الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفاصيل اجتماع اللمسات النهائية للتطبيع السعودي الإيراني في الصين

الرئيس نيوز

في تطور جديد في ملف الانفتاح السعودي على إيران غريمتها التقليدية لفترات طويلة، أكد وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والإيراني حسين أمير عبداللهيان إثر لقاء نادر في بكين اليوم  الخميس، أن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وعقد الوزيران لقاءهما في العاصمة الصينية استكمالا للاتفاق الدبلوماسي المفاجئ الذي توسّطت فيه الصين الشهر الماضي، من أجل تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات بعد سنوات من التوترات. 

كانت طهران والرياض أعلنتا في 10 مارس عن الاتفاق بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر.

أكدت السعودية وإيران في بيان مشترك عقب لقاء بين وزيري خارجية البلدين “على أهمية متابعة تنفذ اتفاق بكن وتفعله، بما عزز الثقة المتبادلة ووسع نطاق التعاون، وسهم في تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة”.

وفيما جدّد الأمير فيصل بن فرحان دعوة عبداللهان لزيارة المملكة وعقد اجتماع ثنائي في العاصمة الرياض، وجّه المسؤول الإيراني دعوة لنظيره السعودي لزيارة الجمهورة الإسلامة والاجتماع في طهران.

وأعاد الجانبان التأكيد على إعادة فتح الممثلات “خلال المدة المتفق علها” والتي تمتد حتى مايو، والمضي قدمًا في “استئناف الرحلات الجوية، والزارات المتبادلة للوفود الرسمة والقطاع الخاص، وتسهل منح التأشرات لمواطني البلدن بما في ذلك تأشيرة العمرة”.

ووفق موقع “الرأي اليوم” يرى خبير الشؤون الإيرانية في معهد مجموعة الأزمات الدولية، علي واعظ، أن اجتماع وزيري الخارجية “يشير إلى أن العملية لم تخرج عن مسارها منذ إعلان بكين الشهر الماضي”. لكنه أضاف “ما زال الوقت مبكرا للحكم على ما إذا كان هذا مجرد انفراج تكتيكي أو محطة نحو التقارب الاستراتيجي”.

وبثّت مشاهد تُظهر وزير الخارجية الصيني تشين غانغ يتوسط نظيرَيه الإيراني والسعودي ويمسك بيديهما ويجمعهما.

كذلك أفادت قناة “سي سي تي في” الصينية الرسمية أن بكين أشادت بـ”أول اجتماع رسمي بين وزيري خارجية البلدين منذ أكثر من سبع سنوات” و”وساطة بكين النشطة” على الصعيد الدبلوماسي.

 دور إيجابي

أكّدت الصين أنها تريد العمل من أجل “الاستقرار” في الشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن “الصين ستعمل مع دول (المنطقة) لتنفيذ مبادرات (…) لتعزيز الأمن والاستقرار (و)التنمية” في الشرق الأوسط. 

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الموجود في الصين، إنّ “التقارب بين السعودية وإيران مرحّب به”. وأضاف “أهنّئكم بهذه الخطوة المهمّة جدًّا إلى الأمام”.

في واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيدانت باتيل “بالتأكيد نرحب بذلك اذا كان هذا الحوار سيؤدي الى خطوات ملموسة من جانب ايران تهدف الى الحد من انشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وبينها نشر الاسلحة الخطيرة”. 

كان عبداللهيان غادر طهران الأربعاء متوجّها إلى بكين للاجتماع مع نظيره السعودي بعد سلسلة من المحادثات الهاتفية بينهما في مارس. وسيساعد الاجتماع الذي يعد الأول منذ قطع العلاقات قبل سبع سنوات، على تمهيد الطريق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. 

أكّد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر الاثنين أن اللقاء ستتبعه زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن.

بحسب وسائل إعلام سعودية، فإن اجتماع بكين يهدف إلى “تفعيل” مضمون اتفاق استئناف العلاقات الذي أعلن الشهر الماضي. 

ولفتت صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية الأربعاء إلى انّ اختيار الصين للقاء وزيري الخارجية السعودي والإيراني يأتي امتدادا لدور بكين “الإيجابي” في التوصل إلى اتفاق وتسهيل التواصل بين البلدين.

وقد رحبت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي. 

ورحب البيت الأبيض بالاتفاق، لكنه قال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الإيرانيون “سيفون بالتزاماتهم”.

وأشاد كذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالخطوة وقال إنه لا يزال على استعداد لتقديم “مساعيه الحميدة لدفع الحوار الإقليمي بشكل أكبر”. 

وخاضت إيران والسعودية وهما خصمان اقليميان نزاعات أقليمية بالوكالة مثل الحرب في اليمن.

ورحّبت إيران الأربعاء بالدعوة التي أطلقتها الولايات المتحدة الثلاثاء إلى المساعدة في إنهاء النزاع في اليمن عبر دعم عملية السلام. واعتبرت طهران أن تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الثلاثاء “مُرضية”.

كان ليندركينغ قال إن واشنطن تودّ “رؤية الإيرانيين يظهرون دعمهم للعملية السياسية التي تأمل أن تأتي”. 

وعقدت الدولتان عددا من جولات الحوار في بغداد وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مسعد بن محمد العيبان.

وقال شمخاني بعد إبرام الاتفاق إنّ “إزالة سوء التفاهم والتطلع إلى مستقبل العلاقات بين طهران والرياض سيؤدّي بالتأكيد إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين”. وأضاف أن الاتفاق يمكن أن “يزيد من التعاون بين دول الخليج (…) والعالم الإسلامي لإدارة التحديات القائمة”. 

وفي هذا السياق، عيّنت إيران الأربعاء رضا العامري سفيرا لها لدى الإمارات، بعد قرابة ثماني سنوات على وجود آخر سفير لها في أبوظبي. كذلك رحّبت طهران بإمكان التقارب مع جارتها البحرين بعد الإعلان عن الاتفاق مع السعودية.

ويرى نائب مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون التشريعية في الولايات المتحدة جويل روبين، أنه “بما أن الصين داعم قوي لإيران، يجب أن يكون لدى السعودية ثقة أكبر في قدرة إيران على الامتثال للاتفاق، وهي قضية كانت دائمًا موضع شك”.