الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقرير: السعودية تطمح إلى دور أكبر في المنطقة عن طريق دبلوماسيتها

الرئيس نيوز

عندما كان الإيرانيون الذين تم إجلاؤهم من السودان في طريقهم إلى خارج المملكة العربية السعودية يوم السبت، ذهب مسؤول عسكري سعودي كبير إلى طائرتهم من أجل توديعهم بحرارة وصرح قائد المنطقة الغربية للمملكة اللواء أحمد الدبيس للإيرانيين المغادرين قائلًا: "هذه بلدكم"، ووقف إلى جوار حسن زرنغار، القائم بالأعمال الإيراني لدى المملكة مبديًا التضامن مع المسافرين الذين تمكنوا من الفرار بحياتهم من القتال الدائر في السودان، مضيفًا: "إذا كنتم بحاجة إلى أي شيء في السعودية، فمرحبًا بكم... إيران والسعودية شقيقتان".

ووفقًا لشبكة سي إن إن الأمريكية تم الترحيب بخمسة وستين إيرانيًا تم إجلاؤهم من السودان من قبل الجيش السعودي في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر بالورود، وبثت صورهم على التلفزيون الحكومي الإيراني والسعودي وكان الترحيب الودي بالإيرانيين "من توجيهات القيادة، من الملك سلمان، وولي العهد"، ولم يكن من الممكن تصور مثل هذه الصور قبل أشهر فقط، عندما كانت إيران والمملكة العربية السعودية خصمين إقليميين لدودين بينهما صراعات متعددة بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ولكن الجانبين تمكنا من دفن الأحقاد في مارس بوساطة صينية بعد ما يقرب من سبع سنوات من العداء، ويأملان في إعادة فتح السفارات قريبًا.

وقال المحلل والكاتب السعودي علي الشهابي لشبكة سي إن إن: "هذا لا يمكن إلا أن يجلب النوايا الحسنة من الإيرانيين على أمل أن يتم الرد بالمثل" ويبدو أن المملكة الآن منهمكة في تجديد صورتها العالمية وإصلاح علاقاتها مع الأعداء السابقين ويبدو أن الجهود الدبلوماسية هي الأحدث في سلسلة تحركات تضع الرياض في دور لصنع السلام يقول محللون إنها محور استراتيجي بعيدًا عن أكثر من عقد من سياسة خارجية تصادمية وتدخلية.

وقالت آنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل: "هناك سياسة خارجية جديدة في المنطقة، إذ تسعى المملكة العربية السعودية إلى فرض نفسها أكثر فأكثر على المسرح الدولي من خلال الوساطة ورفع مكانتها الدبلوماسية".

وأضافت أن السياسة الخارجية الجديدة للرياض أكثر استقلالية وتعطي الأولوية للمصالح السعودية.

دبلوماسية السودان
جاءت آخر محاولة دبلوماسية للمملكة في السودان، حيث تتنافس القوات الموالية لجنرالين متنافسين، قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو، قائد ميليشيا قوات الدعم السريع، على السيطرة وقتل المئات وجرح الآلاف في القتال وفي الصور التي تم بثها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام السعودية، شوهدت القوات السعودية وهي تقوم بإجلاء آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من بورتسودان إلى مدينة جدة الساحلية، في رحلة استغرقت 12 ساعة عبر البحر الأحمر. تم إعطاء الرجال والنساء والأطفال الأعلام السعودية للتلويح بها بينما وثقت الكاميرات وصولهم وأعلنت السعودية إجلاء أكثر من 5000 شخص من أكثر من 100 جنسية.

وقال فهد ناظر المتحدث باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة لمراسلة شبكة سي إن إن بيكي أندرسون: "سنفعل كل ما في وسعنا لتخفيف هذه الأزمة ونحن نقود هذا الجهد، لكننا نعمل بشكل وثيق للغاية مع الولايات المتحدة وشركائنا الإقليميين والدوليين."

وبمساعدة الولايات المتحدة، توسطت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي أيضًا في هدنة قصيرة بين قائد القوات المسلحة السودانية البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع دقلو وتم تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، ويقال إن المملكة تنضم إلى الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة ومصر في جهود التوسط في هدنة بين القائدين.

وقال الشهابي: "كانت الجهود السعودية في السودان فرصة لوضع موارد السعودية الكبيرة في البحر الأحمر تحت تصرف المجتمع الدولي للمساعدة وهذا يمكن أن ينعكس بشكل جيد على المملكة فقط"، وتأتي هذه الدبلوماسية الجديدة في الوقت الذي تعطي المملكة العربية السعودية الأولوية للنمو الاقتصادي في الداخل، الأمر الذي يتطلب تحقيق الاستقرار الإقليمي للنجاح وكان الاقتصاد الذي تبلغ قيمته 1 تريليون دولار في سعي للابتعاد عن سمعته التقليدية كمنتج للنفط، واتجه نحو دور جديد كلاعب اقتصادي عالمي ومركز إقليمي رئيسي للسياحة والأعمال وأوضحت جاكوبس أن سياسات السعودية التدخلية السابقة "أدت فقط إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وزيادة التهديدات الأمنية ضد المملكة العربية السعودية".

بصرف النظر عن إيران، تعمل الرياض على إصلاح العلاقات مع الحوثيين في اليمن وتركيا والنظام السوري. وهي تقود الجهود لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الحظيرة العربية على مدى عقد من الزمان بعد قطع العلاقات معها وفي الشهر الماضي، وشوهد كبار قادة حركة حماس يؤدون الشعائر في مكة بعد يومين، والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة على الرغم من خلافات حماس والسلطة الفلسطينية منذ أكثر من عقد.