بعد توجيه تهم جنائية له.. ماذا عن فرص ترامب الانتخابية؟
بعدما وجهت إليه رسميًا تهمة في قضية شراء صمت نجمة أفلام إباحية عام 2016، في سابقة تاريخية، يمثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الثلاثاء، أمام المحكمة الجنائية في نيويورك.
ووجه مدعي عام مانهاتن، ألفين براغ، التهمة رسميًا إلى ترمب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016 التي فاز فيها بمنصب الرئيس.
تنديد واسع
وندد ترمب في بيان، بملاحقة سياسية وتدخّل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ. وتوعد بأن هذه الملاحقة سوف ترتدّ عكسيًّا على جو بايدن.
والتف الجمهوريون حول ترمب ونددوا بالخطوة. وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق، إن توجيه لائحة الاتهامات يبعث برسالة مروعة للعالم عن نظام العدالة الأميركي، فيما اعتبر حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، أبرز منافسي ترمب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية، أن توجيه الاتهام منافٍ للقيم الأميركية، مؤكدًا أن ولايته التي يقيم فيها الرئيس السابق لن تستجيب لطلب تسليم من ولاية نيويورك.
كذلك، قال الرئيس الجمهوري لمجلس النواب كيفن ماكارثي، إن الشعب الأميركي لن يتسامح مع هذا الظلم، ومجلس النوّاب سيُحاسب ألفين براغ واستغلاله غير المسبوق للسلطة.
وبينما تحفّظ البيت الأبيض على التعليق تجنبًا لأي اتهام بتسييس الملف، رحّب ديمقراطيون بخطوة براغ، فيما حذّر آخرون من أن تعزز فرص ترمب الانتخابية. وقال السيناتور الديمقراطي المعتدل جو مانشين: “هناك كثير من الأسباب لعدم دعم دونالد ترمب، وكثير من الأسباب التي تثبت أنه ليس أهلًا لأن يصبح رئيسًا. لكن يجب أن نكون حذرين، فيجب أن يتم النظر إلى النظام القضائي كجزء من المسار السياسي”.
ولم يخفِ آدم غرين، أحد المؤسسين في حملات الديمقراطيين الانتخابية، استياءه من قرار المدعي العام في مانهاتن، مشيرًا إلى القضايا الأخرى التي يواجهها الرئيس السابق. وقال: “بعد تحريضه على التمرد في الكابيتول، والضغط على مسؤولي الانتخابات لتغيير نتيجتها، والحصول على دفعات من دول أجنبية، والجرائم الأخرى التي ارتكبها خلال رئاسته، من المحرج والمثير للغضب أن يكون أول اتهام يواجه ترمب متعلقًا بستورمي دانييلز”.
فرص ترامب الانتخابية
وحول تأثير لائحة الاتهامات الموجه لترامب على فرصة في الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2024
قال ريتشارد هاسن، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لشبكة «سي إن إن» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لا شيء يمنع ترمب من الترشح أثناء محاكمته أو حتى إدانته».
وذكر هاسن أن الدستور الأمريكي يضع ثلاث شروط فقط حتى يتمكن أي فرد من الترشح:
1 - أن يكون مواطن أمريكي وليس مجنس.
2 - لا يقل عمره عن 35 سنة.
3 - مقيم في الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا على الأقل.
لكن «سي إن إن» لفتت إلى أنه من الناحية السياسية، قد يكون من الأصعب على المرشح موجه له اتهامات حصد أصوات الناخبين.
وقالت: “هذا لا يعني أنه لا توجد قيود على الترشيح فوفق تعديلات الدستور الأمريكي الرابع عشر والثاني والعشرين فإن هناك عدد أخر من العوائق ضد ترشح لكنها لا تنطبق على ترامب”.
حدود المدة
يحظر التعديل الثاني والعشرون من الدستور على أي شخص تولى منصب الرئيس مرتين من الترشح مرة أخرى، لكن هذا لا ينطبق على ترامب منذ أن خسر انتخابات 2020.
عدم الأهلية
يتضمن التعديل الرابع عشر «شرط عدم الأهلية»، وهو شرط وضع خصيصًا في القرن التاسع عشر للجنود الذين شاركوا في الحرب الأهلية الأمريكية.
إذا أدين بارتكاب جناية في نيويورك، فسيُمنع ترامب من التصويت في ولاية فلوريدا، موطنه الحالي، في فترة العقوبة، وذلك وفق لما ذكرت شبكة «سي إن إن».