بعد إطلاق 34 صاروخًا.. هل دخل “حزب الله” في مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي؟
بارك “حزب الله” اللبناني، عملية القصف الصاروخي الذي استهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي، بـ34 صاروخًا، إلا أنه لم يتبن عملية الإطلاق التي تعد الأولى من نوعها منذ نحو 14 عامًا، أي منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانيّة أوزارها في أغسطس من العام 2006، فيما لفتت مصادر أمنيّة في تل أبيب، وفق تقارير صحيفة، إلى أنّ الهجوم الصاروخيّ، الذي شمل 34 قذيفةً هو خطيرٌ للغاية، لأنّ التحضير له استغرق فترةً طويلةً، وأنّ عملية التحضير والتجهيز له استمرّت مدّة زمنيّةً ليست قصيرةً.
وأكدت المثادر أنّ أحد التنظيمات الفلسطينيّة هو الذي يقِف وراءه، وأنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في لبنان هي التي على الأغلب نفذّته، رغم أنّها لم تُعلِن مسؤوليتها، واستبعدت في ذات الوقت أنْ يكون (حزب الله) هو المسؤول عنه.
من جانبه، قال رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” اللبنانية هاشم صفي الدين، الخميس، “ليعرف الصهاينة أن المسجد الأقصى ليس وحيدًا وأن خلفه مئات ملايين المسلمين الجاهزين لبذل الدماء من أجله”.
جاء ذلك في تصريح مقتضب لصفي الدين نشرته قناة “المنار” التابعة للحزب، عقب إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل، بينما لم يصرح بأي إشارة مباشرة إلى القصف.
وقال صفي الدين: إن “السعي الصهيوني لاستهداف الأقصى والنيل من مقدساتنا سيلهب المنطقة”. وأضاف: “ليعرف الصهاينة أن المسجد الأقصى ليس وحيدًا وأن خلفه مئات ملايين المسلمين الجاهزين لبذل الدماء من أجله”.
وقبل يومين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب، واعتقلت المئات منهم.
فيما حمل متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الحكومة اللبنانية وحركة “حماس” الفلسطينية، مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان، وقال إنه يفحص أيضًا إمكانية تورط إيران في هذا الحادث.
ولم تتبن أي جهة لبنانية المسؤولية، بينما ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردا على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.
إرباك لصناع القرار
ووفق موقع “الرأي اليوم” ففي معرِض تحليله، نقل مُراسِل صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، عن مصادره المطلعّة بالمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، نقل عنها قولها إنّ إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل أربك صُنّاع القرار في الكيان، وأدخلها في الوضعٍ المُرّكب والمُعقّد للغاية منذّ حرب لبنان الثانية صيف العام 2006، مُشيرةً إلى أنّه من رابع المُستحيلات أنْ تتّم عمليةً بهذا الحجم من الأراضي اللبنانيّة دون علم (حزب الله)، الذي نفذّ مؤخرًا عملية (مجّيدو) ولم تتّم حتى اللحظة جباية الثمن منه.
المصادر عينها استدركت قائلةً إنّه على خلفية الأزمة السياسيّة الداخليّة في دولة الاحتلال، واحتجاج جنود وضُبّاط الاحتياط، وعدم اهتمام الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس جو بايدن، كلّ هذه العوامل مجتمعةً تدفع إسرائيل إلى عدم التفكير بخوض حربٍ على عدّة جبهاتٍ، لأنّها ستُقابَل بموجةٍ من الشكوك لدى المجتمع الإسرائيليّ، على حدّ قولها.
شدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ إسرائيل ليست معنيةً وتحديدًا في الوقت الحاليّ بفتح جبهةٍ ضدّ إيران وحزب الله في لبنان والفلسطينيين في الأراضي المُحتلّة، أضافت المصادر، أنّه في التوقيت الحاليّ، بسبب عطلة عيد الفصح اليهوديّ، والخلافات الحادّة التي تعصف بالمجتمع الصهيونيّ، فإنّ الحرب في الشمال تبدو أنّها آخر شيءٍ مُمكِن أنْ تبحث عنه دولة الاحتلال، بحسب تعبيرها.