الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل تسعى روسيا لتحويل مصر إلى مركز الحرب الباردة الجديدة؟

الرئيس نيوز

في الأشهر الأخيرة، قامت وسائل الإعلام في موسكو بتضخيم تصريحات وزير الخارجية الروسي ومسؤولين آخرين في الكرملين مفادها أنه من خلال فرض عقوبات على تصدير البضائع الروسية مثل الأسمدة، "تبحث أمريكا والدول الأوروبية عن أي طريقة لمعاقبة روسيا ولكنها في الواقع تعاقب البلدان الفقيرة" ووفقًا لهذه الرؤية، يحاول الغرب استخدام الصراع الأوكراني في شن "حرب مختلطة ضد موسكو"، وحذر تقرير نشرته يورونيوز واشنطن من أن تنتشر صورتها السلبية، بل والسيئة للغاية وفقًا للرواية الروسية.

شعبية قناة آر تي عربي تتزايد

في عام 2018، انضمت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إلى المنصة الإلكترونية للأهرام، أقدم وسيلة إعلام إخبارية في البلاد، في توقيع "اتفاقية" مع المسؤولين الروس "لتطوير التعاون وتوسيع البث الإعلامي عبر الإنترنت في كل من مصر وروسيا"، وسبقت الاتفاقية شعبية كبيرة حظيت بها قناة روسيا اليوم RT العربية - وهي جزء من الشبكة المملوكة للدولة الروسية المحظورة في الاتحاد الأوروبي بعد غزو أوكرانيا في فبراير - مما يجعلها الموقع الإخباري الأكثر مشاهدة ومتابعة في مصر بعد اليوم السابع، وهو موقع إخباري ذائع الصيت، وأصبح في مصر أكبر جمهور لقناة روسيا اليوم RT Arabic، والتي تعد بدورها أكبر قسم للغات في روسيا اليوم بعد اللغة الإنجليزية.

العلاقة المتميزة بين القاهرة وموسكو لفتت انتباه الغرب

 ويبدو أن هذا الواقع لا يروق لواشنطن ولا يروق بالمثل للاتحاد الأوروبي، ويبدو أن موسكو تروج لاستثماراتها على أنها جيدة لمصر، وهذه العلاقة المتميزة بين القاهرة وموسكو لفتت انتباه الغرب ويتوقع المراقبون سعي واشنطن في المستقبل القريب لاستمالة الإعلام المصري والجمهور المصري المتابع للمادة الإخبارية بطريقة ما.

استثمرت روسيا في العمل بكثافة في مصر في السنوات الأخيرة، من خلال قروض ضخمة لبناء منشأة للطاقة النووية في الضبعة ومنطقة تجارية صناعية على طول قناة السويس ومع حرب روسيا في أوكرانيا والعقوبات الواسعة التي تستهدف المستثمرين الروس، أعلن المسؤولون المصريون مؤخرًا عن تأجيل "الجدول الزمني" لبعض المشاريع ومع ذلك، لا تزال الاتفاقات سارية وتستورد مصر القمح من روسيا أكثر من أي وقت مضى، وازداد التبادل التجاري بين البلدين، حتى أنهما ناقشا استخدام التجارة المباشرة بالعملات الوطنية.