الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

ماذا وراء قفزة الذهب المفاجئة في أوائل أبريل؟

الرئيس نيوز

قفز سعر الذهب في العقود المستقبلية فوق 2020 دولارًا أمريكيًا للأوقية، مسجلًا أعلى مستوى له منذ مارس من العام الماضي ومع ذلك، يعتقد المحللون والاقتصاديون أن المعدن الثمين قد يصحح هبوطيًا إذا استمر ارتفاع أسعار النفط الخام في إثارة مخاوف التضخم  في الولايات المتحدة.

وأدت القفزة التي حققتها أسعار النفط منذ أمس الأول، الاثنتين الموافق 3 أبريل 2023، والارتفاع الكبير في سعر النفط الناجم عن القرار الذي اتخذه أعضاء تحالف أوبك + بقيادة السعودية وروسيا إلى ارتفاع التضخم، في حين أن الانخفاض في مؤشر مدير المشتريات الأمريكي يشير إلى زخم اقتصادي متعثر بالولايات المتحدة، علاوة على المخاوف بشأن احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود في ظل دفعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة المخيبة للآمال، وفقًا لتقرير نشرته بوابة نور تريندز التابعة لنور كابيتال الإماراتية.

ويشير ارتفاع التضخم إلى الحاجة لرفع أسعار الفائدة، الأمر الذي من شأنه التأثير على سعر الذهب ومع ذلك، ربما لم يكن هذا هو التفكير الأول للسوقـ فبدلًا من ذلك، كان من المفترض أن يكون رد الفعل الأول هو التحول إلى وضع "الأزمة" والتركيز على المخاطر الاقتصادية المحتملة ولا يمكن استبعاد أن يتخلى سعر الذهب على الأقل عن بعض المكاسب التي حققها يوم أمس إذا أثار ارتفاع سعر النفط مخاوف التضخم وبالتالي إذا اشتعلت بورثة التوقعات والتكهنات برفع سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

واصل الذهب مكاسبه أمس الثلاثاء، وفقًا لتقرير ياهو فينانس، وتجاوز المستوى الرئيسي 2000 دولار مع انخفاض الدولار وعوائد سندات الخزانة، في حين شجعت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة الرهانات على رفع أسعار الفائدة بشكل أبطأ على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن التضخم الناتج عن النفط.

ارتفعت عقود الذهب الفورية بنسبة 1.81 ٪ أمس الثلاثاء ثم ارتفع بنسبة 0.20% اليوم الأربعاء إلى 2024.20 دولارًا للأوقية في وقت كتابة هذا التقرير بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ 9 مارس 2022 عند 2024.79 دولارًا في وقت سابق من مساء أمس الثلاثاء كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.8٪ لتصل إلى 2036.20 دولار.

وفي أعقاب مكاسب الذهب، قفزت أسعار الفضة 3.2٪ إلى 24.75 دولارًا للأوقية، وارتفع البلاتين 2.7٪ إلى 1011.95 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم 0.6٪ إلى 1468.52 دولارًا.

في هذه الخلفية الإيجابية للغاية للذهب ينتشر تباطؤ في البيانات الاقتصادية جنبًا إلى جنب مع الضغوط التضخمية التي لا تزال مرتفعة وتزداد جاذبية الذهب، خاصة بين المتداولين الذين يحتفظون بعملات وأصول أخرى، في ظل انخفاض فرص العمل في الولايات المتحدة في فبراير إلى أدنى مستوى في عامين تقريبًا وفقًا لأحدث البيانات المعلنة أمس الثلاثاء وفي ضوء انخفاض بيانات طلبيات المصانع الأمريكية.

وساعد ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع الذهب مساعدة كبيرة بعد خفض مفاجئ للإنتاج من قبل أوبك+، ومن المعروف أن الذهب يعتبر تقليديًا ملاذ آمن ووسيلة التحوط المفضلة ضد التضخم، ووسيلة جيدة لدى المستثمرين للتخلص من الضغط المعتاد من احتمالية رفع أسعار الفائدة التي يمكن تنفيذها لكبح ضغوط الأسعار المتزايدة.

ونتيجة خفض إنتاج النفط من قبل أوبك + ارتفعت، في المقابل التوقعات بمزيد من ارتفاع الأسعار العالمية، وهو العامل الأكبر المسؤول عن ارتفاع معدلات التضخم العالمية، ثم تحولت الأسواق إلى النغمة السلبية الحالية.

وصلت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة إلى 46.3 نقطة في مارس الماضي مقارنة بالقراءة السابقة (47.7 نقطة) والتي جاءت أقل من توقعات السوق (47.5 نقطة)  كما انخفض مؤشر الإنفاق على البناء في الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى -0.1٪ في مارس الماضي، مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.4٪، وهي أقل من المستويات التي أشارت إليها التوقعات في الأسواق المالية العالمية.

من الناحية الفنية، من المرجح أن يظل سعر الذهب قويًا ويستقر عند مستواه الحالي أو حتى أعلى ويمكن أن يكون مستوى 2050 دولارًا بمثابة مستوى مقاومة مهم، وإذا تم اختراقه، فقد ترتفع الأسعار بسرعة نحو أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وترى الأسواق الآن فرصة بنسبة 40٪ في رفع البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في اجتماعه المقبل في مايو، مع فرصة تقترب من 60٪ للتوقف عن رفع سعر الفائدة، وقد يؤدي المزيد من رفع أسعار الفائدة إلى إجبار الذهب على التخلي عن بعض مكاسبه الأخيرة.