الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

تواضروس عن أزمة الرهبان: لا تهتزوا أديرتنا بخير.. والجرايم مفهاش خواطر

الرئيس نيوز

خصص البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية للحديث عن الرهبنة مؤكدًا أن الكنيسة تحتفل بصوم العذراء، وسط الأحداث الواقعة فى الكنيسة  مضيفًا: نتذكر أمنا العذراء كأم لكل البتوليين، ونتذكر صورتها وسيرتها وشخصيتها هى النهج الذى على أساسه قامت الحياة الرهبانية والديرية.

وتابع البابا تواضروس فى عظته التى القاها من الكاتدرائية : مصر أصل الرهبنة ولا تنسوا هذا التاريخ ، ولا تعتقدوا إني أتحدث عن "حاجة قديمة وراحت بل ستظل مستمرة بعقيدة التسليم والتسلم من جيل لجيل ، مضيفًا : أيها الحبيب لا تنظر لضعفات أشخاص، واحد أو اثنين يخطأوا مش هي دى القضية لأن النظام نفسه نقه

وأشار البابا: في ناس بتغلط ومش كل الناس تقدر على الرهبنة، وفي ناس بتيجي تقولي عايز اترهبن وأقول لهم الرهبنة لا تناسبكم ، لأن الرهبنة حياة صعبة جدا ولا يقدر عليها أي أحد لذلك تحتاج نفسية خاصة وقامة روحية خاصة، فالآباء لا يدخلون الدير لكى يبدأون، بل لكى يستكملون حياتهم الروحية، والنذر الأول فى هذه الحياة هو الفقر الاختيارى.

 واستكمل البابا تواضروس: نتصفح التاريخ المسيحى المصري الذى امتد لقرون، من أيام مرقس الرسول وتأسيسه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى تزعمت العالم المسيحى فى اللاهوت وتفاسير الكتاب المقدس، كانت مدرسة ذائعة الصيت، ظهر فى تاريخ الكنيسة أبطال وعمالقة فى اللاهوت والآبائيات والكتابيات والحياة الكنسية وسلمونا ميراثا غنيا وتواكب هذا مع عصور الاستشهاد

وتابع البابا فى عظته: غيرة الأقباط، خافوا لئلا تفقدهم الراحة قوة الإيمان، بعد أن كان الاستشهاد بالدم، بحثوا عن صورة أخرى من صور الاستشهاد، فظهرت الرهبنة، وصار هذا النموذج فى الحياة، نموذج لناس تتفرغ لتعيش الحياة المسيحية حسب أصول الانجيل، وظهر أول راهب فى العالم من مصر من قمن العروس وهو القديس انطونيوس الكبير، أب جميع الرهبان.

 واستطرد: نفتخر كمصريين، لأنه أسس الرهبنة التى انتقلت من مصر لكل العالم، وهناك آلاف من الأديرة تحمل اسمه، الحياة الرهبانية لم تقتصر على منطقة واحدة فى مصر بل فى مواضع كثيرة، مثل القديس مكاريوس الكبير، والقديس باخوميوس أب الشركة، والقديس الانبا بولا، وانتشرت الحياة الرهبانية.

وواصل: من كثرة الأديرة فى التاريخ المصرى، لم يجدوا أسماء جديدة لها، فأطلقوا عليها الأرقام، كالدير التاسع الذى يبعد عن الإسكندرية 9 كم، مثلا والدير العشرين الذى يبعد 20 كم فمن يراجع الخريطة سيجد آلاف الأديرة متناثرة فى ربوع مصر، ويكفى أن تعلموا أن وادى النطرون سميت الأسقيط أي مكان النسك، وقبلها منطقة القلالى، وصارت هذه المناطق دار للحياة النسك، وظهر عشرات القديسين، ولا تنسوا هذا التاريخ، وأصبحت الأديرة القبطية محط أنظار العالم، وكانت جامعات فى الحياة الانجيلية، فمن يقرأ تاريخ الرهبنة، يدرك إن العشرات جاءوا من كل حدب وصوب للتعرف على حياة الرهبان الأوائل

ونعى البابا تواضروس فى عظته، وفاة من وصفه بأستاذ الأجيال، موريس تواضروس وهو أستاذ في الكلية الأكليريكية وقال عنه : رغم علمه الغزير كان متواضعا وغيورا على الإيمان والحق، ووالده كان كاهنا يخدم في الأقصر، والتحق بالكلية الاكليريكية عام 1946 وكان تلميذ حبيب جرجس، وتخرج من قسم الفلسفة جامعة القاهرة وحصل على ماجستير الفلسفة، والتحق بجامعة سالونيكي اليونانية وحصل على درجة الدكتوراة فى موضوع الشخصية الإنسانية عند بولس الرسول، كان عالما وأستاذا ورئيسا لقسم الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، وأشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة

وأشار البابا :  لقد مثل تواضروس الكنيسة فى مؤتمرات كثيرة، وله عشرات الكتب والمراجع، وزوجته توفيت من 5 أشهر فقط، ولكن كان يخدم لآخر وقت فى حياته.
طمأن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية الشعب القبطى فى عظته الأسبوعية وقال: كل أديرتنا بخير، فلا تهتز، وحين وقع الحادث المؤلم الذى وقع للأنبا ابيفانيوس، انظروا له كجريمة، وأي جريمة بها مجنى عليه وجانى، سواء أكان 10 أو واحد لا نعرف، والتحقيقات فى الجريمة أمر عادى جدا، والغرابة إنها وقعت فى دير وفى حق رئيس دير، وبها مجنى عليه وهو الأنبا ابيفانيوس وجانى لا نعرفه حتى اليوم.

