الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم اللقاءات رفيعة المستوى.. ما الذي يؤخر التطبيع التركي السوري؟

الرئيس نيوز

رغم المساعي الروسية لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، إلا أن تلك الجهود لم تؤت ثمارها حتى لآن في ظل التمسك السوري بضرورة خروج القوات التركية التي تحتل مساحات كبيرة من شمال وشمال شرق سوريا.

ولعبت تركيا دورًا سلبيًا في سوريا خلال الفترة الأخيرة، إذ سهلت حركت تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، كما وفرت لهم دعمًا لوجستيًا متمثلًا في المال والسلاح، كما دعمت أنقرة تنظيمات إرهابية مثل “جبهة النصرة”، التي غيرت اسمها حاليًا إلى “جبهة فتح الشام”، وتعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في شمال وشمال شرق سوريا، عبر تهجير الأكراد وإحلال مكانهم عناصر تركمانية وأخرى موالية لتركيا.

عقد وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا وإيران جولة مشاورات جديدة في موسكو، الثلاثاء الماضي، ركزت على الملفات الأمنية ومسائل التموضع العسكري لكل من سوريا وتركيا قرب المناطق الحدودية في الشمال السوري.

وفق تقارير صحفية، فإن نتائج اللقاء شكلت مقدمة لإنجاح ترتيبات عقد اجتماع مرتقب على مستوى وزراء الخارجية لهذه الدول. 

وحسبما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” فإن مصدر دبلوماسي روسي قال إنه تم التوافق بشكل مبدئي على موعده في الثاني من مايو المقبل.

وفي حين أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الاجتماع بحث سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصدر لم تسمه القول إنه لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركية والذي تحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، مضيفة أن الاجتماع بحث آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق إلى أي خطوات للتطبيع بين البلدين.

أكد المصدر أن التطبيع يعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، بحسب ما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي».

من جنبها تعمدت موسكو فرض نوع من التكتم على مجريات اللقاء؛ إذ لم يتم الإعلان مسبقًا عن موعد عقده أو أجندته، واكتفت وزارة الدفاع الروسية بإصدار بيان صحافي مقتضب، في ختامه، شدد على الروح الإيجابية التي سادت النقاشات خلاله.

أوضح البيان أنه تمت مناقشة قضايا الساعة المتعلقة بالتعاون الثنائي، بالإضافة إلى مختلف جوانب ضمان الأمن العالمي والإقليمي.

تابع أنه تم عقد محادثات رباعية لوزراء الدفاع في موسكو. وتم خلال الاجتماع بحث الخطوات العملية لتعزيز الأمن في الجمهورية العربية السورية وتطبيع العلاقات السورية - التركية.

لفت بيان وزارة الدفاع إلى أنه تم إيلاء اهتمام خاص لقضايا مواجهة جميع مظاهر التهديدات الإرهابية، ومحاربة جميع الجماعات المتطرفة على الأراضي السورية.

وزاد أن الطرفين (السوري والتركي) أكّدا في ختام اللقاء رغبتهما في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وضرورة تكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين إلى وطنهم. 

كما أولى الوزراء الحاضرون اهتمامًا خاصًا بالطبيعة البنّاءة للحديث الذي جرى بهذا الشكل، وضرورة استمراره من أجل زيادة استقرار الوضع في الجمهورية العربية السورية والمنطقة ككل.

ويعد هذا الاجتماع الثاني بالمستوى نفسه بعدما كان وزراء الدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية في سوريا وتركيا وروسيا عقدوا اجتماعًا سابقًا في نهاية العام الماضي وضع أساسًا للتحرك نحو تطبيع العلاقات السورية - التركية برعاية روسية.

ووفق تقارير فإن إيران شاركت في الاجتماع بعدما تردد أنها اعترضت على تغييبها عن جولة المشاورات الأولى، إلى هذا المسار لاحقًا. 

وفي بداية الشهر الحالي، استضافت العاصمة الروسية اجتماعًا لنواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران، تم في ختامه اتفاق الأطراف على مواصلة التنسيق والبدء بالتحضير لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية يمهد لقمة تجمع رؤساء هذه الدول لاحقًا.

وعلى الرغم من أن اجتماع وزراء الدفاع الحالي جاء مفاجئًا لكثيرين؛ كونه لم يتم الإعلان عنه سوى قبل يومين على لسان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، كما أن ترتيبه تزامن مع ترقب الإعلان عن اجتماع وزراء الخارجية، لكن مصادر دبلوماسية روسية قالت إنه شكّل محطة إضافية ضرورية لاستكمال المناقشات حول ملفات التطبيع بين دمشق وأنقرة التي ما زال فيها الكثير من النقاط العالقة التي تحتاج إلى نقاش أوسع على المستويات الأمنية والعسكرية.

الموقف التركي

وفي أنقرة، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان حول الاجتماع الرباعي بالعاصمة الروسية، أمس، إن المجتمعين ناقشوا الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق، كما تناولوا سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم. 

أضاف البيان أن المجتمعين ناقشوا كذلك سبل مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية، وجددوا رغبتهم في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا. وتابع أنه تم التأكيد خلال الاجتماع، الذي عُقد في أجواء إيجابية وبناءة، على أهمية استمرار الاجتماعات في شكل رباعي من أجل ضمان والحفاظ على الاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.

واستبقت أنقرة الاجتماع بالتأكيد أنها لن تسحب قواتها من شمال سوريا، من دون أن تستبعد، في الوقت نفسه، عقد لقاء بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وبشار الأسد «وفق خريطة طريق خاصة، ومن دون شروط مسبقة».

وجدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء، التأكيد على أن قوات بلاده لن تنسحب من شمال سوريا وشمال العراق في الوقت الراهن، قائلًا: “انسحابنا من شمال سوريا وشمال العراق يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب، واقتراب الإرهابيين من حدودنا، وهذا يشكل تهديدًا لأمننا القومي”.