مصطفى الفقي: ما يحدث في السودان يستهدف تطويق مصر والعالم العربي
أكد الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أن سوريا ليست دولة عربية عادية فهي محورية وأنها منبع الحركة القومية في الشام والمهجر.
وقال الفقي في مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "مصر وسوريا كانت دولة واحدة وتربطنا بها روابط قوية للغاية؛ في عام 1987 كانت العلاقات بين مصر وسوريا مقطوعة والفريق المصري كان يلعب في دورة البحر المتوسط في اللاذقية وفوجئ الجميع بأن الجمهور السوري يدعم الفريق المصري على حساب فريقه كنوع من المجاملة".
وأضاف: "كنت أشهر أننا بدون سوريا أمة مريضة الجناح بغض النظر عن تقيمنا للأوضاع في سوريا؛ اليوم يعتبر من الأيام التاريخية التي يستعيد فيها العالم العربية شمله بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية".
وعن الأوضاع في السودان، قال الفقي: "المسألة أكبر كثيرا مما نراها على الأرض؛ المسألة تدل على تغييرات جذرية مطلوبة في المنطقة من قبل قوى مختلفة؛ السودان مجرد أداة وليست النهاية والجائزة الكبرى المطلوبة في المنطقة هي مصر؛ مصر الجائزة الكبرى لمن يريد أحكام السيطرة على غرب أسيا وشمال أفريقيا".
وتابع: "ما حدث في السودان موجه للجارة الكبرى وهي مصر؛ وهكذا مفاوضات سد النهضة تجمدت وإثيوبيا نالت كثير من المزايا الأرضية على حساب السودان وأصبحت السودان بلا ضابط ولا رابط وهناك نوع من الاستقطابات داخل العالم العربي؛ من الواضح أن هناك دول تؤيد هذا أو ذاك".
وواصل: "نحن أمام وضع صعب للغاية يحتاج منا جميعا أن نفكر في المتاعب والمخاوف المحيطة بنا؛ هناك محاولة لتطويق مصر وتطويق الدائرة الأكبر وهي العالم العربي من خلال ليبيا والسودان واليمن؛ وكل بلد عربي فيه ما يكفيه لبنان فيه مشكلاته وليبيا لم تتعافي ومنطقة الخليج تتعلق لتيارات جديدة".
وأكمل: "نحن أمام مرحلة فاصلة في حياة المنطقة العربية؛ هناك من يحارب فكرة الدور المصري ومتصورة أن مرجعية الدور المصري هي حرب اليمن عام 1961 لا يعني الدور المصري أن نخرج ونحارب ولكن أن نتحدث مع طرفي الصراع في السودان ليتحمل كل طرف مسؤولياته".
واختتم: "الدور المصري لم يتورط في عمل عسكري لا مبرر له؛ نتورط في العمل العسكري إذا كان هناك عدوان على أراضي عربية من طرف أجنبي".