لأول منذ 10 سنوات.. ما دلالات وأهمية زيارة وزير الخارجية السوري للقاهرة؟
اهتمت الصحافة الغربية اهتمامًا خاصًا بدلالات زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للقاهرة لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن المقداد ونظيره الوزير سامح شكري يجريان محادثات متقدمة لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسوريا بشكل كامل بعد أكثر من عقد من انهيار العلاقات.
وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد بعد شهر رمضان بفترة وجيزة، ربما في وقت لاحق من أواخر أبريل الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولهم إن ثمة استعداد واضح لدى عدد من الدول العربية للحوار مع دمشق وسط تطورات متسارعة تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط ولكن لا يزال موعد ومكان عقد قمة محتملة بين السيسي والأسد لم يتحدد بعد.
كان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد وصل، السبت، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع نظيره المصري حول تعزيز العلاقات بين البلدين، وهي أول زيارة علنية يقوم بها مسؤول سوري رفيع المستوى إلى مصر منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 ومن المتوقع أيضا أن يناقش مسؤولون من الجانبين عودة سوريا المحتملة إلى جامعة الدول العربية، التي علقت عضوية دمشق في عام 2011، بحسب المصادر ولم ترد وزارة الخارجية المصرية والسورية على طلب التعليق.
تعد مصر أحدث دولة عربية تعيد إحياء العلاقات مع دمشق الأسد بعد أكثر من عشر سنوات.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي أن ثمة تقارب بين السعودية وسوريا قد يسفر عن اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بعد مفاوضات بوساطة روسية وقد تكثفت الجهود لإعادة دمشق إلى الحظيرة الدبلوماسية العربية وهي خطوة من شأنها جلب منافع تجارية عديدة لجميع الأطراف وقدمت عدة دول عربية من بينها مصر والإمارات والسعودية والأردن مساعدات بعد الزلازل التي دمرت مساحات شاسعة من سوريا في فبراير، وكان شهر فبراير وما بعده فرصة لانطلاق ما أطلق عليه المراقبون اسم "دبلوماسية الزلازل" كما سعت دمشق بدورها إلى الاستفادة من التعاطف الناتج عن الكارثة لتوثيق العلاقات مع الدول العربية والضغط من أجل إنهاء العقوبات النفطية والمصرفية الصارمة التي فرضها الغرب منذ بداية الحرب الأهلية وبالفعل قام بشار الأسد بزيارة سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة وسط حملة أوسع لتطبيع العلاقات الدبلوماسية.
ونقلت وول ستريت جورنال عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قوله إن الإجماع يتنامى في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري في وقت ما لمعالجة القضايا الإنسانية على الأقل، بما في ذلك قضية عودة اللاجئين ومع ذلك، فإن بعض الدول العربية مثل قطر تتبنى موقفًا ضد تجديد العلاقات مع دمشق وذكرت الدوحة أنها لن تطبع العلاقات مع سوريا ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لإصلاح الأضرار التي لحقت بالداخل والتي تكون مقبولة لجميع السوريين.
وقدمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية استثناءات من العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على دمشق مما سمح بتسليم المساعدات الإنسانية بعد زلازل فبراير ولكن الحكومات الغربية تؤكد أن كارثة الزلازل لن تدفعهم إلى تليين العلاقات مع دمشق وفي أعقاب الزلازل مباشرة.
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بأن واشنطن: "تشجع التطبيع فقط إذا نفذت دمشق خارطة الطريق نحو انتخابات حرة" ومع ذلك، بالنسبة للولايات المتحدة، فإن عودة سوريا المحتملة إلى الحظيرة العربية تذكير بأنه في حين أنها لا تزال القوة العسكرية والدبلوماسية البارزة في الشرق الأوسط، فإن تأثيرها في الشرق الأوسط لم يعد كسابق عهده.