عزت زين: استعنت بوالدتي في تقديم شخصية مريض الزهايمر بـ"كشف مستعجل" (حوار)
الفنان القدير عزت زين في حواره لـ"الرئيس نيوز":
- شخصية “عز الرجال” سهلة وصعبة ولم أبالغ في تقديم مريض الزهايمر
- والدتي توفيت بمرض الزهايمر وكنت مرافقا لها في سنوات مرضها
- أخذت بعض التفاصيل مما عايشته معها في سنواتها الأخيرة مثل “النشاط المفرط”
- الكوميديا في “كشف مستعجل” تعتمد على الموقف والسيناريو رسم الشخصيات كما ظهرت للجمهور
- تعاونت مع كريم أبوذكري في 3 تجارب درامية وأبطال العمل روحهم حلوة وموهوبين
- لا أعتبر خطوة التمثيل متأخرة ولم أفكر فيها من الأساس والمسرح عالمي السحري
- أنتظر عرض فيلم “الميثاق” مع فتحي عبدالوهاب
- معرفة الجمهور بي جعلتني أطمع في تقديم أعمال أكثر نجاحا
- رحلتي طويلة مع مولانا “جلال الدين الرومي” وردود الفعل أسعدتني
برغم تاريخه الطويل في عالم المسرح، ومسيرته داخل أروقة المسرح القومي وقصور الثقافة، إذ قدم الفنان القدير عزت زين، ما يزيد عن 30 عملا مسرحيا من إخراجه، إلا أن معرفة الجمهور به جاءت متأخرة جدا، وتحديدا مع بداية عمله في الدراما التليفزيونية كممثل، ورغم ذلك لا يعتبر أن خطوة التمثيل التليفزيوني تأخرت، بل يرى أنها جاءت في موعدها المناسب، مشيرا إلى أنه لم يكن لديه الاستعداد الكافي لخوض هذه التجربة من الأساس.
ويخوض الفنان القدير عزت زين موسم دراما رمضان هذا العام بمسلسل "كشف مستعجل" الذي يقدم خلاله شخصية "عز الرجال سهام" والد محمد عبدالرحمن "توتا" وهنادي مهنا، الذي يعاني مع زهايمر.
التقى "الرئيس نيوز" بالفنان عزت زين، وأجرينا معه حوارا شاملا حول دوره في مسلسل "كشف مستعجل"، والاتجاه إلى الأعمال الكوميدية، ومسيرته الإخراجية الطويلة في عالم المسرح، وشخصية "جلال الدين الرومي" التي قدمها من قبل بمنتدى شباب العالم ومسرحية "قواعد العشق الأربعين". وإلى نص الحوار..
بداية.. ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل "كشف مستعجل"؟
رشحني للعمل المنتج كريم أبوذكري، ويعد هذا ثالث تعاون مع شركة "k media"، بعد مسلسلات "حلوة الدنيا سكر" و"مكتوب عليا"، ووافقت على الفور عقب قراءة الورق، لأن مسلسل "كشف مستعجل" به كوميديا راقية وجاذبة وكنت أضحك أثناء قراءة السيناريو، والشخصيات بالمسلسل كانت مكتوبة حلو جدا وواضحة، وعند القراءة تشعر وكأنك تعيش الشخصية وترى المشاهد، وبطبعي أميل لتقديم كوميديا الموقف، وهو النوع الذي اعتمد عليه المسلسل طوال أحداثه وحقيقة سعدت جدا بالعمل، كما سعدت بكل تجاربي مع المنتج كريم أبوذكري، فهو منتج فاهم وواعي جدا.
كيف استعديت لشخصية "عز الرجال سهام" في المسلسل؟
الشخصية صعبة جدا وسهلة جدا في نفس الوقت، فالرجل يتعرض لمواقف يومية يتعامل معها بطريقة تلقائية ولكن في نفس الوقت كوميدية، لأنه يعاني من مرض الزهايمر، وهذا يجعله يضع كل من حوله في ورطة مع كل ظهور له، وأظن أنني قدمت الشخصية بدون استظراف، وبشكل تلقائي جدا ودون مبالغة، فالشخصية مكتوبة كما ظهرت بالفعل، والكوميديا في الشخصية نابعة من المواقف التي يتعرض لها "هز الرجال" مع زوجته وأولاده وخطيب ابنته، وهذا جعل من الشخصية أيقونة كوميدية طوال الأحداث برغم ظهورها القليل.
كيف استعديت للشخصية.. ومن أين استعنت بالمعلومات الخاصة بمريض الزهايمر؟
في البداية قرأت عن مراحل الزهايمر المختلفة، ولا أخفيك سرا، والدتي رحمة الله عليها توفيت بمرض الزهايمر، وكنت معها في أخر سنوات المرض، وتابعت الحالة جيدا، واستفدت منها بشكل كبير جدا في تجسيد شخصية مريض الزهايمر، وأخذت منها بعض التفاصيل خصوصا الإحساس المأساوي والإفراط في النشاط، وأعتقد أن أى إنسان لديه في المقربين مريض زهايمر سيرى أنني قدمت الشخصية بشكلها الأقرب للواقع، ولم أبالغ إطلاقا.
