سياسيون سودانيون: الموالون للبشير يؤججون الخلافات الحالية
حمّل سياسيون سودانيون عددًا من الموالين للرئيس السابق عمر حسن البشير مسؤولية تأجيج الخلافات الأخيرة بين القوات التي تشكل معًا المكون العسكري للسلطة الحاكمة، وفي تصريحات لصحيفة "إيست أفريكان" قال التحالف الرئيسي المؤيد للديمقراطية في السودان إن الموالين للبشير يؤججون الشقاق بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وكان الجيش السوداني قد حذر، الخميس الماضي، من مواجهة محتملة بين قواته والدعم السريع وسرعان ما تطورت الأمور لتتحول إلى مواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذكرت قوى الحرية والتغيير إنها عقدت اجتماعات الأسبوع الماضي مع قادة عسكريين لكن "تم التوصل إلى نتائج لم تنفذ" ويبرز تحذير الجيش من تلك المواجهة المحتملة الخلافات المستمرة بين الجيش والدعم السريع منذ فترة طويلة.
وسرعان ما ظهرت موجة من عروض الوساطة، حيث التقى الفاعلون المحليون والدوليون بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو، الذين شغلا منصبي رئيس الدولة ونائب رئيس الدولة في السودان منذ الثورة التي أطاحت بالبشير وقالت قوى الحرية والتغيير، ائتلاف أحزاب مؤيدة للديمقراطية، في بيان إن "الأحداث الجارية هي خطة الموالين للنظام السابق بهدف تدمير العملية السياسية".
وأدت الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول إصلاح ودمج قواتهما إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق سياسي من شأنه أن يعيد الحكومة المدنية وقالت قوى الحرية والتغيير إنها عقدت اجتماعات الأسبوع الماضي مع قادة عسكريين لكن "تم التوصل إلى نتائج لم تنفذ". وقالت إنهم ما زالوا على اتصال وقال قادتها إن الهدف الرئيسي لحكومة مدنية جديدة سيكون تطهير الخدمة المدنية من الموالين للبشير، الذين عادوا إلى الظهور منذ انقلاب أكتوبر 2021 وفي ظل حكم البشير الذي دام ثلاثة عقود، كان الموالون لحزب المؤتمر الوطني مفضلين لشغل المناصب في الحكومة والجيش، وقال زعيم حزب المؤتمر الوطني المحظور الآن لرويترز هذا الأسبوع إن جماعته تكثف إجراءاتها ضد الاتفاق الذي ينص على إجراء انتخابات في غضون عامين.
قال بيان منفصل للأطراف المدنية في الاتفاق المعلق يوم الخميس إن عناصر حزب المؤتمر الوطني "يهدفون إلى إثارة الفتنة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ودق طبول الحرب" من أجل استعادة السلطة ويرى محللون أن الرغبة في الحد من انتشار الإسلام السياسي هي الدافع وراء الدعم الأجنبي للاتفاق الذي توسطت فيه قوى غربية وخليجية وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وعلقت "مولي في" مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية بالقول: "يتعين على القادة العسكريين السودانيين تهدئة التوترات ويجب على أصحاب المصلحة المشاركة بشكل بناء لحل القضايا العالقة والتوصل إلى اتفاق سياسي".