بمراسم عمرها 10 قرون.. كواليس تتويج الملك تشارلز الثالث على عرش بريطانيا
تمت مراسم تتويج "تشارلز فيليب آرثر جورج وندسور" ليصبح بذلك العاهل البريطاني الثاني والأربعين منذ وليام الفاتح.
وشهدت مراسم تتويج الملك تشارلز، احتفالات رمزية تتخللها مراسم دينية متوارثة منذ نحو ألف عام.
وفي هذه المرحلة، نشبت موجة من الجدل الاستباقي حول حكمه بين رأي قائل إنه سيكون آخر ملك لإنجلترا أو الملك قبل الأخير، وحتى أكثر المَلَكِيين حماسًا شراسة يبدو أنهم اتخذوا موقفًا "انتظر لترى"، وتم تتويج الملك بعد أن ظل وليًا للعهد وأميرًا لويلز لفترة أطول من أي شخص آخر في التاريخ.
الشرطة تتمسك بواجب حفظ الأمن
تم الإفراج عن زعيم الجماعة المناهضة للنظام الملكي "ريبابليك"، وتعني الجمهورية وأعضاء آخرين بعد ساعات من الاحتجاز خلال تتويج الملك تشارلز، يوم السبت، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كان رد الشرطة متناسبًا.
وكانت الشرطة قد ألقت القبض على جراهام سميث، و51 آخرين في وسط لندن بينما كان الآلاف من محبي العائلة الملكية يحتشدون في الشوارع لتتويج الملك تشارلز.
ووفقًا لوكالة “رويترز”، قالت الشرطة إن واجب منع الاضطراب يفوق الحق في الاحتجاج.
مشاهدات مليونية
كشفت صحيفة مترو البريطانية، الأحد، عن أرقام مشاهدة حفل تتويج الملك، وحضور أكثر من 18 مليون شخص لمشاهدة الحفل، ففي يوم السبت 6 مايو، تم تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا رسميًا في وستمنستر أبي، حيث تدفق الحشود إلى الشوارع لحضور هذا الحدث التاريخي كان هذا ثاني حفل تتويج للعائلة المالكة البريطانية يتم بثه عبر التلفزيون، بعد تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953.
وكشفت شارلوت مور، كبيرة مسؤولي المحتوى في بي بي سي، عن العدد الإجمالي للأشخاص الذين اختاروا مشاهدة تغطية بي بي سي للحفل المهيب.
التتويج يتصدر التريند
يبدو أن كاتي بيري، المغنية ومؤلفة الأغنيات الأمريكية الشهيرة، مرتدية ملابس أرجوانية أنيقة بشكل لافت، قد ضلت طريقها وهي تبحث عن مقعدها أثناء حفل التتويج، لذا قرر رواد مواقع التواصل الاجتماعي استخدام صورتها بشكل ساخر، ووجدت صورتها طريقها بسهولة إلى التريند، وبدت المغنية الشهيرة في فستان أرجواني قصير الأكمام وقفازات طويلة.
قارئة الشفاه تكشف ما دار من حديث عن حفيد الملك
أثناء ظهور العائلة المالكة على شرفة قصر باكنجهام بعد تتويج الملك تشارلز، كان من الممكن رؤية أعضاء الشركة وهم يتحدثون، وقد كشف قارئة شفاه لصحيفة ميرور ما قالته دوقة إدنبرة صوفي على الأمير لويس، نجل الأمير ويليام أثناء تتويج جده الملك تشارلز، وأثار ظهور الأمير لويس، 5 سنوات، المثير على شرفة قصر باكنجهام بعد التتويج إعجاب محبي العائلة الملكية.
ووفقًا لقارئة شفاه، أعربت صوفي، دوقة إدنبرة الجديدة، عن خيبة أملها لأن لويس لم يكن مرتديًا الشورت الذي اشتهر بارتدائه ويظهر في كافة صوره المنشورة، ولهذه المناسبة، ارتدى لويس زيًا أنيقًا للغاية من تصميم ديج وسكينر، عبارة عن سترة مزينة عند الياقة والأساور، ولكن بدلًا من ارتداء الشورت، ارتدى لويس بنطلون أسود طويل وحذاء أسود أنيق، ووفقًا لقارئة الشفاه إليزابيث تونتون، رد الأمير ويليام قائلًا: إن لويس هو الذي قرر ارتداء البنطلون بدلًا من الشورت.
