تجهيزات للقاء مرتقب لوزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران في روسيا
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن موسكو قد تحتضن في شهر مايو المقبل، لقاءً يجمعه مع نظرائه السوري والروسي والإيراني، والذي قد يشهد أول لقاء على مستوى وزراء الخارجية بين دمشق وأنقرة، منذ توتر العلاقات بين البلدين قبل أكثر من 11 عامًا.
ويأتي هذا اللقاء المرتقب، بعد سلسلة من اللقاءات التي احتضنتها موسكو مؤخرًا، في إطار جهود إعادة بناء العلاقات التركية السورية بعد سنوات من العداء خلال الحرب الأهلية السورية.
وفي 25 أبريل الجاري، أجرى وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات في تركيا وروسيا وإيران وسوريا محادثات في العاصمة الروسية، وصفتها أنقرة وموسكو بأنها "بناءة".
وقالت وزارتا الدفاع التركية والروسية، في بيانين منفصلين، إن الوزراء ورؤساء المخابرات ناقشوا في الاجتماع "تعزيز الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق".
وأفاد البيانان بأن الدول الأربع أكدت مجددًا رغبتها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل عودة اللاجئين السوريين سريعًا إلى وطنهم.
وذكرت وزارة الدفاع السورية، أن الاجتماع بحث "انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية".
وفي بدايات الأزمة السورية عام 2011 وصف رئيس الحكومة التركية (آنذاك) رجب طيب أردوغان أعمال العنف التي يتعرض لها مدنيون سوريون بأنها "وحشية"، داعيًا الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء إصلاحات.
وفي أغسطس من العام نفسه، زار وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داود أوغلو دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، حاملًا رسالة من أردوغان بشأن الوضع في البلاد.
وفي المقابل اتهمت دمشق أنقرة بإيواء ودعم جماعات مسلحة متطرفة تستهدف استقرار سوريا، في وقت كان يتدفق آلاف السوريين نحو الأراضي التركية، هربًا من المعارك بين القوات الحكومية وفصائل معارضة.
وفي مارس 2012، أعلنت تركيا تعليق أنشطة سفارتها في دمشق، وإغلاقها بسبب تدهور الظروف الأمنية في البلاد.
وفي الأشهر الأخيرة شجعت موسكو، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، على المصالحة مع أنقرة. لكن دمشق تشترط الانسحاب الكامل للقوات التركية لاستعادة العلاقات.
وبين 2016 و2019 شن الجيش التركي 3 عمليات كبيرة في شمال سوريا، استهدفت فصائل مسلحة وتنظيمات كردية، وتقول أنقرة إنها تريد إقامة "منطقة أمنية" بطول 30 كيلومترًا على حدودها الجنوبية، وهو ما تعارضه تركيا.