السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تايمز أوف إسرائيل: هل تتحرك إيران من أجل بناء شرق أوسط جديد؟

الرئيس نيوز

أبرزت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الصورة التي نشرتها وكالة أنباء شينخوا الصينية التي ظهر بها علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مصافحًا مستشار الأمن القومي السعودي مسعد بن محمد العيبان بينما وقف في المنتصف وانغ يي، أكبر دبلوماسي صيني، والتقطت الصورة خلال اجتماع مغلق عقد في بكين في مارس 2023، وفي خطوة نادرة الحدوث، السبت، أعلنت البحرية الأمريكية أنها سترسل غواصة تحمل بصواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية إلى الخليج العربي، مرورا بقناة السويس في طريقها إلى قاعدة أمريكية في البحرين.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن إعلان البحرية الأمريكية مثل هذا النبأ، بما في ذلك المسار الدقيق للسفينة وموقعها الدقيق، كان خطوة محسوبة بدقة حيث أجرت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي تقييمًا مستمرًا للوضع فيما يتعلق بإيران وشبكتها في جميع أنحاء المنطقة والهدف الفوري لإرسال غواصة تحمل حمولة 154 صاروخًا من طراز توماهوك كروز هو تعزيز الوجود البحري الأمريكي في الخليج من خلال إضافة قوة نيران كبيرة على أعتاب إيران - وهي إشارة واضحة لطهران بأن الولايات المتحدة مستعدة للعمل من أجل حماية مصالحها في المنطقة.

ولم تستغرق إيران وقتًا طويلًا للرد، بإعلان أن الأسطول البحري للحرس الثوري سيجري مناورة بحرية كبيرة في الخليج والبحر الأحمر - وهو إعلان تعتبر طهران نفسها حرة في العمل في تلك المناطق أيضًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة واشنطن لها أيضا بعد استراتيجي، فالولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن المحور الناشئ في المنطقة بين إيران وروسيا والصين والمملكة العربية السعودية.

واعتبر اجتماع وزيري خارجية إيران والسعودية في بكين يوم الخميس، والتصريحات بشأن تجديد العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات المشتركة، انتصارًا لبكين كما استفادت الصين من العداء الإيراني للولايات المتحدة واستمرار خيبة الأمل والغضب من جانب الرياض تجاه واشنطن والرئيس الأمريكي جو بايدن، وحققت إنجازًا كبيرًا من حزمة التوترات التي تشهدها المنطقة.

وكشفت الصورة التي نشرتها البحرية الأمريكية غواصة يو إس إس فلوريدا، عن الغواصة الصاروخية الموجهة القادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخا من طراز توماهوك وقالت البحرية إن غواصة تعمل بالطاقة النووية، ومقرها من كينجز باي، جورجيا، ومرت عبر قناة السويس يوم الجمعة 7 أبريل 2023. 

وتابعت الصحيفة: "إن ثقة طهران المتزايدة بالنفس محسوسة في المنطقة بأكملها، وغني عن البيان أن هذه التطورات لها تداعيات عميقة على إسرائيل، التي شهدت تصاعدًا ملحوظًا في النشاط على حدودها الشمالية - بما في ذلك أكبر وابل من الصواريخ من لبنان منذ عام 2006، وإطلاق صواريخ من سوريا أيضا وهذا لم يكن من قبيل المصادفة وقد أصاب صاروخ أطلق من لبنان بلدة شلومي الإسرائيلية، بتاريخ 6 أبريل 2023، وكان هذا نوعًا من الإنذار المبكر، الذي نُشر على موقع إلكتروني يراقبه النظام الإيراني والقيادة العليا في طهران دقيقة بدقيقة: شخص ما أراد التأكد من أن طهران فهمت بوضوح أن إسرائيل تعرف بالضبط من يقف وراء إطلاق الصواريخ، كما سلط التقرير الضوء على رسالة الرد العسكري الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ. وذكر أن "الهجمات الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة لم تكن رد فعل على الهجمات من لبنان وغزة، لكنها رسالة إلى الجمهورية الإسلامية".

على خلفية الأعمال العدائية المتصاعدة والتهديدات بين إسرائيل وإيران، كان هناك حدث مهم آخر وقع أمس الأحد في صنعاء، عاصمة اليمن: أي محادثات السلام بين السعودية واليمن لإنهاء الحرب بينهما ولم يكن من الممكن إجراء هذه المحادثات دون موافقة طهران التي تدعم الأقلية الحوثية في اليمن.

ومن وجهة نظر إسرائيل، قد تأتي نهاية الصراع في اليمن بعواقب، إذا تم إعادة توجيه انتباه ونشاط الحوثيين نحو الدولة اليهودية ويتوقع أن يزيد إنهاء الحرب في اليمن من قوة نيران طهران، وبالتالي فإن فرص نجاح مبادرات السلام عالية. 

علاوة على ذلك تسيطر على إسرائيل المخاوف من تشكيل جبهة موحدة ضد الولايات المتحدة بعد أن اتخذت إيران قرارًا جوهريًا بتخفيف التوترات مع الدول العربية السنية من أجل التركيز على استراتيجية بناء محور مناهض للولايات المتحدة ويبدو أن دعم الصين لإيران لتجديد العلاقات مع السعودية هو مجرد حلقة في تلك السلسلة من الجهود، وترتبط هذه السياسة ارتباطًا مباشرًا بعلاقات إيران العميقة مع روسيا ودفء العلاقات مع تركمانستان وكازاخستان وأرمينيا وهذا في نظر النظام الإيراني يشكل جبهة موحدة ضد "الشيطان الأكبر" أمريكا كما يصفها الإيرانيون، وسيشجع عزم إيران على مهاجمة أهداف أمريكية مباشرة، واستعدادها لمواجهة إسرائيل في لبنان وسوريا.