الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| رغم التحفظ الأمريكي.. لماذا حرصت مصر على إعادة سوريا للجامعة العربية؟

الرئيس نيوز

شهد الملف السوري تطورات سريعة، لكنها لم تكن مفاجئة؛ إذ إن جهودا مصرية سعودية إماراتية إردنية عراقية، رغم التحفظ الأمريكي الشديد، مهدت بقوة لتلك التطورات خلال الفترة القليلة الماضية، في محاولة لاستيعاب الدولة العربية التي مزقتها حرب أهلية أججت نيرانها قوى إقليمية بينها تركيا وقطر والسعودية، لكن التغيير الدراماتيكي على الأرض أجبر تلك الدول على التوقف عن ذلك، بل ودفعهم إلى محاولة إعادة العلاقات مع دمشق مرة أخرى.

وتبنى وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس الأحد، قرارا بالإجماع بإعادة شغل نظام الرئيس بشار الأسد المقعد السوري المجمد في الجامعة العربية، وقال بيان الجامعة إن النظام السوري يمكنه المشاركة في فعاليات الجامعة بجميع لجانها، كما أكد الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط، أن الرئيس بشار الأسد يمكنه المشاركة في القمة العربية المقبلة في الرياض إذا رغب في ذلك. 

وتهيمن روسيا وإيران على القرار السوري بفضل النفوذ الذي حصلتا عليه الدولتان إبان فترة الحرب الأهلية؛ إذ لعبت الدولتان دورا في تلك الحرب يدعم نظام الرئيس بشار الأسد؛ وحصلت الدولتان على الكثير من النفوذ مقابل ذلك، فموسكو أصبح لها العديد من القواعد العسكرية المطلة على المتوسط في سوريا، وأصبح لإيران هيمنة على الاقتصاد السوري وكذلك السيطرة على المرافق والقطاعات الاستراتيجية في الدولة كقطاع الاتصالات والنقل والتعدي. 

وتقول مصر والإمارات والأردن إنهم يريدون إنهاء النفوذ الأجنبي في سوريا، بدعم جهود إعادتها إلى الجامعة العربية. 

وزار الوزير سامح شكري سوريا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا فبراير الماضي. كما تواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره السوري بشار الأسد، وأكد دعم القاهرة لسوريا في محنتها، وكلف بتقديم دعم جهود إغاثة لسوريا في محنتها. 

وعقد وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن والعراق اجتماعات متفرقة خلال الفترة الأخيرة والتي كان أخرها في العاصمة الأردنية عمان، وبحثوا جهود إعادة سوريا للجامعة العربية. 

ملفات عالقة

الباحث في الشؤون العربية والإيرانية، علي رجب، يقول "للرئيس نيوز": "لا يمكن التطرق للمصالحة العربية السورية بمعزل عن موجة التصالح في المنطقة، مصالحة خليجية مصرية والذي عرف بالرباعي العربي مع قطر، ومصالحة مصرية سعودية إماراتية مع تركيا، ومصالحة سعودية إيرانية". 

وأضاف: على الرغم من أهمية قرار إعادة سوريا للجامعة العربية، هو ما سيتبع القرار من محاولات عربية لتحريك الملف السوري من حيث التسوية، فلا تزال هناك جماعات مسلحة ومتطرفة تسيطر على مناطق في سوريا، كما أن هناك معارضة مسلحة، والأكراد يسيطرون على مناطق شاسعة في الشمال والشمال الشرقي السوري، وهناك احتلال تركي آمريكي لبعض المناطق السورية، ولا شك أن عدم تسوية تلك الملفات سيجعل الأزمة السورية ملفا لا يغلق. 

وأكد رجب: "يجب أن يكون للجامعة العربية تصورا حول حل عملية الإصلاح السياسي في سوريا، وكيفية إعادة السوريين من بلاد المهجر، وإعادة كتابة دستور جديد للبلاد". 

وأشار إلى أنه إذا لم يكن للجامعة العربية أو البلدان الداعمة لعودة سوريا لها تصور حول تلك الأمور ستفقد المصالحة مضمونها. 

وتتحفظ قطر على التطبيع العربي مع سوريا، وترى أن مسببات القطيعة لا تزال قائمة ولم يحدث أي تطور يذكر في الإصلاح السياسي، ورغم المعارضة القطرية إلا أن الجامعة العربية قالت في بيانها إن قرار إعادة سوريا للجامعة جاء بإجماع الأعضاء. 

تنسيق عربي وتحفظ أمريكي

هنا يرجح مراقبون أن تكون مصر والإمارات والسعودية توصلوا لتفاهمات مع الدوحة لعدم عرقلة القرار على أن تكون عملية التطبيع مع دمشق متروكة لكل دولة على حسب رؤيتها لتطورات الملف. 

أما الباحث السياسي أحمد جلال، يقول "للرئيس نيوز": أمريكا بلا شك لا ترغب في إتمام المصالحة مع سوريا؛ لكونها تراها تدخل ضمن الانتصارات الروسية الإيرانية في ملفات المنطقة، وأكد أنها ستتقبلها رغم تحفظها الشديد على ذلك، فهي لا تملك غير تقبلها. 

وخلال وقت سابق علق البيت الأبيض على القرار بالقول إنها تتفهم خطوة شركائها في المنطقة. 

وتسببت الحرب الأهلية السورية في مقتل نحو نصف مليون شخص، وتشريد الملايين، إلى جانب الانهيار التام للبنية التحتية السورية، وانتشار الجماعات الإرهابية والمسلحة، فضلا عن احتلال العديد من المناطق السورية من قبل تركيا وأمريكا، إلى جانب رغبة الأكراد في الاستقلال بالشمال السوري إقامة دولة لهم هناك.