واهتم متابعو الحفل بالتعليق على حركات الأمير الصغير المنطلق خلال مراسم التتويج، ففي لقطة طريفة وعفوية تثاءب الصغير، أثناء جلوسه بجوار شقيقته شارلوت ووالدته كيت ميدلتون ومن قبلها أسر قلوب المدعوين وهو يدخل الكنيسة، ويده تحتضن يد شقيقته شارلوت، حيث بدا مذهولًا خجولًا وشوهد لويس وهو يركل بقدميه، ما أجبر والدته كيت، على الهمس له بالتوقف عما كان يفعل.
ذكرت صحيفة دايلي ميل أن الأمير الصغير لجأ إلى مقعده، ولم يستطع البقاء واقفا مثل الباقين، خلال التتويج كما تفاعل لويس بالصراخ وهتاف بقوة مع طائرات الاستعراض التي حلقت في نهاية الحفل وتحسبًا للخروج عن السيطرة، أعدت الإدارة الملكية العدة وكانت هناك مربية أطفال على أهبة الاستعداد لإخراج الأمير لويس من الحفل، في حال تجاوزت تصرفاته ومشاغباته حدود المعقول.
وسمعت الهتافات "ليحفظ الله الملك" في جميع أنحاء لندن بعد أن وضع رئيس أساقفة كانتربيري التاج على رأس تشارلز في دير وستمنستر.
ويأتي التتويج بعد ثمانية أشهر تقريبًا من صعود تشارلز العرش بعد وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية، في 8 سبتمبر.
وعاد تشارلز، 74 عامًا، وزوجته، الملكة كاميلا، 75 عامًا، إلى قصر باكنجهام في موكب فخم وسط حشود مصطفة على الطرق على الرغم من الأمطار الغزيرة وبعد فترة وجيزة، ظهر الزوجان وغيرهم من أفراد الأسرة، بمن فيهم الأمير وليام وكيت، أميرة ويلز، وظهر أطفالهم الثلاثة على شرفة القصر.
حضور هاري وحده بدون زوجته
بعد سنوات من التوترات العائلية، حضر الأمير هاري تتويج والده وحده بينما بقيت زوجة هاري، ميجان، دوقة ساسكس، في كاليفورنيا مع أطفالهما الأمير أرشي، 4 سنوات، والأميرة ليليبيت البالغة من العمر عام واحد.
وجلس هاري في الصف الثالث من الدير، بجانب جاك بروكسبانك، زوج ابنة عمه، الأميرة يوجيني في حين جلس في الصف الأمامي الأمير وليام، ولي العهد، وزوجته كاثرين، أميرة ويلز، في أزياء رسمية مزخرفة لتعكس رتبتها في العائلة المالكة.
وكانت أخت الملك، الأميرة آن أبرز الحضور، وارتدى هاري بدلة صباحية رمادية، مزينة بميداليات خدمته العسكرية، وكان الأمير أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، يرتدي أزياء احتفالية على الرغم من أنه لم يعد عضوًا في العائلة المالكة.
وكان الرؤساء والملوك وأبرز السياسيين البريطانيين والمشاهير من بين حوالي 2300 شخص في الحضور في حفل التتويج في دير وستمنستر ومن بينهم سيدة أمريكا الأولى، جيل بايدن، والسيدة الأولى في أوكرانيا، أولينا زيلنسكي، ورؤساء الوزراء السابقين بوريس جونسون، وتريزا ماي وتوني بلير، وحضر بالطبع رئيس الوزراء البريطاني الحالي، ريشي سوناك، وقرأ الفصل الأول من رسالة بولس الرسول.
ومن الفنانين حضر ليونيل ريتشي وكاتي بيري وأندرو لويد ويبر، والممثلين جودي دنش وإيما تومبسون وعبرت قائمة الضيوف عن جهود تشارلز لاحتضان بريطانيا الحديثة متعددة الثقافات، كما عبرت عن هوية الأسرة الملكية وكان مصممو الأزياء البريطانيين بعض نجوم الحفل.
فستان التتويج
ارتدت الملكة كاميلا فستانًا مصنوعًا من الحرير الأبيض ومطرز بالذهب والفضة، مع سلاسل ديزي ونسيان، لتجسد حب الريف البريطاني الذي تشاركه تشارلز، وكانت قلادة الماس هي نفسها التي ارتدتها الملكة إليزابيث الثانية لتتويجها.