الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حرب القوى الناعمة.. "نتفلكس" تواصل استفزازاتها بتزييف التاريخ المصري في فيلم "الملكة كليوباترا"

بوستر فيلم الملكة
بوستر فيلم "الملكة كليوباترا" على منصة نتفلكس

لا تزال منصة "نتفلكس" مستمرة في محاولاتها البائسة في الترويج لمعلومات مغلوطة عن الهوية المصرية، من خلال أعمالها المتتابعة، ومع كل عمل جديد عن مصر أو الوطن العربي من إنتاج المنصة العالمية الشهيرة، تحدث أزمة جديدة تثير الجدل، وتؤكد أن النوايا لدى مسئولي "نتفلكس" غير خالصة لوجه الفن وصناعة المحتوى، بل تثبت بالدليل القاطع أن هناك أجندة تستهدف الترويج لمعلومات مغلوطة عن نماذج مصرية قديمة أو حديثة، كما تميل المنصة لأخذ وجهات نظر وأراء تتناقض تماما مع الثوابت المصرية، وهو ما ظهر من قبل في فيلم "العميل بابل" أو "The Angel" الذي روج لرواية إسرائيل عن أشرف مروان، مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات وزوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتبنت "نتفلكس" في الفيلم رواية إسرائيل، مروجه بأن الرجل كان عميلا لهم على حساب مصر، وهو ما نفته فيما بعد جهات مصرية مسئولة.

حاليا تكرر "نتفلكس" أخطائها من خلال فيلم وثائقي جديد باسم "الملكة كليوباترا"، يتحدث عن سيرة ومسيرة احدى أهم ملكات مصر في العصر القديم، وتحاول المنصة العالمية الترويج لرواية حركة "الأفروسينتريك" التي تزعم أن الحضارة الفرعونية القديمة أصلها إفريقي.

بوستر الفيلم

وطرحت منصة نتفلكس مؤخرا بوستر الفيلم، والذي أظهر كليوبترا سمراء اللون على عكس المراجع التاريخية، كما روج البرومو على لسان أحد المتحدثين خلال الفيلم وهي تقول: "في الماضي كانت جدتي تقول لي لا تهتمي بما يقال في المدرسة عن الحضارة المصرية، فالملكة كليوبترا إفريقية سمراء"، كما تضمن الإعلان الترويجي للوثائقي أن تراث كليوباترا كان موضع الكثير من الجدل الأكاديمي، ثم يتبعه تأكيد على لسان أحد المعلقين زاعما أن كليوباترا كانت ذات بشرة سمراء على عكس الشائع.

رواد مواقع التواصل ينتقدوا المنصة عبر صفحاتها

أثار البرومو الخاص بالفيلم والبوستر الترويجي له، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين، والذين علقوا على برومو الفيلم عبر المنصة، وأكدوا أن المنصة تميل لترويج أفكار مغلوطة عن التاريخ المصري، وتسعى لضرب الهوية المصرية القديمة، واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمر، وعلقوا على صفحات المنصة كالتالي:

  • نتفلكس بحاجة لمشاهدة فيلم وثائقي على الملكة كليوبترا.
  • كوني عالمة مصريات، يزعجني كثيرًا أن موضوعي يكذب بشكل مباشر في وسائل الإعلام كثيرًا، ولكن حتى هذا تجاوز الحد الذي يعرفه الجميع أن كليوباترا كانت يونانية، فلا توجد طريقة يمكن من خلالها نسج أنها كانت في الواقع من جنوب الصحراء الإفريقية.
  • نتفلكس تحتاج لدرس في التاريخ.
  • التعليقات تظهر كم الوعي الكبير فلا أحد يدافع عن فكرة أن كليوبترا سوداء.. فيلم سىء من نتفلكس.
  • التاريخ هو التاريخ لا يمكن تغييره.
بوستر ترويجي للفيلم

خبراء ونقاد يكشفون.. كيف نواجه تزييف المنصة للتاريخ والهوية المصرية

عن كيفية مواجهة ما تقدمه منصة "نتفلكس" من أفكار مغايرة للعادات والتقاليد المصرية، والترويج لمعلومات مغلوطة عن التاريخ المصري وأبرز الشخصيات المصرية، كشف الدكتور ياسر عبدالعزيز المتخصص في مجالات الاتصال والإعلام، أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يمثل السيادة الوطنية على هذا المجال في مصر، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن رأيه في طريقة أداء المجلس، لكنه يحق للمجلس الرقابة على أي محتوى تعرضه المنصة العالمية، وذلك من أجل الحفاظ على اعتبارات الأمن القومي والهوية المصرية،  مؤكدا أن دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يشمل كافة الوسائط سواء كانت مصرية أو وافدة من الخارج.

أضاف عبدالعزيز أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لديه حق ممارسة هذا الدور مع منصة نتفلكس وغيرها من المنصات، مؤكدا أن هذا الأمر لا يتعارض بالضرورة مع حرية الرأي والتعبير، كاشفا أن هناك دول تلزم نتفلكس بالحصول على ترخيص، لضمان اتساق المواد التي تبث داخل هذه الدول.

الناقد الفني طارق الشناوي قال أنه إذا تم تصوير الأعمال الفنية في مصر، يكون لدى الأعلى للإعلام المصري حق الرقابة، ولكن إذا تم تصوير العمل خارج مصر، حينها نفقد حق الرقابة عليه، ولن نتمكن من منع عرض الأعمال بشكل كامل.

وأضافت الشناوي أننا يجب أن نعلم أن الحرب الحالية هي حرب القوى الناعمة، والتي أصبحت حاليا من خلال التمويل الأجنبي، وقال أن أهم شيء في هذا التوجه أن الهدف منه هو تفكيك الشخصية المصرية لمنظومة القيم التي تشكلت منها وتربت عليها، ولذلك علينا أن نقدم أعمالا تنقل رؤيتنا وترد على هذه الأعمال، طالما كنا غير قادرين على منع عرضها.

فيما قالت الناقدة خيرية البشلاوي، أنه علينا الانتباه لهذا السلاح الحالي الموجه إلينا وهو مدني ناعم سلمي هدفه تفكيك الشخصية المصرية وضرب الهوية، وهذا ما يفعله التمويل الأجنبي ومندوبيه في مصر، لافتة إلى أن الهدف الحقيقي هو جعل الشخصية المصرية مهلهلة وليس لديها ثبات، ومتشككة في كل شئ حتى تاريخنا وهويتنا.

أساتذة تاريخ يكشفون أكاذيب المنصة بشأن لون بشرة كليوباترا

بينما علق الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية، إن ما تروّج له منصة نتفليكس عار تمامًا عن الحقيقية، وأوضح أن الملكة كليوباترا لها أصول يونانية وهي ذات بشرة بيضاء، ولدى مصر الكثير من العملات التي تظهر فيها ملامح الملكة كليوباترا البعيدة كل البعد عن بطلة الفيلم.

فيما قال أستاذ التاريخ محمد غنيم إن ما يحدث ليس سرقة تاريخ ولكنه قلب للحقائق التاريخية الثابتة، ورأى أن نيتفليكس تريد الترسيخ بأن الحضارة المصرية سمراء دعمًا لأفكار الأفارقة الأمريكيين الذين يتبنون هذه النظرية المزيفة.

فيلم "الملكة كليوباترا" من إخراج جادا نينكيت سميث، زوجة النجم الأميركي الشهير ويل سميث، وبطولة ممثلة سمراء تدعى أديل جيمس، ويبدأ عرضه على المنصة يوم 10 مايو المقبل.