المعارك تحرم السودانيين من العيد.. عمليات مرتقبة لإجلاء رعايا أجانب
أدى تصاعد حدة المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى الخرطوم، إلى حرمان معظم السودانيين فى العاصمة من أداء صلاة عيد الفطر المبارك، فيما أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى القائد العام للجيش السودانى، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ثقته فى أن السودان سيتجاوز هذه «المحنة».
واستقبل السودانيون فى عدد من أحياء الخرطوم وأم درمان وبحرى، أول أيام عيد الفطر، وسط دوى الانفجارات، وقذائف الطائرات وأصوات الرصاص، التى حالت دون خروجهم لأداء صلاة العيد وتحولت الميادين التى كانت تعج بالمصلين خلال الأعياد إلى ساحة أشباح، واختفت الأصوات المهللة بالتكبير، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. فيما أفادت تقارير محلية بتمكن أعداد محدودة فى مناطق متفرقة بالخرطوم من أداء الصلاة داخل المساجد.
وسمعت أصوات الاشتباكات فى ساعة مبكرة على الرغم من الدعوات الدولية إلى هدنة من أجل المدنيين خلال عيد الفطر.
وقالت مصادر بالجيش السودانى لقناة «العربية» الإخبارية إن الطرف الآخر خرق الهدنة باستهداف مناطق متفرقة بالخرطوم وتسبب بدمار كبير فى عدة مرافق حكومية.
وأضافت المصادر أن الحديث عن هدنة لم يعد مطروحا، وأن مواقع قوات الدعم السريع فى العاصمة أصبحت معدودة.
وأعلن الجيش السودانى فى بيان انتقاله من مرحلة الصمود والتحدى إلى مرحلة التنظيف التدريجى لبؤر المتمردين حول الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت «موافقتها على هدنة لمدة 72 ساعة» تتزامن مع عيد الفطر، تهدف إلى فتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين، وتسهيل تنقلهم.
من جهته، قال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان فى كلمة للشعب السودانى بثها التلفزيون الرسمى: «تمر على السودان هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك والبلاد أصابها جرح بالغ الخطورة».
وأضاف: «لكن يبقى الأمل الدائم فى أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسك ويزداد هتافنا قوة: جيش واحد شعب واحد».
من جهتها، أفادت منظمة الصحة العالمية بارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات إلى أكثر من 400 قتيل و3500 جريح منذ بدء القتال السبت الماضى، بينما قدرت وزارة الصحة السودانية أعداد القتلى من المدنيين بـ600 شخص.
ونقلت قناة «الشرق» الإخبارية السعودية عن مصادر دبلوماسية إن عمليات إجلاء مرتقبة لعدد من الرعايا والدبلوماسيين الأجانب ستتم عبر مطارات عسكرية من السودان.