متخصص في الشؤون العربية: السودان مقبل على مرحلة طويلة من الصراع
أكد العزب الطيب الطاهر؛ المتخصص في الشؤون العربية؛ أن الدول الأجنبية حين تعاملت مع ملف إجلاء رعاياها من السودان تحركت من خلال مصالحها وليس من جانب تهدئة الصراع.
وقال الطاهر في مقابلة مع برنامج "رأي عام" المذاع على قناة "تن": "الإجلاء في حد ذاته مؤشر لخطورة الأزمة وحين باتت الأزمة في السودان تهدد رعاياها تحركوا من أجل إجلائهم وهناك تخوف من أن الاجلاء بهذا الشكل المكثف؛ طائرات عسكرية وميناء بورتسودان واستخدام الحدود المصرية لإجلاء الدول كل هذا يؤشر إلى أن الدول ترى أن السودان مقبل على مرحلة طويلة من الصراع".
وأضاف: "اقتربنا من الأسابيع الثلاثة من الصراع ولم نرى توجه حقيقي لإيقاف الصراع نتيجة أن كل طرف متمسك بموقفه وطموحاته بأن يحقق النصر؛ وفقا للمعلومات فأن القوات المسلحة السودانية تسيطر على كافة أنحاء السودان فيما عدا بعض المناطق البسيطة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع".
وتابع: "الأمور الان تسير في اتجاه أن كل طرف يسعى لأن يخصم من رصيد الطرف الاخر عسكريا واقتصاديا وأمنيا ومن يدفع الثمن هو الشعب السوداني والرعايا الأجانب الذين تعرضوا إلى ظروف صعبة ".
وأكمل: "أنادي بأن يجب أن تتوقف هذه الحرب العبثية التي تضر بالسودان ومستقبله؛ السودان منذ استقلاله كان يتعرض لكثير من المشكلات ولكن هذه الحرب عبثية بكل معاني الكلمة".
وأوضح: "القتال يدور داخل الخرطوم وداخل المناطق المدنية وأحد الطرفين يستخدم المدنيين كدروع بشرية لابعاد ضربات الطرف الأخر؛ العالم الغربي لم يبدي اهتمام كبير بما يحدث في السودان من البداية إلا حين امتد الصراع وبدأ الأجانب في الشعور بأن رعاياهم يتعرضون للخطر وبعدها بدأت الضغوط من أجل خلق مساحة لاخراج رعايا الدول الأجنبية".
وواصل: "الحرب بين فرقاء كانوا شركاء في السلطة والسلاح وفي كل شيء تقريبا وفجأة نرى تفاقم الصراع إلى الحد الذي يؤثر على المدنيين والأوضاع الصحية تشهد حالة غير مسبوقة من التدهور".
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف الشهر الجاري تحولت بعدها إلى صراع عسكري عنيف خلف مئات الضحايا.