ماذا تعني المصالحة السعودية الإيرانية للشرق الأوسط؟
وجهت الحكومة الإيرانية هذا الأسبوع دعوة لزيارة دولة للعائلة المالكة السعودية وهذا أحدث تطور في تحول غير عادي في العلاقات السعودية الإيرانية شهدته الأسابيع الأخيرة بعد سنوات من القطيعة والتنافس التي أدت إلى معارك بالوكالة في جميع أنحاء المنطقة، من اليمن إلى سوريا وفقًا لتقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي".
ومع اقتراب افتتاح كل من القوتين الإقليميتين للسفارات في عواصم بعضهما البعض بحلول 9 مايو المقبل، يبدو أن هذا التقارب سيستمر والسؤال هو ما إذا كان هذا التقارب كافيًا لإنشاء نظام إقليمي جديد - دون مشاركة نشطة من جانب الولايات المتحدة.
وبعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران أنهما ستعيدان العلاقات الدبلوماسية بعد سبع سنوات من العلاقات المقطوعة، تعهدت الدولتان بإعادة فتح سفارتيهما واتفقتا أيضًا على البدء في التعاون في مجالات مثل الأمن والتجارة وكان التنافس بين المملكة العربية السعودية وإيران - والذي غالبًا ما يستخدم كرمز للتوترات الأوسع بين السنة والشيعة - سمة رئيسية للسياسة والصراع في الشرق الأوسط وكان من مظاهرها على الساحة اللبنانية خطوات سعودية كانت تهدف إلى احتواء حزب الله، حليف إيران المقرب ويكاد يكون في أهمية الاتفاقية نفسها أنها توسطت فيها الصين، التي سعت إلى توسيع نفوذها وتأثيرها عبر المنطقة.
ويعتقد "جريجوري جوز"، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأستاذ الشؤون الدولية في كلية بوش للإدارة الحكومية والخدمات العامة بجامعة تكساس إيه آند إم، أن الأمير محمد بن سلمان، ربما يعيد التفكير في السياسة الخارجية لبلاده بعد بضع سنوات من توتر العلاقات السعودية مع الغرب، ورصدت مجلة نيويوركر أن أهمية الصين المتزايدة في الخليج والشرق الأوسط مصدر قلق لواشنطن بشكل عام وتشعر إيران إلى حد ما بالعزلة في المنطقة، وترى المزيد من الضغوط القادمة من الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الملف النووي.
وتحدث جوز عن علاقة السعودية بالصين، وهناك رسالة مبطنة من الرياض إلى واشنطن مفادها: "لا تجعلونا نختار بينكم وبين الصين، فالصين تشتري من النفط السعودي أكثر من أي دولة أخرى - ولا يمكننا المشاركة في جهود الولايات المتحدة لإنشاء كتلة مناهضة للصين ونريد العمل معكم، لكن لا يمكننا عزل الصين ".
ولذا يعتقد جوز أن أهمية العلاقة مع الصين والرغبة في عدم عزل الصين دبلوماسيًا ربما كان لها علاقة بالطبع بموافقة المملكة العربية السعودية على أن تتحدث مع إيران عبر العراق منذ عام أو أكثر، لذا فليس الأمر كما لو أن ذلك كله يحدث فجأة من فراغ، ولكن الشيء الذي أتى فجأة هو دور الصين المركزي في هذا الموقف.