تجهيزات للقاء مرتقب بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني في رمضان بمكة
تجري السعودية وإيران تجهيزات للقاء يجمع وزيرا الخارجية السعودي والإيراني، ووفق مصادر فإن الاجتماع من المقرر له أن يكون قبل نهاية شهر رمضان لتنفيذ اتّفاق مصالحة ثنائيّة، حسب ما أعلن البلدان اليوم الاثنين.
وأجرى وزيرا الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان محادثات هاتفيّة هي الثانية بينهما في أقلّ من أسبوع، وأفادت الأنباء الرسمية القادمة من الرياض وطهران، أن الوزيرين ناقشا عددًا من الموضوعات المشتركة في ضوء الاتّفاق" الذي وُقّع في الصين.
واتّفقا على "عقد لقاء ثنائي بينهما خلال شهر رمضان الحالي"، وفق الأنباء الرسمية التي لم تُعلن زمانًا محددًا أو مكانًا للّقاء.
وفي 19 من مارس الجاري، أفاد مسؤول إيراني بأنّ الرئيس إبراهيم رئيسي قبل دعوة من الملك سلمان لزيارة السعوديّة.
وانقطعت العلاقات عندما هاجم محتجّون إيرانيّون البعثات الدبلوماسيّة السعوديّة في إيران، بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيًّا معارضًا يُدعى نمر النمر.
وتعدّ إيران والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية. وقد تنطوي خطوة التقارب بينهما على تغييرات إقليميّة على مختلف الصُعد.
ويُفترض أن يُتيح التقارب الحاصل بين إيران والسعوديّة، إعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين وتنفيذ اتّفاقات تعاون اقتصادي وأمني، وفق الاتفاق الموقع بين البلدين في العاصمة الصينية بكين قبل أسبوعين.
وفق موقع “بي بي سي” فإن اللقاء الذي يُفترض أن يُعقد في شهر رمضان يَحملُ في طياته إشارات دينة واجتماعية إلى المجتمع الإسلامي الذي يُقدس شهر رمضان وينظرُ لهذا الشهر على أنه فرصة للتسامح وإعادة العلاقات بين المسلمين.
وتوقعت مصادر في وزارة الخارجية السعودية في حديث لبي بي سي، أن الفترة الممتدة بين 12 -22 من أبريل القادم هي الفترة الأكثر ترجيحًا لعقد اللقاء بين الوزيرين.
وتحاول كلٌ من السعودية وإيران كسب تعاطف المسلمين لأجندها الإقليمية والدولية، ويُنظر للرياض على أنها رأس المذهب السني، بينما تُمثل طهران المذهب الشيعي وهما أكبر مذهبين في الديانة الإسلامية.
ويرى العديدُ من المسلمين أن أثار المصالحة قد بدأت في التأثير المعنوي على المسلمين، إذ في ظاهرة غابت عن العالم الإسلامي لأعوام طويلة، بدأ المسلمون في السعودية وإيران صوم شهر رمضان معًا في ذات التوقيت يوم الخميس الماضي، وهو أمر تعزوه الأغلبية إلى الاتفاق بين طهران والرياض.
أشارت مصادر في وزارة الخارجية السعودية لبي بي سي أن مدينة مكة، قد تكون المدينة التي تُضيف اللقاء بين بن فرحان وعبداللهيان.
إذ من المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بمناسك العُمرة في مكة، يعقبها أو يسبقها اجتماعٌ مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وأضاف المصدر أن مكان اللقاء قد يتغير بأي لحظةـ وذلك لأنه مرتبط بالاعتبارت الأمنية بالدرجة الأولى.
ورغم أن العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة بين البلدين الجارين، إلا أن المعاملات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وأبرزها تدفق الإيرانيين نحو المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك الحج والعمرة، وهو نشاط ممتد على مدار العام.