طريق السلام في الشرق الأوسط.. هل يمكن أن يمر عبر البحر المتوسط؟
نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن الناشط المناخي "جيدون برومبيرج" أحد كبار مسؤولي منظمة "إيكو بيس"، بعد 30 عامًا من إنشائها، قوله إن منظمته ترسم مسارًا لمستقبل مستدام في المنطقة انطلاقًا من إيمان راسخ بأن أزمة المناخ تشكل تهديدًا وجوديًا يواجه الشرق الأوسط.
وأضاف الناشط المناخي البالغ من العمر 59 عامًا: "البقاء على قيد الحياة سيعتمد على قدرتنا على العمل معًا على المستوى الإقليمي ونحن نتشارك نفس المحيط ونتنفس نفس الهواء وأزمة المناخ لا تعرف الحدود وحان الوقت للاعتراف بواقع الترابط البيئي".
شرق المتوسط نقطة مناخية ساخنة
حددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ شرق البحر الأبيض المتوسط كنقطة ساخنة للمناخ، مما يعني أنه من المتوقع أن يضرب الاحترار العالمي المنطقة بشكل أكثر حدة مما هو عليه في أجزاء أخرى من العالم.
وأوضح برومبيرج أنه في حين تهدف بعض الدول إلى تجنب زيادة درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، يمكن أن يشهد الشرق الأوسط زيادة تتراوح بين أربع وسبع درجات وهذا يمكن أن يجعل العديد من مناطق الشرق الأوسط غير صالحة للعيش خلال أشهر الصيف.
وحذر من أنه “منذ عامين فقط، شهد البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة دافئة على الإطلاق أعلى درجتين من ذي قبل وهذا تطور يهدد جدوى الحياة في المنطقة، فنحن نقول إننا نحب أرضنا ولكن لن تكون هناك أرض نحبها إذا لم نواجه تحدي أزمة المناخ ولذلك علينا التنسيق بشأن الأزمة إذا أردنا بناء المرونة اللازمة لمواجهة تغير المناخ”.
ويعتقد برومبيرج أن بإمكان إسرائيل بناء الثقة مع جيرانها من خلال التعاون البيئي - وهو عنصر حاسم للسلام في نهاية المطاف ويشارك برومبرج في إدارة منظمة "إيكو بيس" بمكاتبها في تل أبيب وعمان ورام الله، ويدير كل منها مدير مشارك وموظفون وتحدث جميع المديرين الثلاثة أمام الأمم المتحدة.
وفي عام 2022، تلقت المنظمة منحة قدرها 3.3 مليون دولار من وزارة الخارجية الأمريكية وأسس برومبيرج منظمته منذ ما يقرب من 30 عامًا أثناء دراسته للقانون البيئي الدولي في الجامعة الأمريكية وخلال ذلك الوقت، وقعت إسرائيل اتفاقية سلام مع الأردن، وكانت اتفاقيات أوسلو قيد التفاوض.
وأعرب برومبيرج عن قلقه من إهمال البيئة في كافة محادثات السلام، وفي كافة المشروعات مثل إنشاء 50 ألف غرفة فندقية متوقعة حول البحر الميت وأراد أن يضع الاستدامة على جدول الأعمال السياسي لعملية السلام ولذلك أسس منظمته وجمع 20 ألف دولار لأول اجتماع لخبراء البيئة المصريين والإسرائيليين والأردنيين والفلسطينيين، الذي انعقد في طابا في ديسمبر 1994 ومع ذلك، بدأ العنف بعد عام واحد فقط، وحلت التفجيرات محل الحديث عن المباني الجديدة وانسحبت مصر.
وقال برومبيرج: "اليوم، لا يمكننا أن ندع السياسة تقف في طريق حل أزمة المناخ".
وتمتلك المنظمة وثيقة تتبنى "تسخير الشمس والبحر لخلق مياه محلاة على مستوى المنطقة وأمن للطاقة للجميع؛ وتسلط الضوء على الحاجة والفرصة لحل مخصصات المياه الطبيعية الإسرائيلية / الفلسطينية اليوم لتحقيق العدالة في المياه؛ وتقترح استثمارات ذكية مناخيًا ووظائف خضراء ومشروعات للتنمية حول وادي الأردن؛ وتوصي ببرامج التوعية العامة والتعليم التي يمكن أن تشرك الجمهور المعني، وخاصة الأجيال الشابة، لفهم أهمية الدبلوماسية في مجالي المياه والمناخ كأداة فعالة لحل النزاعات وبناء السلام، مع تأكيد خاص على تحديات الترابط البيئي والمخاطر والفرص ورسم الطريق إلى تحقيق الحلول.