تفاصيل أول زيارة لدبلوماسي سعودي لصنعاء مقر سيطرة الحوثيين في اليمن
التقى اليوم الأحد، سفير السعودية لدى سلطنة عمان عبد الله بن سعود العنزي، مع نظيره الإيراني علي النجفي، في مسقط، ووصف اللقاء بأنه اجتماع اللمسات قبل النهائية لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، خاصة أن السفير السعودي قام بأول زيارة لصنعاء مقر سيطرة الحوثيين والتقى مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة “انصار الله” الحوثي.
ومنذ وقعت السعودية وإيران اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية برعاية صينية، مارس الماضي، ورجحت تقارير أن يكون الاتفاق بادرة لإنهاء الصراع المؤلم في اليمن وإنهاء معاناة اليمنيين.
أفادت وكالة الطلبة الإيرانية “إسنا”، بأنه “تم التشاور، في هذا الاجتماع، بشأن العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة، وآخر تطورات عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية”.
بدوره، أكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، اليوم الأحد، موقف جماعته الثابت “من السلام العادل الذي ينشده الشعب اليمني”.
جاء ذلك خلال استقبال الوفدين العُماني والسعودي، في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وخلال اللقاء، رحب المشاط، بالوفدين العُماني والسعودي، وفقًا لوكالة الأنباء “سبأ”، بنسختها الحوثية، معبرًا عن “امتنان اليمنيين لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عُمان، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام”.
وقال المشاط، “إن موقفهم ثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمنى ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال”.
من جانبه، وجه رئيس الوفد السعودي، الشكر لسلطنة عُمان” على دورها الهام وجهودها الكبيرة في إطار إحلال السلام، وحرصهم على دعم السلام والاستقرار في اليمن”.
حضر اللقاء، رئيس وفد الحوثيين، محمد عبدالسلام، وعدد من المسؤولين الحوثيين.
ويوم أمس السبت، وصل الوفدان السعودي والعُماني على متن طائرتين خاصتين، إلى مطار صنعاء، في إطار جهود تجديد الهدنة والتوصل إلى اتفاق سلام شامل.
ومنذ نحو تسع سنوات يشهد اليمن صراعًا بين الحوثيين، والقوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية، خلف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فضلًا عن تسببها بمقتل وإصابة الآلاف.
ومن المتوقع الإعلان عن اتفاق مرتقب لتجديد الهدنة لمدة ستة أشهر، تمهيدًا لاتفاق سياسي شامل لإنهاء الصراع في اليمن.
اتفاق برعاية صينية
ووقّع وزيرا خارجية إيران والسعودية، الخميس الماضي، على بيان مشترك، في ختام محادثاتهما في العاصمة الصينية بكين، نصّ على بدء الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات وتوسيع العلاقات والتعاون الثنائي.
بحسب البيان، اتفق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على استئناف تبادل زيارات المسؤولين ووفود القطاع الخاص.
وأضاف البيان، بحسب موقع وزارة الخارجية الإيرانية: “أكد الجانبان خلال المباحثات على أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسع نطاق التعاون، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة”، وفق “سبوتنيك”.
كذلك اتفق الجانبان على إعادة فتح الممثليات خلال المدة المتفق عليها، والمضي قدمًا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتيهما العامتين في جدة ومشهد.
وفي مارس الماضي، أصدرت كل من السعودية وإيران والصين، بيانا ثلاثيا مشتركا، أعلنت فيه الدول الثلاث قيام إيران والسعودية بتوقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات بين البلدين، برعاية من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقطعت العلاقات بين السعودية وإيران منذ يناير 2016، حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران، تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه، لتقطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع طهران.