هل توافق القاهرة؟.. الكيان يدعو لاجتماع صلح بين البرهان وحمديتي في إسرائيل
دخلت "إسرائيل" بشكل رسمي على خط محاولات حل الأزمة السودانية الحالية، والتوسط بين طرفا النزاع؛ الجيش وقوات الدعم السريع؛ وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: “إن إسرائيل اقترحت استضافة محادثات بين قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو”.
وإذا ما نجحت دولة الاحتلال في ذلك، فإن الأمر يمثل تحديًا جديدًا للقاهرة، في إلى جانب جبهة الاضطرابات الجديدة من الناحية الجنوبية لمصر، فإن الكيان الإسرائيلي سيضمن له موطئ قدم في السودان التي تعد امتداد لأمن مصر القومي من الناحية الجنوبية، وأن القاهرة لن تسمح بهذا الدور كجزء من سياسة حفظ أمنها القومي.
ومنذ الأيام الأولى للاشتباكات في السودان 15 أبريل فإن تقارير تحدثت عن خطوط اتصال فتحها طرفي النزاع بالسودان ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفق وكالة “سما الفلسطينية المستقلة” فإن موقع “واللا العبري” نقل عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم: " ان إسرائيل دعت أطراف النزاع في السودان الذي بدأ منذ عشرة ايام محمد حمدان دقلو(حميدتي) والفريق أول عبد الفتاح البرهان الى قمة مصالحة في إسرائيل يتم خلالها مناقشة وقف إطلاق نار.
أضاف الموقع: "الحديث يدور عن عن مبادرة بناء على معرفة عميقة أكثر بالأطراف المتنازعة وقادتهم قوات "الدعم السريع" و"الجيش السوداني" ما يعطيها قدرة أكبر للتأثير على الأطراف المتنازعة".
حسبما نقل الموقع: “تتولى جهتان المسؤولية عن العلاقة بين إسرائيل والسودان، الأولى وزارة الخارجية الاسرائيلية والمسؤولة عن الاتصالات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والموساد المسؤول عن العلاقات مع قائد قوات الدعم السريع حميدتي”.
تابع: “قبل اندلاع النزاع الأخير إسرائيل راقبت عن كثبت المباحثات في السودان في إطار الجهود للتوصل الى إقامة حكومة مدنية، وشدد وزير الخارجية الإسرائيلية ايلي كوهين خلال زيارته الى الخرطوم في فبراير على أهمية إقامة حكومة مدنية في السودان لتسهيل دفع اتفاق سلام بين البلدين”.
كشف مسؤولون إسرائيليون ان إسرائيل كانت تعتقد قبل أسبوعين ان الاتفاق لاقامة حكومة مدنية في السودان هو مسألة وقت تستغرق عدة أيام وفوجئوا بفشل المباحثات على خلفية الخلاف بين البرهان وحميدتي والذي تحول الى صراع عنيف.
ذكر مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية للموقع أنه منذ اندلاع المعارك في السودان قام وزير الخارجية ايلي كوهين ومدير وزارته رونين ليفي (ماعوز) رسائل وتحدثوا بصورة مباشرة مع البرهان وحميدتي وطالبوهم بوقف القتال، في حين أن مسؤولين من الموساد نقلوا هم أيضا رسائل الى طرفي النزاع مطالبين إياهم بوقف التصعيد.
وخلال الأيام الأخيرة طرأ تقدم في المباحثات مع القائدين السودانيين، وعرض وزير الخارجية كوهين على كليهما الوصول الى إسرائيل واجراء اجتماع بهدف التوصل الى اتفاق ينهي القتال ويؤدي الى استئناف المباحثات السياسية.
أشار مسؤولون في وزارة الخارجية الى أن البرهان وأيضا حميدتي لم يستبعدا إمكانية الحضور الى الاجتماع في إسرائيل. وبحسبهم، الانطباع لدى إسرائيل هو أن الجانبين يدرسان الاقتراح بصورة إيجابية.
تابع الموقع: "إسرائيل نسقت هذه الخطوات السياسية في السودان ودول أخرى في المنطقة مثل الامارات وأطلعتهم مسبقا على اقتراح إقامة قمة المصالحة بين البرهان وحميدتي في إسرائيل.
يشار الى ان السودان جزء من اتفاقيات إبراهام التي ابرمتها إسرائيل مع عدة دول عربية عام 2020 بوساطة إدارة ترامب. وساهمت العلاقات التي تطورت مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع دقلو الى وجود فرصة خاصة لإسرائيل للمحاولة بالمساهمة بالتوصل الى وقف لاطلاق النار.
وفق مزاعم الموقع العبري فأن الدافع الإسرائيلي من خلال هذه المحاولة يتعلق بالمخاوف الإسرائيلية من أن التدهور في السودان يؤدي الى حرب أهلية جديدة تدمر الدولة، وتمنع إقامة دولة مدنية، وتزيل من جدول الاعمال احتمال التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان.
قال وزير الخارجية ايلي كوهين لموقع “والا” إنه منذ زيارته الى الخرطوم قبل ثلاثة اشهر، والتي عمل خلالها على دفع اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان، يستمر بالبقاء علىى تواصل مع جهات مختلفة في السودان بهدف دفع العلاقات بين البلدين.
قال:"منذ اندلاع المعارك في السودان، إسرائيل تعمل في قنوات مختلفة بهدف التوصل الى وقف اطلاق نار، والتقدم الذي طرأ خلال الأيام الأخيرة بالمباحثات بين الأطراف يشجعنا. وفي حال وجدت طريقة تتمكن بها إسرائيل بالمساعدة بالتوصل الى وقف الحرب والعنف في البلاد سنسعد جدا للقيام بذلك".