عاجل| لماذا تقل مخاطر الزلازل على "السد العالي" عن نظيره في إثيوبيا؟
حذر أستاذ الجولوجيا بجامعة القاهرة، عباس شراقي، من التداعيات الجغرافية الخطيرة للسدود المائية وتحديدًا "سد النهضة" الذي تبنيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، وترفض إبرام أي اتفاقيات قانونية بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب، خاصة وأن الدراسات الفنية التي أجراها المكتبان الفرنسي والهولندي، تحدثت عن تداعيات خطيرة للسد.
وكتب شراقي عبر صفحته على “فيسبوك” تحت عنوان يوم الزلازل في أفريقيا، عن وقوع زلزالين في مصر وإثيوبيا قرب السد العالي وسد النهضة، فقد ضرب زلزال إثيوبيا ليل الاثنين الماضي، أعقبه زلزال أخر في شرق العوينات بمصر قرب "السد العالي".
وبدأت العديد من الدراسات تتحدث عن أخطار السدود المائية على الطبقات الأرضية، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا فبراير الماضي، خاصة أن دراسات تطرقت إلى أن من بين أسباب الزلزال، هو ضغط “سد إليسو” التركي الضخم على الطبقات التكتونية للأرض، ما أضعفها أمام الهزة العنيفة.
وقال شراقي إن ثلاثة زلازل متوسطة بين 4-5 ريختر فى القارة الأفريقية شمال وشرق وجنوب القارة، وعلى أعماق قريبة من سطح الأرض 10-12 كم.
وعلى الرغم من أنه أكد على عدم وجود ارتباط جيولوجى مباشر بين الزلازل الثلاث، إلا أنه قال إن توابع الزلازل الثلاث لا تزال محتملة.
وكت شراقي في سلسلة التدوينات، يوم الزلازل فى أفريقيا:
وقال: وقع اليوم ثلاثة زلازل متوسطة بين 4-5 ريختر فى القارة الأفريقية شمال وشرق وجنوب القارة، وعلى أعماق قريبة من سطح الأرض 10-12 كم، لا يوجد ارتباط جيولوجى مباشر بينهما، وفى نفس الوقت مازالت توابع الزلازل التركية مستمرة يوميا فى تركيا وسوريا بزلازل بين 3-5 ريختر..
تابع: "الزلزال الأول شرق أفريقا (أثيوبيا):
وقع الزلزال الأول بالقرب من سد النهضة، بعد ظهر يوم 8 مايو 2023 الساعة 2:26 م بتوقيت القاهرة بقوة 4.4 ريختر على عمق 9.8 كم، ويبعد 100كم فقط شمال شرق سد النهضة، كما يبعد 420 كم من أديس أبابا.
الثانى فى شمال أفريقيا (مصر):
وقع الزلزال الثانى فى جنوب مصر شمال شرق العوينات، بعد 15 دقيقة فقط من زلزال اثيوبيا الساعة 2:41 م بتوقيت القاهرة، بقوة 4.2 ريختر وعلى عمق 12 كم، ويبعد حوالى 100 كم شمال مشروع شرق العوينات الزراعى، وحوالى 360 كم غرب السد العالى.
الثالث جنوب القارة الأفريقية (زامبيا):
وقع الزلزال الثالث الساعة 7:05 م بتوقيت القاهرة فى زامبيا على بعد حوالى 1100 كم شرق الأخدود الأفريقى (بحيرة ملاوى/نياسا) على عمق 10 كم".
اختتم شراقي التدوينة الاولى بالقول: “الحمد الله جميعها متوسطة وغير متوقع أن يكون لها خسائر بشرية أو مادية، ولكنه نشاط غير معتاد فى القارة الأفريقية”.
وفسر شراقي الأمور في تدوينة ثانية بالقول: زلزال بقوة 4.2 ريختر فى شمال شرق العوينات:
وقع بعد ظهر اليوم الساعة 2:41 م بتوقيت القاهرة زلزال جنوب مصر بقوة 4.2 ريختر وعلى عمق 12 كم، ويبعد حوالى 100 كم شمال مشروع شرق العوينات الزراعى، وحوالى 360 كم غرب السد العالى.
وقع هذا الزلزال بعد 15دقيقة فقط من زلزال أثيوبيا اليوم بالقرب من سد النهضة بقوة 4.4 ريختر على عمق 9.8 م.
لا توجد أى علاقة جيولوجية بين الزلزالين حيث أن كل منهما فى بيئة جيولوجية تختلف عن الأخرى، فمنطقة جنوب مصر مستقرة جيولوجيا، ولا يوجد بها الفوالق الضخمة أو الجبال البركانية، أو النشاط الزلزالى، إلا بعض الزلازل الخفيفة إلى متوسطة ازدادت قليلا بعد انشاء السد العالى، ولا يوجد أمطار، ومعظم الصخور رسوبية أو جرانيتية.
أما المنطقة الإثيوبية فيوجد بها الأخدود الأفريقى العظيم وينتشر حوله الجبال البركانية البازلتية وفوالق كبرى منها أخدود النيل الأزرق، ويكثر فى المنطقة الإثيوبية النشاط الزلزالى والبركانى، والانحدارات الشديدة، وسبق أن انهار مشروع جيبى 2 على نهر أومو مرتيتن أثناء البناء 2006، 2007، والثالثة فى 24 يناير 2010 بعد افتتاحه بعشرة أيام.
أما التدوينة الثالثة كتب فيها:
“لأول مرة زلزال بقوة 4.4 ريختر على بعد 100 كم فقط من سد النهضة”:
وقال: “وقع زلزال جديد بعد ظهر اليوم 8 مايو 2023 الساعة 2:26 م بتوقيت القاهرة بقوة 4.4 ريختر على عمق 9.8 كم، ويبعد 100كم فقط شمال شرق سد النهضة، ويعتبر هو الأقرب على الاطلاق من جملة مئات الزلازل خلال المائة عام الأخيرة فى إثيوبيا، ويبعد زلزال اليوم 420 كم من أديس أبابا، وقد حدث فجر أمس زلزال بقوة 4.1 ريختر على عمق 10 كم شرقى إثيوبيا على بعد حوالى 650 كم شرق سد النهضة”.
تابع: “ربما يكون تأثير الزلازل الحالية غير ذى شأن الأن، ولكن سوف يكون لها تأثير كبير فيما بعد خاصة اذا ازدات قوة الزلزال عن 5 ريختر فى وجود مخزون مائى كبير بحجم البحيرة عند اكتمالها بـ 74 مليار م3”.
أضاف: “منطقة الأخدود الأفريقى الذى يقسم أثيوبيا نصفين هى أكثر المناطق الأفريقية تعرضًا للزلازل والبراكين، وتشكل الدوائر البيضاء فى الخريطة المرفقة مراكز لزلازل خلال المائة عام السابقة، قطر الدائرة يمثل قوة الزلزال على مقياس ريختر”.