الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تركيا تريد نصيبها من إعادة إعمار سوريا

الرئيس نيوز

قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية أن تركيا تريد نصيبها من إعادة أعمار سوريا، علي الرغم من أنها تبدو علانية في الموقف المناهض للرئيس بشار الأسد في سوريا إلا أنها في الواقع تستعد لسوريا جديدة ببقاء الأسد رئيسا للبلاد.

وعلي الرغم من أن تركيا تبدو أنها تعمل علي إنهاء الحكم الذاتي للأكراد إلا أن لها شرط غير معلن للتطبيع بين أنقرة ودمشق وهي تخصيص حصة لها في إعادة إعمار سوريا.

وأشارت الصحيفة إلي أن إدارة الأسد لا تنوي تخصيص أي حصة لتركيا ، التي تتهم بدعم المجموعات العسكرية المناهضة للنظام، ودمرت البلاد ونهبت مناطق حلب الصناعية،  ولكن مع سيطرة تركيا على منطقة كبيرة في شمال سوريا وتعاونها مع روسيا، يبقي من الصعب على دمشق استبعاد تركيا من هذه الحسابات.

ولفتت الصحيفة إلي نفوذ تركيا علي الجماعات المعارضة وقدرتها علي التأثير علي عملية جنيف، وبجانب هذا النفوذ لها نفوذ تجاري ايضا علي رغم سنوات الحرب إلا إنها تمكنت  طوال 7 سنوات الحرب من الحفاظ علي موقفها التجاري الهام مع سوريا، وتتفوق تركيا لوجستياً وقدرتها المتطورة في قطاع البناء لما يشجعها علي الحصول علي جزء كبير في عملية إعادة الأعمار لسوريا.

علاوة على ذلك ، تقوم تركيا حاليا بتنظيم  كيانات محلية  في الباب وجرابلس وعزاز وكروبينبي وعفرين التي هي في الواقع تحت سيطرتها، بالإضافة إلي إنشائها أنظمة للأمن والتعليم والدين، وتصدر بطاقات هوية  للمقيمين، وبجانب ذلك بدأت في بناء  شبكة طرق، وبناء طريق سريع بين جرابلس ومنبج.

ترى الحكومة التركية منبج كمحور تجاري رئيسي لكل من العراق وسوريا ، وستكون منبج والباب مقدمات لإعادة بناء حلب، ومن المحتمل أن يكون هذا الوضع الفعلي الذي أوجدته تركيا بمثابة نقطة انطلاق لعقود إعادة الإعمار المربحة.

تستند حسابات أنقرة بأكملها على الحصول على عقد إعادة الإعمار في حلب، ولكن هل ستسمح روسيا  وإيران ، اللتان أنفقتا مليارات الدولارات في سوريا ، بحصول أنقرة على ما تريد؟

واوضحت الصحيفة لإعادة إعمار حلب اعتمدت أنقرة علي مفاوضتها مع روسيا، وقد تؤدي عملية في إدلب والانسحاب المحتمل للقوات التركية من هناك إلى تحديد نتيجة تلك المفاوضات، وتأمل أنقرة في أن يتغلب اتفاقها مع روسيا بشأن هاتين القضيتين على تردد دمشق في التعامل مع تركيا.

وقال تقني أجنبي مشارك في عملية إعادة الإعمار في سوريا إن الأسد يعتبر عملية إعادة الإعمار قضية "غاية في الحساسية". وقال لـ "المونيتور" شرط عدم الكشف عن هويته: "الاتصالات سرية للغاية عند المستويات العليا، و يصر الأسد على أن من شارك في تدمير سوريا لا يمكن أن يكون له دور في إعادة إعماره ويفضل الشركات الروسية والإيرانية والصينية.
وأضاف: من حيث المبدأ لا تريد سوريا إعطاء تركيا أي شيء، ولكن هناك ثلاث حقائق مهمة، يفهم الروس الأتراك والبعد الاقتصادي على أجندة المحادثات بين موسكو وأنقرة، و إذا سألت أي مسؤول روسي ، سيقول إن الشركات التركية مهمة لإعادة البناء السريع للبلدات المدمرة، وبالتالي هناك اعتراف بأهمية المقاولين الأتراك في مشاريع البناء واسعة النطاق

.ويوضح التقني الأجنبي أن الحقائق على الأرض تكشف كل شيء،  في عام 2017  دخلت 1500 شاحنة محملة بشحنات كبيرة من تركيا إلي سوريا، وكل شيء يباع في شمال سوريا يأتي من تركيا، والحقيقة الثالثة هي أن شرق حلب  الذي حررته الحكومة قبل عامين لا يزال يكمن في الأنقاض

وأشار إلى أن الصين يمكن أن تكون بديلاً هاماً لتركيا ، لكن الصينيين يترددون في الالتزام باستثمارات كبيرة قبل الاتفاق على أي تسوية سياسية، ولا تريد بكين أن تأخذ "الجانب الخطأ" بينما لا تزال موسكو وواشنطن في مصارعة بالذراع.

ويؤكد  المصدر وجود اتصالات غير مباشرة بين أنقرة ودمشق وهناك قنوات مفتوحة عبر روسيا، ويتم التفاوض حول العديد من القضايا ولكن لا يمكن لأي بلد الكشف عنها، ويجب على أي شخص لديه عقل سليم في دمشق أن يعترف بأنه إذا كنت تريد إعادة بناء سوريا بسرعة ، وتأمين عودة اللاجئين وضمان التطبيع ، فعليهم أن يعترفوا بدور الشركات التركية.