الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مع نزوج السودانيين.. مصر تعمل على تجنب "أزمة لاجئين"‏

الرئيس نيوز

وصف تقرير لمنظمة "ريليف ويب" إجراءات السماح للسودانيين بدخول الأراضي المصرية ‏على الجانب المصري بأنها تسير ببطء، في مؤشر على اتخاذ مزيد من الحذر من قبل السلطات ‏المصرية للتحقق من كل من يأتي إلى البلاد بسبب المخاوف الأمنية، ويضطر بعض الأشخاص ‏للانتظار طويلًا لسماع أسماءهم حتى يتمكنوا من الدخول إلى البلاد وبينما يتدفق عشرات الآلاف ‏من السودانيين شمالًا عبر الحدود إلى مصر هربًا من القتال الدائر في بلادهم.

تظهر قصص عن ‏تأخيرات استمرت أيامًا على الحدود، حيث يعاني المسافرون من الحر بالقليل من الطعام والماء، ‏ولكن المراقبين يقولون إن النزوح الجماعي لن يتطور إلى أزمة لاجئين في مصر.

ويبدو أن ذلك ‏أمر مستبعد، واندلعت أعمال عنف في السودان منذ أسبوعين عندما هاجم الجيش وقوات الدعم ‏السريع بعضهم البعض في حين بقي المدنيون عاجزين وحوصروا في مرمى النيران. 

وحلقت طائرات مقاتلة في سماء المنطقة مع قيام الحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية بإجلاء ‏مواطنيها وموظفيها الأجانب وبدأ السودانيون في التحرك إلى الحدود هربًا من الحرب.

وفي وقت ‏متأخر من يوم الجمعة، غرد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي ‏قائلًا: "إن ما يقدر بنحو 50 ألف شخص قد فروا من السودان إلى مصر وتشاد وجنوب السودان ‏وجمهورية إفريقيا الوسطى - ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد"‏.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أن أهم المعابر الحدودية للقادمين من السودان إلى مصر، ‏هما معبر أرقين ومعبر قسطل في وادي حلفا، وتم إخبار جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم ‏بين 17 و49 عامًا بالذهاب إلى حلفا لتقديم طلب للحصول على تأشيرة مصرية في القنصلية ‏هناك ويمكن للنساء والذكور الذين تقل أعمارهم عن 17 عامًا وأكبر من 49 عامًا العبور في ‏أرقين بدون تأشيرات، مما يعني أن العديد من العائلات منفصلة ويجب عليهم الانتظار في أرقين ‏حتى يتمكن أقاربهم من الذكور من العبور.‏

ويواجه الكثيرون طريقًا طويلًا ومرهقًا علاوة على الانتظار من أجل الحصول على التأشيرة لمن ‏هم أكبر من 18 سنة، قبل أن تتمكن العائلات من الوصول إلى مدينة أسوان، ولكن بمجرد إزالة ‏هذه العقبة، لا يتوقع العابرون وعائلاتهم أي مشكلات في مصر حيث يمكنهم تحمل تكاليف التنقل ‏والمعيشة.‏

وأعلنت الحكومة عن تشكيل فريق عمل خاص بالأزمات لمتابعة الوضع مع أعضاء من وزارات ‏الدفاع والداخلية والخارجية والمخابرات العامة ولا يوجد في الجانب السوداني من المعبر ‏الحدودي أي تسهيلات للمسافرين أمال على الجانب المصري، فتنشط فرق الهلال الأحمر ‏المصري لمساعدة الوافدين من السودان.

كما تستعد منظمات المجتمع المدني لمساعدة الوافدين ‏لكنهم ينتظرون الإذن من الحكومة.

وعلى صعيد متصل، يقول المراقبون إن الأمم المتحدة ‏أنجزت بالفعل مشاورات مع الحكومة المصرية لتقييم الاحتياجات في الجنوب.

وذكرت كريستين ‏بشاي، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في رسالة عبر البريد ‏الإلكتروني، أن الأمم المتحدة ستدعم "المحتاجين بمواد الإغاثة المنقذة للحياة والتي سيتم تسليمها ‏من خلال فرق الهلال الأحمر المصري على الحدود" ومن بين وسائل الإغاثة التي سيتم تقديمها ‏‏"المياه ومستلزمات النظافة، والنقل والمساعدات الطبية".‏

ورصد التقرير أن المسافرين الذين يصلون إلى مصر ميسورون نسبيًا ويمكنهم تحمل الأسعار ‏الباهظة التي تتكلفها الرحلة إلى الشمال، ومن المشاهد الشائعة خلال الأيام الماضية رؤية امرأة ‏سودانية وأطفالها بينما ينتظرون القطار في محطة أسوان، ولكن قبل مغادرة السودان هناك ‏مشكلة تكمن في أن بعض أصحاب الحافلات رفعوا تكلفة تذكرة واحدة من العاصمة السودانية، ‏الخرطوم، إلى أسوان من 100 دولار إلى 400 دولار إلى 600 دولار.

وقالت إحدى السيدات ‏السودانيات بعد أن اضطرت إلى الدفع لنفسها وثلاثة من أفراد أسرتها للوصول إلى مصر، ‏فوجئت بتوصيلها إلى محطة وادي كركر، حيث كان عليهم دفع تسعة أضعاف السعر المعتاد ‏لتذاكر السفر إلى أسوان، على بعد 15 دقيقة.‏

ولا تنتهي الرحلة عند وصولهم إلى أسوان، حيث ينتقل جميع الوافدين تقريبًا إلى العاصمة ‏المصرية، القاهرة، بالقطار أو الحافلة فمنهم من يخططون للسفر إلى دول أخرى لديهم بها منازل ‏وأثناء ازدحام محطة القطار خلال ساعات الإقلاع، يبقى البعض نائمين في المحطة أو في شوارع ‏أسوان طوال الليل وجميع الفنادق في المدينة بكامل طاقتها.‏

وقدمت بعض الفنادق في القرية النوبية الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل في أسوان ‏خصومات كبيرة للسودانيين من منطلق الشعور بالتضامن بين المصريين والسودانيين.‏