البنك المركزي يحلل أسواق الأسهم والعملات والذهب عالميًا
كشف البنك المركزي عن استمرار حالة القلق بالأسواق العالمية وانعكاسه على أسواق الذهب والبورصات والبترول.
وقال في تقريره الأسبوعي لتحليل أوضاع الاقتصاد العالمي: شهدت الأسواق ارتفاعًا قويًا في معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة هذا الأسبوع حيث تراجعت المخاوف بشأن الاضطرابات المصرفية في العالم بعد أن استمر المسؤولون في الإشارة إلى تقديم الدعم وبعد أن تم الاستحواذ على أحد البنوك الأمريكية المنهارة.
علاوة على ذلك، تراجعت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية، وهي مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية ربما تكون قد هدأت.
وسجلت الأصول ذات المخاطر ارتفاعًا في جميع أنحاء العالم، حيث شهدت كل من أسواق الأسهم المتقدمة والناشئة مكاسب قوية.
في الوقت نفسه، ارتفعت عوائد سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق حيث كرر المتحدثون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الإعلان عن الحاجة إلى مزيد من التشديد النقدي على الرغم من حالة عدم اليقين التي سادت القطاع المصرفي.
أما بالنسبة للنفط، فقد قفزت الأسعار بشكل حاد حيث أوقفت تركيا الإمدادات القادمة من إقليم كردستان شمال العراق، وهو ما يهدد 0.5% من المعروض العالمي.
سوق السندات:
بعد ثلاثة أسابيع من الانخفاض، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية حيث هدأت المخاوف بشأن تداعيات الأزمة المصرفية ومع استمرار العديد من المتحدثين في الاحتياطي الفيدرالي في التأكيد على ضرورة استمرار وتيرة التشديد النقدي، لتسجل السندات الأمريكية خسائر عبر جميع آجال الاستحقاق، وعلى الأخص عند الجزء من المنحنى الخاص بالآجال القصيرة، حيث ساعدت أخبار الاستحواذ على بنك سيليكون فالي SVB وتقديم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية FDIC المزيد من الدعم للبنوك الأمريكية على تهدئة المخاوف بشأن الأزمة التي يتعرض لها القطاع المصرفي وأدت إلى انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن وبالتالي تعرضت سندات الخزانة لموجة بيعية.
وعلى مدار الأسبوع، أكد العديد من المتحدثين في الاحتياطي الفيدرالي على أنه على الرغم من أن الأزمة المصرفية لم تنقشع بالكامل، إلا أن القطاع لا يزال قويًا وسيستمر تقديم الدعم له.
والأهم من ذلك، أضاف المتحدثون أيضًا أن التضخم لا يزال مرتفعًا وأنه سيكون من المناسب لبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يواصل دورة التشديد النقدي.
عملات الأسواق المتقدمة:
على الرغم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة والتوقعات المتزايدة لوتيرة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.59%، حيث تراجع للأسبوع الثالث على التوالي واستقر عند أدنى مستوى له في شهر.
وجاء انخفاض المؤشر على خلفية ارتفاع معظم العملات الأخرى التي يقاس أمامها المؤشر.
وأدت إعادة موازنة المحافظ الاستثمارية في نهاية الشهر وانخفاض الطلب على الدولار الى زيادة الضغط على المؤشر ليدفعه للهبوط.
وسجل اليورو صعودًا للأسبوع الخامس على التوالي، مرتفعًا بنسبة 0.73% على خلفية ضعف الدولار
عملات الأسواق الناشئة
حققت عملات الأسواق الناشئة مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة بمقدار 0.39%، بقيادة عملات أمريكا اللاتينية وغرب أوروبا، حيث كانت هذه العملات هي الأكثر استفادًة من هدوء الاضطرابات التي شهدها القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وأوروبا.
وارتفعت عملات الأسواق الناشئة بشكل رئيسي نتيجة تراجع الدولار على الرغم من تزايد توقعات الأسواق بشأن قرار الاحتياطي الفيدرالي الخاص بمسار سعر الفائدة.
حققت غالبية العملات التي يتتبعها مؤشر بلومبرج مكاسب خلال تعاملات هذا الأسبوع.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث انخفضت بنسبة 0.45% لتستقر عند 1969.28 دولار للأونصة مع زيادة عوائد سندات الخزانة وتراجع الطلب على الملاذ الآمن.
وجاء غالبية انخفاض أسعار الذهب بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن.
أسواق الأسهم
ارتفعت الأسهم الأمريكية خلال تداولات هذا الأسبوع، محققةً أفضل أداء أسبوعي لها منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، مع تلاشي المخاوف من انتقال أزمة انهيار القطاع المصرفي بالولايات المتحدة إلى الأسواق الأخرى، ومع تراجع بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بشكل طفيف، وهو ما أدى إلى ارتفاع شهية المخاطرة.
وحققت الأسهم معظم المكاسب خلال تداولات يومي الأربعاء والجمعة، حيث جاءت مكاسب يوم الأربعاء نتيجة تلاشي المخاوف من انتقال تداعيات أزمة القطاع المصرفي بالولايات المتحدة إلى الأسواق الأخرى بشكل كبير،
البترول:
ارتفعت أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي بمقدار 6.37%، لتستقر عند 79.77 دولارًا للبرميل.
وجاءت معظم مكاسب النفط يوم الاثنين، حيث سجل النفط أفضل أداء يومي له خلال عام 2023 وحتى تاريخه، بعد أن ارتفع بمقدار 4.17%، وذلك نتيجة التخوف من شح إنتاج النفط بسبب تعليق تصدير النفط من إقليم كردستان بالعراق في ظل وجود خلافات مع الحكومة التركية.
علاوة على ذلك، خيمت حالة من القلق على الأسواق هذا الأسبوع نتيجة خفض الإنتاج العالمي بأكثر من 400 ألف برميل بسبب هذه الخلافات، وهو ما تسبب بدوره في رفع الأسعار.
وعلى صعيد آخر، تراجعت مخزونات النفط الأمريكي الخام بشكل غير متوقع خلال تعاملات الأسبوع المُنتهي يوم 24 مارس، وهو ما يشير إلى تعافي الطلب على النفط في الفترة القادمة.
وأشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 7.5 مليون برميل، وهو أكبر انخفاض أسبوعي شهدته مخزونات النفط منذ بداية العام وحتى تاريخه، مقارنةً بتوقعات المحللين خلال الاستطلاع الذي أجرته رويترز، والذي توقع ارتفاع مخزونات النفط بمقدار 100 ألف برميل.