لماذا يتوقع كيسنجر انتهاء الحرب في أوكرانيا في 2023؟
نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قوله إنه يعتقد أن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من نقطة تحول مهمة، وتوقع كيسنجر، الذي يبلغ من العمر 100 عاما في 27 مايو الجاري، إجراء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا بحلول نهاية العام 2023 بفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها وتبذلها الصين.
وقالت نيوزويك إن كيسنجر يبدو واثقًا من توقعاته التي أدلى بها أثناء مقابلة أجرتها قناة "سي بي إس نيوز"، ويكاد يجزم بأن الصين ستساعد في تغيير أمد الحرب المستمرة.
وأعرب كيسنجر للقناة الأمريكية عن اعتقاده بأن جهود الصين التي دخلت حاليا في المفاوضات- ستصل إلى ذروتها بحلول نهاية العام الجاري.
وأشارت المجلة إلى أن بكين حاولت إعادة المحادثات بين كييف وموسكو عبر مبادرة تتضمن 12 نقطة نُشرت في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، وتضمنت إلى جانب الدعوة لوقف إطلاق النار، ترك القوات الروسية في الأراضي التي استولت عليها بأوكرانيا، ووضع حد لأي عقوبات لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي وقال تقرير المجلة إن كيسنجر وفي رد له على سؤال عما إذا كان سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو إذا طلب منه ذلك، قال "سأكون ميالا إلى القيام بذلك، نعم، لكنني سأكون مستشارا، ولست شخصا نشطا".
وفي تشكيك حول الدور الصيني من قبل السياسيين الأوكرانيين، نسبت نيوزويك إلى عضو البرلمان الأوكراني أولكسندر ميريزكو قوله لها عقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو في مارس الماضي؛ إن الصين ليست مهتمة بانتصار أوكرانيا في الحرب وإعادة كل أراضيها المحتلة، وإن فوز أوكرانيا يعني انتصار الصين للديمقراطية وهزيمة شريكها الإستراتيجي (روسيا)، "الصين ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث ذلك".
ومع ذلك، وفقًا للمجلة، أجرى شي في وقت لاحق محادثة هاتفية لمدة ساعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أبريل 2023، وقال الرئيس الصيني لزيلينسكي -وفقا لملخص رسمي من الصين- "وسط الارتفاع الحالي في التفكير المنطقي والأصوات من جميع الأطراف، يجب أن ننتهز الفرصة لبناء ظروف مواتية لتسوية سياسية للأزمة". وقال زيلينسكي على تويتر "أجرينا محادثة طويلة وذات مغزى"، مضيفا أن هذه الدعوة -فضلا عن تعيين سفير لأوكرانيا لدى الصين- "ستعطي دفعة قوية لتنمية علاقاتنا الثنائية".
وأضافت المجلة أنه وعلى الرغم من أن مسؤولي بوتين والكرملين قالوا إنهم منفتحون على مناقشة الحرب مع أوكرانيا، فإن شروطهم لمثل هذه المحادثات تشير إلى أن وقف إطلاق النار بعيد المنال، وبالمثل أشارت أوكرانيا إلى أنها لا تستطيع التفاوض مع بوتين بسبب أمر المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض عليه بشأن الترحيل المزعوم لأطفال أوكرانيين وكان مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولاك نشر تغريدة بعد صدور المذكرة في مارس الماضي جاء فيها "تعريف بوتين بأنه "مجرم دولي واضح ويعني بشكل مباشر أنه لن تكون هناك مفاوضات مع النخبة الروسية الحالية".