الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقرير: استمرار الصين وروسيا في بسط نفوذهما الجيوسياسي

الرئيس نيوز

تعمل الصين وروسيا على زيادة نفوذهما الدبلوماسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، والاستفادة إلى أقصى حد من الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة الغائبة وقد يغير هذا التحول في المضمون الجيوسياسي للمنطقة والمصالحة السعودية الإيرانية بوساطة الصين ما يفتح الباب أمام إنهاء الحرب في اليمن والصراعات الأخرى.

وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست إن ميزان القوى الجيوسياسية يبدو أن يتغير، والبلدان التي تريد إما الحفاظ على هذا التوازن أو تغييره تحتاج إلى دعم الدول الأخرى وتلعب المملكة العربية السعودية وإيران دورًا مهمًا في هذا الصدد وتمنح الثروة النفطية لهذه البلدان وأهميتها الجيوستراتيجية القدرة على المساعدة في تحديد النظام العالمي.

ويبدو أن لدى الصين وروسيا مجال متزايد للتحرك والمناورة في الشرق الأوسط هذا نتيجة لتحويل الولايات المتحدة اهتمامها إلى المحيطين الهندي والهادئ، وتدهور العلاقات الأمريكية السعودية، والعداء بين الولايات المتحدة وإيران، والمصالحة السعودية الإيرانية، والتوترات الأمريكية الصينية وتعزز الولايات المتحدة علاقات أوثق مع الهند وجنوب شرق آسيا ودول جزر المحيط الهادئ في جهودها لتقييد الصين، الأمر الذي يشكل تحديًا لوضعها كقوة عظمى. 

وتحسنت العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، لا سيما في التعاون العسكري والتكنولوجي. مع رفض الولايات المتحدة تزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة هجومية، وتدخلت بكين لتلبية هذه الحاجة، حيث زودت الرياض بطائرات C-H4 بدون طيار لاستخدامها في اليمن، على سبيل المثال. 

سياسة بكين المعلنة هي تعزيز العلاقات الثنائية دون التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى ويبدو أن المملكة العربية السعودية تريد توسيع تجارة الأسلحة مع الصين. بعد أن كانت مشترًا كثيفًا للأسلحة الأمريكية لسنوات، يعد هذا تحولًا مهمًا في السياسة السعودية.

وتستثمر الصين أيضًا في التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في المملكة العربية السعودية. وتشارك الشركات الصينية بالفعل في بناء مدينة نيوم الضخمة، وهو مشروع بقيمة 500 مليار دولار أمريكي. ففي ديسمبر، وقعت شركة Huawei - عملاق التكنولوجيا الصيني الذي تعرض لعقوبات أمريكية - مذكرة تفاهم مع المملكة العربية السعودية لبناء مجمعات عالية التقنية وتقديم خدمات الحوسبة السحابية في المدن السعودية.

بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي 207 ملايين دولار أمريكي في مشروع مشترك مع شركة الذكاء الاصطناعي الصينية SenseTime - وهي شركة أخرى تستهدفها العقوبات الأمريكية - لتطوير النظام البيئي للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن بناء مختبر ذكاء اصطناعي متقدم كما تشمل مبادرة الحزام والطريق الصينية العديد من المشاريع في الشرق الأوسط. تلقت المملكة العربية السعودية وحدها 5.5 مليار دولار أمريكي في شكل استثمارات من الصين كجزء من المبادرة. في عام 2021، وقعت الصين وإيران اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا.

وقد فسرت إدارة بايدن إعلان منظمة أوبك + التي تقودها السعودية في أكتوبر أنها ستخفض إنتاج النفط اليومي بمقدار مليوني برميل على أنه في صالح روسيا. في حين أن موقف الرياض المعلن هو أن الدافع وراء الخيار هو اعتبارات اقتصادية بحتة، فقد وقعت اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا في عام 2021 وروسيا تشارك أيضًا في بناء مفاعلات نووية في المملكة العربية السعودية.