قطار العلاقات مع سوريا يصل محطة جديدة بزيارة المقداد للسعودية
أعلنت سوريا وتونس أمس الأربعاء أنهما اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما، ووصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة، الأربعاء الموافق 12 أبريل 2023 ليعقد مباحثات مهمة مع نظيره مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وقالت صحيفة آراب ويكلي اللندنية إن وزيري خارجية المملكة العربية السعودية وسوريا رحبا يوم الأربعاء بتحسن العلاقات الثنائية، بما في ذلك خطوات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين الرياض ودمشق، بينما اتفقا على التعاون لمكافحة تهريب المخدرات وتسهيل عودة سوريا إلى الصف العربي.
ووصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر يوم الأربعاء في أول زيارة يقوم بها دبلوماسي سوري رفيع إلى المملكة منذ أكثر من عقد، في مؤشر رئيسي على أن العزلة الإقليمية لسوريا تقترب من نهايتها.
وقطعت المملكة العربية السعودية المؤثرة في الخليج العلاقات مع دمشق وسط حملة الرئيس السوري بشار الأسد على الاحتجاجات في عام 2011 ودعمت الجماعات المتمردة التي قاتلت للإطاحة بالأسد من السلطة. كما تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
ويمثل استئناف العلاقات السعودية السورية أهم تطور في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد.
يأتي ذلك بعد أسابيع من لقاء المقداد بكبار الدبلوماسيين في مصر والأردن، ولأول مرة أيضًا منذ أكثر من عقد واستعاد الأسد بمساعدة حليفيه الرئيسيين إيران وروسيا السيطرة على جزء كبير من سوريا وقالت السعودية إن عزله لم يكن مجديا.
واتفق الجانبان في بيان مشترك في ختام زيارة الأربعاء على ضرورة أن تؤكد الدولة السورية سيطرتها على جميع أراضيها "وإنهاء وجود الميليشيات المسلحة" كما ناقش الوزيران الخطوات اللازمة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية تساهم في "عودة سوريا إلى بيئتها العربية" وقالا إنهما سيعززان التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات واتهمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية، من بين دول أخرى، عائلة الأسد بلعب دور قيادي في تجارة غير مشروعة بمليارات الدولارات من الكبتاجون، وهي مادة أمفيتامين يقولون إنها تنتج في سوريا وتساعد في تمويل الحكومة السورية ويعتقد أن الكثير منه يباع لمشترين في دول الخليج العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وتنفي حكومة الأسد ضلوعها في صناعة المخدرات والتهريب وتقول إنها تحارب من أجل كبح التجارة المربحة
وتأتي زيارة المقداد إلى جدة قبل يومين من استضافة السعودية اجتماعا آخر لوزراء خارجية المنطقة الذين سيسعون إلى بناء إجماع على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي من المقرر أن تستضيفها الرياض في 19 مايو، وهي خطوة من شأنها إنهاء عزلته الإقليمية رسميًا، في حين أن الإجماع العربي الكامل حول هذه المسألة لم يتحقق بعد وقالت سوريا وتونس يوم الأربعاء إنهما اتفقتا أيضا على إعادة فتح سفارتيهما.
وأصبحت تونس أحدث دولة عربية تعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعد قطع العلاقات في عام 2012. أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد في وقت سابق من هذا الشهر أنه وجه وزارة الخارجية في البلاد بتعيين سفير جديد إلى سوريا.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، الأربعاء، في بيان مشترك لوزارتي خارجية البلدين، أن تحرك تونس لتعيين سفير جديد في سوريا قوبل بالمثل وفي وقت سابق من هذا العام، زار الأسد سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وهما دولتان دعمتا مقاتلين كانوا يحاولون الإطاحة بحكومته.