الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

وول ستريت جورنال: دول الخليج تبحث عن عوائد أكبر من مساعدة الاقتصاد المصري

الرئيس نيوز

زعمت صحيفة وول ستريت جورنال أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج تريد عوائد أفضل لإنقاذ الاقتصاد في مصر.

‏وتحدثت الصحيفة الأمريكية، بلهجة مألوفة من الإعلام الغربي عن طلب سعودي وخليجي ينم عن عقلية “تجارية بحتة”.

وتستند ‏الصحيفة إلى تصريحات من تقول إنهم مسؤولون مصريون وخليجيون، بانتهاء سنوات من المساعدات السهلة التي لم تكن مشروطة ‏بحال من الأحوال.

وأضافت الصحيفة: "يعاني اقتصاد أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان من تداعيات وظروف صعبة في ‏أعقاب إضرار جائحة‎ ‎كوفيد-19 بقطاع السياحة فيها كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع العالمية ‏وارتفع معدل التضخم إلى أكثر من 40٪، وفي السابق قدمت دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات لمصر في شكل مساعدات ‏وودائع مباشرة لدعم حليف يعد أيضًا شريكًا أمنيًا رئيسيًا في المنطقة.. ويبدو أن جيران مصر الأثرياء يريدون عوائد أفضل لأموالهم ‏الآن حيث يركزون على إعادة تشكيل اقتصاداتهم المعتمدة على الطاقة، وعلى رأس قائمة طلباتهم مزيد من خفض قيمة الجنيه ‏المصري، مما قد يجعل الاستثمارات الخليجية في مصر أكثر ربحية علاوة على تقليص مشاركة الدولة في الاقتصاد لصالح دور أكبر ‏للقطاع الخاص، وهي خطوة من شأنها أن تسمح للشركات الخليجية بالاستحواذ على حصص في قطاعات النمو المصرية الواعدة، ثم ‏هناك طلب بقيادة أكثر فاعلية لإدارة شؤون مصر المالية".‏

وتابعت الصحيفة: "لم تفعل مصر، حتى الآن، سوى القليل لتلبية مطالب دول الخليج ويتوقع المحللون أن تسمح القاهرة قريبًا بتراجع ‏العملة بشكل حاد، في رابع خفض لقيمة الجنيه من قبل البنك المركزي المصري منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، وتراجع ‏الجنيه المصري بالفعل أكثر من 40٪ مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الماضي".‏

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الاقتصاد المصري تمكّن من الصمود بفضل صندوق النقد الدولي ووافق الدائن الدولي العام الماضي ‏على إقراض مصر 3 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة ومدد في ديسمبر الشريحة الأولى من تسع شرائح.

ولكن خبراء ‏الاقتصاد، وفقًا لوول ستريت جورنال، يقولون إن خطة الإنقاذ ليست كافية لسد فجوة التمويل التي تواجهها مصر في السنوات المقبلة ‏حيث تسعى إلى سداد ديون تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وأعلن صندوق النقد الدولي إنه يتوقع أن تجلب مصر تمويلا ‏إضافيا بقيمة 14 مليار دولار من الخليج ودول أخرى في إطار زمني مدته أربع سنوات، ومن أجل المساعدة في تغطية الاحتياجات ‏التمويلية الفورية للبلاد، كلفت القيادة المصرية صندوق الثروة السيادية بجمع 2.5 مليار دولار بحلول يونيو من خلال هطة ‏الخصخصة التي أطلقتها السلطات المصرية مؤخرًا لبيع حصص في 32 شركة مملوكة للدولة، على الرغم من أنه من المتوقع أن ‏يستمر هذا البرنامج حتى أوائل عام 2024‏‎.‎

وأشارت الصحيفة إلى توقف المفاوضات مع صناديق الثروة السيادية والشركات في الخليج بشأن أصول حكومية مختلفة، وفقًا ‏لأشخاص مطلعين على المناقشات، ويكمن الخلاف في أن البعض يرون أن الجنيه المصري لا يزال ‏مبالغًا فيه، على الرغم من انخفاضه بأكثر من 40 ٪ مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الماضي.

ولفتت إلى أن دول الخليج تتفق ‏أيضًا مع صندوق النقد الدولي على أن مصر بحاجة إلى كبح جماح الإنفاق المالي وتقليص بصمة الدولة في الاقتصاد.

وفي الوقت ‏نفسه، يبدو أن المستثمرين المحتملين لديهم مخاوف بشأن الاقتصاد، بما في ذلك مسار أسعار الفائدة والجنيه المصري، ومن ‏المعروف أن عقلية المستثمرين "تجارية بحتة" مع التركيز على "التقييم والعوائد والحوكمة".

وكانت دول الخليج قد زودت مصر، بين ‏عامي 2013 و2020،  بما مجموعه 97 مليار دولار من ودائع بالبنك المركزي والاستثمار المباشر وأشكال أخرى من المساعدات ‏المالية، وفقًا لتتبع كارين يونج، الباحثة في الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط في معهد أمريكان إنتربرايز وكانت المملكة العربية ‏السعودية الأولى في هذه الجهود، حيث قدمت لمصر أكثر من 46 مليار دولار.‏

عندما بدأت الحرب في أوكرانيا تضر بالاقتصاد المصري في أوائل عام 2022، أودعت بعض دول الخليج 13 مليار دولار في البنك ‏المركزي المصري، مما ساعد على تعزيز احتياطياته من العملات الأجنبية. وشملت 5 مليارات دولار من المملكة العربية السعودية ‏في مارس الماضي.‏