السودان على حافة الهاوية مع احتمالية استغلال الإرهابيين لعدم الاستقرار الحالي
تثير المساحة الجغرافية الشاسعة للسودان وانشغال الجيش في صراعه مع قوات الدعم السريع قلقًا كبيرًا من أن يتحول البلد الأفريقي لبؤرة إيواء وتفريخ إرهابيين، يفاقمون أزماته وأزمات دول الجوار، وفقًا لتقرير سكاي نيوز.
وطالب محللان سياسيان بين آخرين بسرعة وضع حد للصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، لمنع الوصول لهذا المصير، معددين الأسباب التي تجعل من السودان الآن "فرصة سانحة" للإرهاب.
ويعرض المحلل السياسي السوداني فيصل ياسين، ما يجذب النشاط الإرهابي في بلاده، ويجعل منه "هدفا استراتيجيا"، حسب وصفه، قائلا: "هشاشة الأوضاع على حدود السودان فرصة مناسبة لتسلل العناصر الإرهابية، وصنع نقاط تجمع، وتشكيل خلايا على الحدود أو أطراف الخرطوم وإقليم دارفور غربي البلاد هو منطقة نزاع داخلي، وغير مستقر، ومكان عبور للإرهابيين من وإلى السودان، خاصة أنه يشترك في الحدود مع ليبيا وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى".
ومن خطط تنظيم داعش الإرهابي تأسيس "ولاية" في السودان عبر خلايا نائمة، وتمرير عناصر من دول الساحل الإفريقي إلى دارفور، وكذلك وجود من يمكن أن يوفر ملاذا لجماعات إرهابية داخل السودان، ونتذكر في ذلك تجربة إيواء الرئيس السابق عمر البشير، لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وقيادات إرهابية أخرى، فجماعة الإخوان في السودان يمكن تجنيد عناصرها في جماعات إرهابية أخرى، مع رغبتهم في العودة إلى السلطة والوضع الإنساني والاقتصادي حاليا في السودان يُغري جماعات إرهابية لمحاولة إغراء أشخاص بالمال للانضمام لها.
وأشارت سكار نيوز إلى أن مساحة السودان الشاسعة (1.882.000 مليون كيلومتر مربع)، مع الفوضى الأمنية، تغري الإرهابيين بسهولة التحرك، ويحدد ياسين بشكل خاص 4 "مناطق استراتيجية" مستهدفة:
غربًا، إقليم دارفور لقربه من منطقة الساحل الإفريقي التي اكتسب الإرهابيون فيها نفوذا كبيرا.
شرقًا، ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف على الحدود بين إريتريا وإثيوبيا، خاصة مع وجود حركة الجهاد الإسلامي الإريترية، التي كانت مدعومة من البشير وحسن الترابي، والمرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وحركة الشباب الإرهابية في الصومال.
جنوب شرق، على الحدود مع إثيوبيا، حيث يوجد نشاط إرهابي كشف عنه اعتقال خلية "الدندر" التي اتخذت من محمية الدندر الحدودية مكانا للتدريب.
المنطقة الرابعة هي أطراف العاصمة الخرطوم.
وبوصف الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن السودان “بات بيئة خصبة للإرهاب، سواء بهجرة إرهابيين إليه أو تشكيل خلايا إرهابية من سودانيين متشددين”.
وأضاف أديب للأسباب التي ذكرها ياسين نقاطا أخرى، مثل أن ثروات السودان الغني بالذهب والزراعة عامل جذب للجماعات الإرهابية في الحصول على التمويل كذلك فإن السودان مركز بين دول تعبث فيها الجماعات الإرهابية، مثل ليبيا واليمن والصومال والساحل الإفريقي.
حوادث إرهابية سابقة
شهد السودان خلال السنوات العشر الأخيرة محاولات جماعات إرهابية للعبث به وبدول الجوار، ومنها، حسب فيصل ياسين: في عام 2012 ألقت السلطات القبض على خلية "الدندر"، وهي تعد لتفويج مقاتليها إلى الصومال وليبيا والعراق وسوريا ومالي.
وفي سبتمبر 2021 قتلت أجهزة الأمن في ضاحية جبرة، جنوب الخرطوم 4 من عناصر داعش، رجلين وامرأتين من جنسية مصرية، ضمن 4 خلايا للتنظيم.
ومن 2014 حتى 2018 استقطب تنظيما القاعدة وداعش طلبة جامعات سودانية، وطلبة سودانيين يدرسون في بريطانيا؛ ما يعني إمكانية العودة لتجنيد أعداد أخرى.
واليوم الإثنين، أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، أن الطرفين المتحاربين في السودان اتفقا على الدخول في مفاوضات، لإيجاد حلول للحرب الدائرة بينهما منذ 15 أبريل.
وأوضح بيرتيس أن "المفاوضات ستركز في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وموثوق ومراقب محليا ودوليا"، و"التفاصيل التقنية للمفاوضات لا تزال قيد الإعداد".