"فاجنر" تفجّر قنبلة بوجه موسكو.. ورسيا: الكرملين على علم بانسحابها من باخموت
كشف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الجمعة، عن علم الكرملين عزم مقاتلي مجموعة "فاجنر" الانسحاب من مواقعها في مدينة أرتيوموفسك (باخموت) الواقعة شرق أوكرانيا.
قال بيسكوف ـ حسبما أفادت قناة روسيا اليوم الإخبارية ـ إن "الكرملين يحيط علما بإعلان مؤسس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين تركه لمواقعه في أرتيوموفسك (باخموت)، 10 مايو، لصالح انتشار القوات المسلحة الروسية"، دون أن يشير إلى المزيد من التفاصيل في هذا الصدد.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه مؤسس مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجين أن مقاتلي مجموعته سيذهبون إلى المعسكرات الخلفية لتضميد جراحهم هناك، في 10 مايو، وسيترك المقاتلون مواقعهم للقوات المسلحة الروسية.
وأضاف بريجوجين: "أطلب من رئيس الأركان العامة التوقيع على أمر قتالي إلى مجموعة (فاجنر) لنقل مواقع باخموت إلى وحدات تابعة لوزارة الدفاع".
جدير بالذكر أن مدينة أرتيوموفسك تقع شمالي مدينة جورلوفكا الكبيرة، وتعتبر مركز نقل مهم لتزويد مجموعة القوات الأوكرانية في دونباس، ومنذ الصيف الماضي، تدور فيها معارك ضارية من أجل السيطرة على المدينة.
وكان مؤسس قوات "فاجنر"، يفجيني بريجوجين، قد ذكر سابقا أنه يقترب من السيطرة على حوالي 90% من أراضي مدينة أرتيوموفسك.
وأعلن رئيس مجموعة "فاجنر" شبه العسكرية الروسية يفيجيني بريجوجين الجمعة، أن قواته ستغادر مدينة باخموت الأوكرانية التي شهدت أكثر معارك الحرب دموية في 10 مايو، "بسبب نقص الذخيرة"، ملقيًا باللوم على وزارة الدفاع الروسية.
وأضاف بريجوجين الذي يعرف بـ"طباخ بوتين" أن "فاجنر" ستضطر إلى نقل مواقعها في المدينة إلى القوات الروسية النظامية في 10 مايو، بسبب نقص الذخيرة. وقال إنه "خطأ وزارة الدفاع"، بحسب ما نقلت عنه "رويترز".
وقال بريجوجين في مقطع فيديو نشره مكتبه: "كنّا في طريقنا للسيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو، وعندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك أوقفوا إمدادات (الذخيرة). (...) لذلك، اعتبارًا من 10 مايو 2023، سننسحب من باخموت"، وفقًا لـ"فرانس برس".
وانتقد بريجوجين علنًا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أكثر من مرة، وطالبه بإمداده بالذخيرة.
وبريجوجين حليف للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه يخوض بصفته رئيس مجموعة عسكرية خاصة صراع نفوذ مع وزارة الدفاع الروسية.
وحققت فاجنر أغلب التقدم الروسي في باخموت، التي تتركز فيها الحرب حاليًا، وترفض أوكرانيا التراجع عن الدفاع عنها، على الرغم من تحذيرات الغرب من أن المدينة ليست ذات أهمية استراتيجية وتشكل محرقة للجنود الذين تم تدريبهم والمعدات العسكرية التي يرسلها الغرب لأوكرانيا.
وتقول كييف إن سقوط المدينة سيفتح الطريق أمام القوات الروسية للسيطرة على مدن أخرى.
وحذّر بريجوجين الأحد، من أن شنّ أوكرانيا لهجوم مضاد يمكن أن يشكل "مأساة" لروسيا. وتذمر من شحّ الذخيرة لدى مقاتليه، وفقًا لـ"فرانس برس".
وقال:"نحن (فاجنر) لدينا 10-15% فقط من القذائف التي نحتاج إليها"، محمّلًا قيادة الجيش الروسي مسؤولية ذلك.
وتوقع بريجوجين أن تشنّ أوكرانيا هجومًا مضادًا في منتصف مايو. وقال في هذا الصدد إن "الهجوم المضاد يمكن أن يصبح مأساة لبلدنا".
ويدور توتر بين "فاجنر" ووزارة الدفاع الروسية، وسط صراع لنسب الفضل في السيطرة على مواقع جديدة في أوكرانيا. وينفي الكرملين وجود توتر.
وظهرت الانقسامات بين الجيش الروسي ومجموعة "فاجنر" مطلع العام، خلال المعركة للسيطرة على مدينة سوليدار الصغيرة شرق أوكرانيا.
وأكد بريجوجين حينها، أن رجاله فقط هم من يقاتلون القوات الأوكرانية في هذه المدينة.
وعندما أعلن بريجوجين الاستيلاء على سوليدار، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى إعلان سيطرة قواتها على المدينة بعدها، وهو ما نفته كييف حينها.
ونشر بريجوجين رسالة هاجم فيها "أولئك الذين يسعون باستمرار لسرقة انتصاراتنا"، من دون أن يسميهم.