بعد اتفاق عمان وطهران على تطوير العلاقات.. كيف تنظر إسرائيل للتقارب الإيراني الأردني؟
حالة من القلق والترقب تسود الأوساط الإسرائيلية بعد اتجاه الأردن وإيران نحو تطبيع العلاقات العلاقات بين البلدين.
وتصاعدت مؤشرات على أن اتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران برعاية صينية سيشجع دول إقليمية على الانفتاح على إيران ومن بين هذه الدول المملكة الأردنية.
كما أن الخارجية العراقية قالت خلال وقت سابق إنها تسعي لتقريب وجهات النظر بين مصر وإيران وكذلك الأردن وإيران.
ومصر تتحفظ على سياسات إيران في المنطقة، وترى أنها تستخدم المذهب الشيعي الإثني عشري في التمدد في دول الجوار، وأنها تعتمد على سياسة الأذرع العسكرية في لدول لتنفيذ أجندتها.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين القاهرة وطهران على مستوى مكتب رعايا، إلا أن البلدين من المؤكد أن بينهما اتصالات على مستوى الأجهزة الأمنية لتبادل المعلومات، إزاء الملفات المشتركة، وكذلك لحفظ المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين في المنطقة.
وخلال وقت سابق، بحث وزيرا الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والأردني أيمن الصفدي في اتصال هاتفي القضايا التي تهم البلدين، وتبادلا التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد.
أشار الوزير الإيراني إلى زيارته الأخيرة لعمان ولقائه الملك الأردني عبدالله الثاني، معربا عن استعداد إيران لتعزيز علاقاتها وتعاونها مع الأردن.
وفي معرض تقديره لجهود الأردن في دعم الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة في القدس الشريف، قال أمير عبداللهيان: “إن كيان الفصل العنصري الصهيوني هو أكبر تهديد للمنطقة والأمة الإسلامية”، مؤكدا ضرورة وحدة العالم الإسلامي وقطع أيدي الصهاينة عن المسجد الأقصى المبارك وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
من جانبه هنأ الوزير الصفدي إيران حكومة وشعبا بحلول عيد الفطر معربا عن استعداد بلاده لتنمية العلاقات بين البلدين، ومؤكدا أن إيران بلدا هاما في المنطقة وبلاده تولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات مع إيران. وفي سياق آخر، رحّب الصفدي باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية مهنأ هذا التطور الهام.
الموقف في إسرائيل
من جانبها ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن الاتفاق بين إيران والأردن على استئناف العلاقات سبب قلقا في إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الأردني أيمن الصفدي اتفقا على الالتقاء بـ “أسرع ما يمكن” من أجل بحث العلاقات الثنائية، مشيرةً إلى أنّ عبد اللهيان أكد للصفدي خلال مكالمة هاتفية استعداد طهران لتطوير العلاقات والتعاون بين البلدين.
كذلك، أُفيد من جانب الطرفين أنّهما “سيواصلان الاتصالات للتوصل إلى تفاهمات قائمة على علاقات مستقبلية لإرساء تعاون والمساهمة في تعزيز الأمن”، بحسب “معاريف”.
ووفق موقع “الرأي اليوم” قالت “معاريف” إنّ “الأمر يثير قلقًا في الجانب الإسرائيلي هذا بعد الاتفاق الذي وُقّع بين طهران والسعودية “.
وفي وقت سابق، قال باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، وهو أيضًا مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية والعسكرية، إنّ “الاتفاق الذي وُقّع بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في الشهر الماضي بوساطة صينية يشكّل بالنسبة إلى طهران إنجازًا دبلوماسيًا إضافيًا ينضم إلى سلسلة إنجازاتها في المدة الأخيرة”.
كانت وكالة “أسوشييتد برس” ذكرت أن “الاتفاق السعودي مع إيران يُقلق إسرائيل إذ إنّه تركها وحيدة إلى حد كبير”، وفق “معا”.
بدوره، قال الخبير في شؤون الخليج العربي في معهد “دراسات الأمن القومي الإسرائيلي”، يوئيل جوزانسكي، إن الاتفاق هو “ضربة لمفهوم إسرائيل وجهودها في الأعوام الأخيرة من أجل تشكيل كتلة مناهضة لإيران في المنطقة”.
أضاف: “إذا كنت تنظر إلى الشرق الأوسط على أنه لعبة محصلتها صفر، وهو ما تفعله إسرائيل وإيران، فإن الفوز الدبلوماسي لإيران يعد خبرًا سيئًا للغاية بالنسبة إلى إسرائيل”.