ماذا عن كواليس التصوير والتعامل مع أبطال المسلسل؟
المسلسل بأكمله كان تجربة رائعة وأجواء التصوير كانت أسرية وممتعة، وحقيقة مصطفى خاطر ومحمد عبدالرحمن موهوبين جدا في الكوميديا، وكنت سعيد بالتواجد معهم واستمتعت خلال المباراة التمثيلية التي جمعتنا، وأيضا هنادي مهنا وإلهام وجدي موهوبين، وهنادي كانت الأكثر قربا لقلبي بحكم أنها كانت تجسد شخصية ابنتي، وهي شخصية لطيفة جدا في الواقع وروحها جميلة ودائما تشعر كل الفريق بالبهجة والسعادة خلال تواجدها لأنها شخصية مرحة، ومشاهدي مع الفنانة هناء الشوربجي كانت ممتعة، وتشبه العلاقات الزوجية في هذا السن بقدر كبير.
لماذا تأخرت خطوة التمثيل برغم مسيرتك الطويلة في الإخراج المسرحي؟
بداية لم أرى أن خطوة التمثيل تأخرت، فهي لم تكن في ذهني من الأساس، ولكنها جاءت صدفة، فالمسرح كان العالم السحري بالنسبة لي، وطول مراحل عمري كنت مرتبط بالمسرح إلى أن تم اعتمادي مخرج في مسرح الثقافة الجماهيرية، والتحقت بورش التمثيل في المسرح القومي حتى أنقل مناهج التمثيل، وافتح نافذة على هذا العالم، من أجل خدمة عملي في الإخراج، وأحيانا مخرج يقدم تجربة مسرحية كان يختارني لأمثل دور معين، وهذا كان يحدث على فترات متباعدة، حتى جاءت فرصة بعرض دور مميز في مسلسل "السهام المارقة"، وبعدها تلقيت عدة عروض لأدوار أخرى، وأعتبر دوري في مسلسل "خيط حرير" هو بداية الانطلاقة للجمهور، لأنه كان أول مساحة لي في الدراما، لم يكن المسلسل أول شغل في التمثيل ولكنه كان أول مساحة كبيرة.
بعد نجاحك في السنوات الأخيرة.. كيف ترصد علاقتك بالجمهور؟
حقيقة شعرت بمشاعر مميزة جدا تملؤها البهجة والسعادة والمحبة من الناس، فمعرفة جمهور الشارع بالفنان وارتباطها بشكله أمر في غاية الجمال، وما ألمسه يوميا من تعاملي مع الناس في الشارع يشعرني بالسعادة والفخر، لأن الجمهور يتعامل معي بكرم بالغ وترحاب شديد، وأي فنان حقيقي أولويته الجمهور العادي، وللعلم بشكل شخصي يعرض على الكثير من الأدوار والأعمال التي اعتذر عنها، لأنني أرى أنها لن يضيف شئ لمسيرتي ولا علاقتي بالجمهور، وطوال الوقت مؤمن بفكرة تقديم دور يترك بصمة مع الجمهور، وشخصية أحبها وأميزها بأدائي التمثيلي وأضيف لها، وهذا العام اعتذرت عن أكثر من عمل لشعوري أنها أدوار لن تربطني بالجمهور، ووافقت فقط على المشاركة في "كشف مستعجل" وأظهر ضيف شرف بدور مميز جدا في مسلسل "ستهم".
وماذا عن تواجدك السينمائي؟
انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم "الميثاق" وهو مهم جدا للمخرج رؤوف عبدالعزيز، وبطولة فتحي عبدالوهاب ودينا فؤاد، ويناقش قصة الميثاق الذي قد يعقده الإنسان مع الشيطان ويُغير حياته تمامًا إلى الأسوأ، وأنتظر عرضه قريبا بإذن الله.
ما الذي تغير في حياتك بعد أن أصبحت مشهور جماهيريا؟
بعد مسلسلاتي في رمضان حدثت نقلة فنية في حياتي، وصلت للناس وأثرت فيهم، وأصبحوا يعرفوني في الشارع، وهذا يخلق طمع فني للمزيد من النجاح وتقديم أعمال مميزة للجمهور الذي بدأ يعرفني ويشرفني بإشاداته، وهذا جعلني أكثر هدوءا في اختيار أدواري والأعمال التي أشارك بها، والحمدلله لم أشارك في عمل واحد غير مميز وغير جماهيري، وأيضا جعلني اختار أدوارا مختلفة عن بعضها بشكل كبير.
قيل إنك أعظم من قدم شخصية "جلال الدين الرومي".. هل ترى ذلك.. وكيف قدمتها في منتدى الشباب وفي "قواعد العشق الأربعين"؟
الحمدلله على هذا الرأي، فإنني أجسد نفس الدور منذ 2016 في مسرحية "قواعد العشق الأربعين" من إنتاج وزارة الثقافة، وتم اختياري لتقديها في منتدى شباب العالم بعد نجاحي في تقديمه من قبل، ورحلتي طويلة مع مولانا جلال الدين الرومي، وكان مهما أن أعرف عنه الجانب الصوفي، وكيفية تحوله من رجل دين ينقل عن الآخرين قبل لقاء شيخه شمس التبريزي وخضوعه لاختبارات متعددة، وتجسيد هذه الشخصية يعتبر ارتدادا لحياة أحياها، وعندما عرض علي تقديمها في منتدى الشباب لم أكن أعد أقدمها منذ فترة، لكن الرجوع إليها كان أمرا رائعا وردود الفعل كانت إيجابية، وفوجئت بالصدى الواسع الذي أحدثته.