وقال هاكان ترياكي، رئيس حزب الشعب الجمهوري في ‏مقاطعة هاتاي، وعاصمتها أنطاكيا، إن "تغيير الحكومة هو بصيص الأمل الوحيد" للسكان، على الرغم ‏من وعود أردوغان بإعادة الإعمار السريع.

وقالت فرانس برس في تقريرها: "أدى الغضب الشعبي واسع ‏النطاق من استجابة الدولة البطيئة للمأساة إلى اعتقاد ترياكي بأن العديد من ناخبي هاتاي البالغ عددهم ‏مليون شخص سيصوتون بشكل مختلف هذا العام" وحتى في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، فاز ‏أردوغان بنسبة 48.5 في المائة من الأصوات في المحافظة - أي أقل بأربع نقاط من المعدل المسجل على ‏المستوى الوطني.

وقال ترياكي إن أولئك الذين كانوا ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان ‏يرون الآن أنه الحزب"قتل" أحبائهم ويبذل الناخبون قصارى جهدهم ليأتوا ويدلوا بأصواتهم وهناك ‏مرضى يؤجلون علاجهم وقال "إنهم يعتمدون على كل شيء في هذه الانتخابات".‏

مقاطعون ومؤيدون ‏

لكن بالعودة إلى محطة الحافلات في أنطاكيا، فإن الغضب من أسلوب تعامل الحكومة مع الزلزال لن يحفز ‏بعض السائقين على معاقبة أردوغان وحزب العدالة والتنمية في صندوق الاقتراع – فعدد كبير من ‏السائقين قرروا مقاطعة الانتخابات، ومن بينهم سائق قال للوكالة الفرنسية: "فقدت خمسة من أفراد عائلتي ‏وهل للأحزاب علاقة بهم؟ تصويتي لن يعيدهم إلى الحياة".‏

وفي المقابل، قالت المواطنة "كانسل دوجرويل" إنها كانت تفكر في التصويت لأردوغان، تمامًا كما فعلت ‏في عام 2018 متحدثةً للمراسلين من تحت خيمتها وهي تحمل طفلها الصغير بين ذراعيها، واعترفت ‏بأنها لا تتابع الحملة الانتخابية.

وأضافت: "لا نعرف ما يقوله المرشحون، ليس لدينا تلفزيون أو هاتف، ‏اضطررنا للانتظار لأسابيع حتى حصلنا على خيمة ولم تكن الدولة هي التي أعطتنا إياها"، وهي ‏كالكثيرين اعتادوا على أردوغان في السلطة منذ عام 2003.‏