 وتابع البابا تواضروس: أى تحقيق تعمل عليه النيابة، يصبح هناك قضية وحكم ، ومفيش حاجة للخواطر، "الجرائم مفهاش خواطر وليس لصالح أحد أن يتستر على أي خطـأ، وأصدرنا قرارات لضبط الأداء الرهبانى وسنصدر قرارات أخرى وعلى شعب الكنيسة أن يساعدنا فى ذلك.

واعترف البابا تواضروس: البعض تسيب، نعم حدث تسيب، والراهب يعيش فى الدير لأنه هو الذى اختار الحياة، مفيش واحد ضربناه على ايديه قولناله روح الدير، وهو السبب فى قبول أي أخوة أو رهبنة وأوقفنا الدرجات الكهنوتية فى الأديرة.

 

واستكمل البابا تواضروس: عبر التاريخ، هناك رهبان سقطوا فى الخطيئة ضاربا المثل: أيام القديس يوحنا ذهبى الفم سقط راهب فى خطية فترك الدير من نفسه، والقديس يوحنا كان يعلم إنه سقط عن ضعف وصغر نفس، وسقط فى بالوعة اليأس، فكتب له يوحنا ذهبى الفم رسالة ترجمت فى كتاب يحمل اسم "ستعود بقوة أعظم" فقرأ الرسالة وتاب بالدموع وعاد لديره ولم يخرج منه إلا بالدموع.

واستشهد البابا قائلا: القصص فى التاريخ الرهبانى كثيرة ،والحروب أيضا كثيرة، ذهب راهب لمعلمه وقال له "مللت من الدير لأن اخوتي يضايقونني كثيرا وأسمح لي أن أبنى قلاية خارج الدير"، فرد عليه رئيس الدير: إن لم تكن تحتمل مضايقات الأخوة فكيف تحتمل محاربات الشياطين؟

 

وتابع البابا تواضروس: فى كل مجتمع يظهر يهوذا، وفي كل 12 شخص يظهر يهوذا، يهوذا يمثل الخيانة بكاملها، ولكن هناك من يخون بنسبة 40% أو 10%، وهناك خائن مثل يهوذا، فلا تهتزوا يا أخوتي، لا تهتزوا أبدا، هناك الله ضابط الكل.

وشدد البابا تواضروس: لا تهتزوا سواء واحد انتحر أو منتحرش، وهو نفس ما فعله يهوذا حين خان أستاذه وأعرفوا أيها الأحباء إننا فى الكنيسة لدينا ضمير ومسئولية أمام الله ولا نتحرك بفكر العالم أو سياسات العالم، وانتبهوا إلى الصفحات الصفراء.

واستكمل البابا تواضروس: نشكر الله ليس لدينا ما نخفيه ومن يحمى الإيمان هو المسيح "مفيش حاجة اسمها كدا خالص، الإيمان ليس سلعة لكى تحميه، والرئيس السيسى ذكر إن مصر تعرضت فى شهر واحد لـ21 ألف شائعة فى 3 أشهر وهى كلها ضد البلد والاقتصاد والسياسة والكنيسة.

 

وقال البابا: أعرفوا أيها الأحباء، قيمة الأديرة القبطية فى حياتنا الروحية، وقيمتها فى مصر، الأديرة واحات صلاة تصلى للعالم كله، وهي حارسة لحدود مصر ، وكلمة راهب تعنى إنسان يرهب وجه الله، جعلت الرب أمامي فى كل حين، مضيفا :نحن كبشر مازالنا تحت الضعف البشرى، وقد اختص المسيح بعض تلاميذه

 وتذكر البابا تواضروس يهوذا وقال : حين سألوه ، قال إن كل التعاليم نسيها والمعجزات لم تدخل قلبه، لقد دخل فيه الشيطان، وعدو الخير يحاربنا، فمن خرج من العالم، ودخل إلى الدير، ومسئوليتكم جميعا أن تحافظوا على نقاوة الرهبان والراهبات حتى مكالمة "التليفون" ملهاش لازمة، أو الهدية أو الزيارة "ملهاش لازمة"، لابد للكنيسة أن تضبط باستمرار الحياة الرهبانية، وهو أمر لا علاقة له بالقرارات التى اتخذناها بعدما اجتمعت لجنة الأديرة فى ثلاث ساعات ، واتخذنا تلك القرارات ولم أتخذها كبابا الإٍسكندرية منفردا

 وأشار البابا تواضروس: لدينا لجنة مجمعية تختص بشئون الرهبان والرهبنة والأديرة وتحدث مشكلات كثيرة وتحلها، والتى تحتاج تحقيق نحقق فيها ولا أحد يعلم شيئا ، ولدينا خطوات نتخذها لإصلاح حياة الراهب أو الراهبة، أحيانا ننذره وأحيانا ننصحه داخل ديره، وأحيانا يأخذ قانون يطبقه داخل قلايته "سكنه"، وأحيانا ننقله دير ثاني، وحين ينتقل راهب من ديره يعني إنه انتقل من عائلته، وأحيانا ينقل نهائيا حسب نوع الخطـأ ، وأحيانا يحدث التجريد أو الشلح إن كان كاهنا وهى خطوات لازمة لضبط الحياة الرهبانية "الدنيا متبقاش سايبة"