الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف ينظر الأمريكيون إلى جهود الابتعاد عن الدولار في العالم؟

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على تصريحات رئيس وزراء ماليزيا بأن الدولار الأمريكي لم يعد مطلوبًا لجذب الاستثمار الأجنبي في بلاده، ولكن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أكدت أن اليورو ليس في وضع يمكنه من أن يحل محل الدولار أو أن ينافس مكانة العملة الأمريكية بصفتها صاحبة المركز الأول، وأكدت كذلك أن الدولار عملة احتياطي العالم وهذا أمر مفروغ منه، ووفقًا للخبراء، لن تتعرض هيمنة الدولار الأمريكي للتهديد بشكل كبير من خلال المقترحات المقدمة من الدول الأخرى للتوقف عن استخدامه كعملة احتياطية وفي الربع الرابع من عام 2022، شكل الدولار الأمريكي أكثر من 58٪ من الاحتياطيات العالمية، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.

في مقابلة حديثه مع بلومبيرج، أوضح وزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سمرز أنه لا يتفق مع أولئك الذين أصابهم الذعر من عبارات رنانة مثل "الاستغناء عن الدولار" وادعى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنه لا يوجد خطر كبير على وضع الدولار كعملة احتياطية في العالم خلال خطاب ألقاه في مارس أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب.

وأوضح جيروم بأول: "أعتقد أن ما سيحدث هو محاولة للتوازن فالأمر مستقر إلى حد ما"، مضيفًا، "أنه ليس توازنًا دائمًا، لكن لا يوجد بالفعل منافس جاد للدولار، وهذا يرجع إلى عدة أسباب من بينها المؤسسات الأمريكية الديمقراطية الراسخة، وسيادة القانون، وحقيقة أن قيمة الدولار مستقرة إلى حد ما".

ويعتقد المحللون أن هيمنة الدولار الأمريكي لن تكون مهددة بشكل كبير بدعوات من دول أخرى للتوقف عن استخدامه كعملة احتياطية، ومجددًا أكد كل من وزير الخزانة السابق لاري سمرز ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنهما لا يران أي خطر يهدد مكانة الدولار كعملة احتياطية في العالم.

وبفضل عملة الرنمينبي الرقمية، تقود الصين العالم في مجال المدفوعات عبر الهاتف المحمول، وقد تبنت العملة الرقمية للبنك المركزي، والتي تستعد لتغيير مسار التاريخ من خلال تسريع التحول من عصر النقود الورقية إلى عصر العملة الرقمية ويكون الدولار الأمريكي، وهو المعيار التجاري الدولي الفعلي وعملة الاحتياطي الأساسية، في خطر بسبب طموحات اليوان الرقمي.

وأشارت مجلة فوربس إلى أن أحد العوامل الثلاثة التي تدعم الهيمنة الأمريكية على العالم، إلى جانب القوة العسكرية الأمريكية وشبكة التحالف، هو الوضع الفريد للدولار الأمريكي، فهناك عشرة بالمائة فقط من التجارة العالمية تمر عبر الولايات المتحدة، ولكن خمسين بالمائة من تلك الصفقات تتم بالدولار وكانت معظم الدول في جميع أنحاء العالم قد قبلت سابقًا هذا الاعتماد المفرط على العملة الأمريكية، ولكن المزيد والمزيد من الدول تعرب الآن عن رغبتها في تقليل اعتمادها على الدولار.

وهناك ديناميتان تعزز أحداهما الأخرى بشكل متبادل، وتقودان هذه الدعوات إلى الاستغناء عن الدولار؛ الدينامية الأولى هو القلق المتزايد من سلوك الولايات المتحدة في الخارج، ولا سيما استخدامها العدواني المفرط للإكراه الاقتصادي والولاية القضائية طويلة المدى واليوم، تخضع واحدة من كل عشر دول للعقوبات الأمريكية، ويتم منع عشرات الآلاف من الأشخاص والشركات من استخدام النظام المصرفي الدولي بسبب انتهاكات ما يعرف باسم "قواعد واشنطن".

وتجدر الإشارة إلى أن نفوذ الصين المتزايد في التجارة والتمويل الدوليين هو الاتجاه الثاني الذي يحفز هذه الدعوات لإزالة الدولار، ونظرًا لاستخدام الدولار الأمريكي على نطاق أوسع في جميع أنحاء العالم، فإن اليوان الرقمي الجديد في الصين، والذي يخضع لإشراف بنكها المركزي، قد يشكل تحديًا للدولار ولشعبية الدولار الأمريكي في جميع أنحاء العالم، قد يمثل اعتماد الصين للعملة الرقمية للبنك المركزي من خلال الرنمينبي الرقمي تهديدًا ملحوظًا لمكانة الدولار.

وكانت أزمة إفلاس عدد من البنوك سببًا في تراجع الثقة في الدولار وفي النظام المصرفي الغربي منذ أوائل مارس الماضي، كما تجددت في الأسبوع الجاري المخاوف بشأن بنك فرست ريبابليك الأمريكي وتأثرت أسواق المال بالتوقعات القاتمة للنمو العالمي، وقد لا يستمر المزاج المتفائل طويلًا ويستعد المتداولون والمستثمرون لمتابعة ومراقبة البيانات الاقتصادية المنتظر إصدارها في هذا الأسبوع بفارغ الصبر، ولكن خيارات البنك المركزي الأمريكي، الاحتياطي الفيدرالي قد يكون لها تأثير إضافي على الثقة في الدولار.