في ظل موجة انفتاح عربية على دمشق.. قطر تعلن موقفها من النظام السوري
لاتزال قطر تصر على موقفها الرافض لإعادة العلاقات مع النظام السوري، في ظل موجة انفتاح عربية على دمشق، لاستعادة العلاقات من الدولة السورية، بعدما تم تجميد عضويتها في الجامعة العربية، وأغلقت العديد من الدول العربية السفارة السورية على خلفية التعامل العنيف من النظام السوري ضد تظاهرات شعبية تنادي بالإصلاح السياسي، قبل أن تتحول إلى حرب أهلية أججت نيرانها دول إقليمية بينها تركيا وإيران ودول خليجية مثل قطر والسعودية.
وتقوم مصر والإمارات والجزائر وعمان بجهود لإعادة سوريا إلى حضنها العربي، والتصدي لمحاولات اختطافها من إيران، واحتلال أراضيها من قبل تركيا. وزار الوزير سامح شكري دمشق أخيرًا والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وأمد أن مصر تدعم جهود استعادة سوريا علاقاتها العربية.
منذ أن ضربت الزلازل تركيا وسوريا في 6 فبراير، وأودت بحياة أكثر من 5900 شخص في سوريا وفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد، توالت الزيارات الرسمية إلى دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد.
كما تقوم الإمارات العربية المتحدة، بمساعي شرق أوسطية نحو إحياء العلاقات مع دمشق، وقامت بتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية في عام 2018، كما ساهمت في جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبرايرالذي ضرب جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وأجرى الأسد محادثات في عمان الشهر الماضي في أول رحلة خارجية له منذ وقوع الزلزال.
وفتحت السعودية، التي توصلت مؤخرا إلى اتفاق مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق خاصة بشأن القضايا الإنسانية، قائلة إن هناك إجماعا عربيا متناميا يفيد بأن عزل سوريا أصبح غير مجدٍ.
الموقف القطري
أما قطر فأعربت عن معارضتها لأي تحركات نحو إصلاح أو تطبيع العلاقات مع سوريا. وأكدت أنها لم تغير موقفها من التحرك لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرة إلى أنها “لن تطبع مع النظام السوري حتى تزول الأسباب التي دعت إلى مقاطعته”.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أمس الثلاثاء، إنه “لا يوجد حتى الآن إجماع عربي حول عودة النظام السوري للجامعة العربية، ودولة قطر تتعامل مع هذه القضية باعتبارها من أولويات القضايا العربية، لذلك فإن الإجماع العربي فيها محل اهتمام، وحتى يتوافر هذا الإجماع الذي يأتي نتيجة تطورات إيجابية على الساحة السورية لا نراها ماثلة أمامنا”.
وشدد الأنصاري على “ثبات الموقف القطري”، قائلا “نعتقد أنه لن يكون هناك أي تغير من الموقف القطري، فموقفنا واضح وثابت ولا يتأثر بما يدور في المشهد ما لم توجد تطورات حقيقية داخل سوريا بشكل يرضي تطلعات الشعب السوري، أو يكون هناك إجماع عربي مبني على هذه التطورات الإيجابية في الداخل السوري، أما في الوقت الحالي فلا يوجد ما يدعو للتفاؤل بشأن وجود قرب للتطبيع مع النظام السوري وإعادته للجامعة العربية”.
وأكد ترحيب ودعم دولة قطر للجهود العربية في إطار إيجاد حل للأزمة السورية، مشددا على أن هذا الحل يجب أن يكون مبنيا على وجود تطورات إيجابية، واستجابة حقيقية للمطالب الشعبية، وألا يكون هناك “خيانة للدماء التي سالت” لتحقيق هذه التطلعات، على حد قوله.