الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| "المقداد" في القاهرة.. ماذا تعني زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر؟

الرئيس نيوز

أعلنت وزارة الخارجية، أن الوزير سامح شكري يعقد ‏اليوم السبت، مباحثات مع نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد، في مقر ‏الوزارة بالقاهرة.‏

وهو ما اعتبره مراقبون استعادة لحرارة العلاقات بين القاهرة ودمشق، خاصة بعد اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره السوري بشار الأسد، عقب أحداث الزلزال المدمر 6 فبراير، ليضخ دماء حارة فى العروق السياسية المتيبسة، لتؤكد مصر على دعم الشقيقة سوريا في ‏محنتها، فضلًا عن زيارة وزير الخارجية سامح ‏شكري لدمشق.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية، زيارة المقداد إلى القاهرة، وقالت ‏إنها في إطار التقارب في علاقات البلدين خلال الأشهر الأخيرة.‏

وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية للوكالة الرسمية: "سيجري ‏خلال الزيارة التي تتم بناءً على دعوة من وزير الخارجية سامح شكري، إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات ‏الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة ‏والعالم".‏

تأتي الزيارة، بعد شهر تقريبًا من زيارة شكري إلى دمشق، ‏والتقى خلالها نظيره السوري، كما التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ‏ونقل له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع ‏سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا في ‏مطلع فبراير الماضي. ‏

كما أجرى السيسي اتصالًا هو الأول مع نظيره السوري، بعد أيام من ‏وقوع الزلزال، وعرض مساعدة مصر في جهود الإغاثة والإنقاذ.‏

ملفات اللقاء ‏

يقول الباحث في الشؤون العربية، علي رجب، إن العلاقات المصرية ‏السورية لم تنقطع رغم قرار الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي بقطع ‏العلاقات مع سوريا، إلى جانب تعليق الجامعة العربية مقعد سوريا في ‏الجامعة.‏

أكد رجب في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" أن تلك العلاقات كانت ممثلة ‏في تبادل المعلومات بشأن الأوضاع الأمنية والتشاور حول تطورات ‏الأزمة السورية، لكن لم يكن هناك تواصل بشكل رسمي معلن بين ‏الرؤساء أو وزراء الخارجية، وتابع: "العديد من التقارير الصحفية ‏السورية أشارت مرارًا إلى لقاءات على مستوى أجهزة مخابرات ‏البلدين".‏

ولفت رجب إلى أن زيارة المقداد إلى مصر لا يمكن فصلها عن مشهد ‏التصالح الدراماتيكي في المنطقة، ممثلًا في التصالح السعودي الإيراني، ‏ومساعي التصالح بين تركيا ومصر، والتقارب بين إيران ومصر، ‏والتصالح بين تركيا وسوريا، وتابع: "المنطقة ترغب في تصفير ‏المشكلات بعد سلسلة الأزمات الاقتصادية التي خلفها متحور الكوفيد-19 ‏والحرب الروسية على أوكرانيا".‏

وأشار الباحث في الشؤون العربية، إلى أن تصفير المشكلات في منطقة ‏الشرق الأوسط، يدور بعيدًا عن  الفلك الأمريكي، ويتماس في كثير من ‏تفاصيلة مع المصالح الروسية الصينية في المنطقة، لذلك من المؤكد أن ‏أمريكا تراقب المشهد بشكل لحظي، وتبحث عن سيناريوهات مناسبة ‏للتعامل مع تلك التطورات".‏

وعن أبرز القضايا التي من الممكن أن يناقشها لقاء المقداد وشكري، ‏يقول رجب: "من المؤكد أن ملف دعم مصر لإعادة العلاقات السورية ‏العربية سيتصدر المشهد، وكذلك الملف التركي خاصة في ظل الاحتلال ‏التركي لمناطق واسعة في الشمال السوري، بالتزامن مع رغبة أنقرة في ‏التصالح، وقد تلعب مصر دورًا في ذلك السياق، خاصة وأن مصر ‏تطالب من تركيا مرارًا إنهاء احتلالها للأراضي السورية ووقف انتهاك ‏السيادة العراقية".‏

وعن احتمالية زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى مصر، يقول ‏رجب: "لا شيء معلن بشأن ذلك في الوقت الحالي، لكن الطريق ممهد ‏بشكل كامل لحدوث تلك الزيارة، لكن ظني أن الأولوية في الوقت الحالي ‏هي لكسر عزلة سوريا عربيًا وإقليميًا، قبل مايو المقبل الموعد المحدد ‏للقمة العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية".‏

ولاتزال قطر والمغرب تعارضان عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ‏وتقول الدوحة إن أسباب القطيعة مع سوريا لا تزال قائمة وليس هناك ‏تطور (في إشارة منها للإصلاح السياسي) يذكر لإعادتها إلى مقعدها. ‏

وقطر من بين الدول التي دعمت الحراك في سوريا وقد اعترف رئيس ‏وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم بأن بلاده لعبت دورًا في دعم ‏الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الدولة السورية. لكن الجيش السوري ‏بدعم من روسيا وإيران تمكن من إعادة الدفة لصالحه، وقد توقفت ‏الأعمال القتالية في البلد العربي المهم، لكن بعد تدمير شبه كامل للبنية ‏التحتية للدولة.‏

وترغب تركيا في إعادة علاقاتها مع سوريا، بعدما لعبت هي الأخرى ‏الدور الأبرز في تأجيج الصراع الدموي؛ عبر تسهيل حركة الجماعات ‏المسلحة والإرهابية عبر الحدود، إلى جانب استمرار تقديم الدعم ‏اللوجستي لهم، وإذا ما حدث التقارب التركي السوري فمن المؤكد أن ‏أنقرة ستدفع الدوحة وهي حليفتها إلى تغيير موقفها من سوريا.  

  ‏

تجميد العضوية 

كانت جامعة الدول العربية جمدت عضوية سوريا منذ نحو 12 عامًا، ‏وخلال تلك الفترة مرت العلاقات المصرية - السورية بمحطات مختلفة ‏تضمنتها لحظة استثنائية عبّر عنها قرار الرئيس الأسبق المنتمي لتنظيم ‏‏"الإخوان"، محمد مرسي، بقطع العلاقات مع دمشق عام 2013.‏

لكن بعد إطاحة حكم الإخوان، تطورت العلاقات على مستويات مختلفة. ‏فعلى الصعيد الأمني، زار رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء ‏علي مملوك القاهرة مرتين في عامي 2016 و2018 في لقاءين لم تعلن ‏عنهما مصر رسميًا. 

كما رعت مصر إعلان هدنة في ريف حمص في ‏عام 2017، واستضافت أيضًا عددًا من الفصائل السورية التي وقّعت ‏على اتفاق لوقف إطلاق النار عام 2018.‏