المتظاهرون يغلقون الطرق بعد إقالة وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي وسط قلق أمريكي
تتعلق الأنظار بالاحتجاجات الجارية في إسرائيل ضد خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي وخرج الآلاف من قبل فجر اليوم الاثنين 27 مارس 2023 إلى الشوارع للتظاهر في جميع المدن في محاولة لوقف خطة نتنياهو التي ينظر إليها على أنها تنزع السلطة القضائية من صلاحياتها.
ومن المتوقع أن يوقف نتنياهو عملية إصلاح النظام القضائي بعد هذه الاحتجاجات الحاشدة.
وذكرت صحيفة آي -24 أن الاحتجاجات في إسرائيل اندلعت بعد أن أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير دفاعه الذي كانت له تصريحات أمس الأحد يتحدى فيها خطة نتنياهو للإصلاح القضائي وهي الخطة التي أثارت شهورًا من الاحتجاجات الجماهيرية، وأثارت قلق الحلفاء المقربين وأدت إلى تصاعد العنف في البلاد ونزل عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في احتجاجات عفوية بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أصدر البيت الأبيض بيانًا أعرب فيه عن "القلق البالغ" بشأن التطورات في إسرائيل.
وجاء في البيان: "كانت القيم الديمقراطية دائمًا، ويجب أن تظل، السمة المميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل" وأضاف أن التغييرات الجوهرية في النظام الديمقراطي يجب "متابعتها بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي" وحث البيت الأبيض قادة الحكومة الإسرائيلية على "إيجاد حل وسط في أسرع وقت"، مؤكدا أن الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل وديمقراطيتها "يظل حصينا".
فيما استقال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، آساف زامير، وسط الاضطرابات السياسية في إسرائيل، ردا على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير دفاعه وفي خطاب استقالته، الذي نشره على تويتر، وصف زامير خطوة نتنياهو بأنها "قرار خطير".
وكتب: "أعتقد أن هذا الإصلاح القضائي يقوض أساس نظامنا الديمقراطي ويهدد سيادة القانون في بلدنا".
وقال القنصل: "الأشهر الثمانية عشر الماضية بصفتي القنصل العام لإسرائيل في نيويورك، كانت مرضية ومجزية، ولكن بعد التطورات الحالية، حان الوقت الآن للانضمام إلى الكفاح من أجل مستقبل إسرائيل لضمان أن تظل منارة للديمقراطية والحرية في العالم".
وأضاف في الرسالة: "لقد وصل الوضع السياسي في إسرائيل إلى نقطة حرجة، وأشعر بإحساس عميق بالمسؤولية والالتزام الأخلاقي بالدفاع عن الصواب والنضال من أجل القيم الديمقراطية التي أعتز بها. قرار اليوم الخطير بإقالة وزير الدفاع، أقنعني بأنه لم يعد بإمكاني الاستمرار في تمثيل هذه الحكومة" ومضى يقول في خطابه إنه أصبح مهتمًا بشكل متزايد بسياسات حكومة نتنياهو الجديدة، لا سيما إصلاحاتها القضائية التي قال إنها تقوض "أساس نظامنا الديمقراطي ذاته وتهدد سيادة القانون في بلدنا".
وكان آلاف المحتجين قد أغلقوا طريق تل أبيب السريع لساعات وتظاهر الآلاف في القدس وفي مدن أخرى، وأغلقوا الطرق السريعة وتقاطعات المرور، وفقا لتقارير، في أعقاب إقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، الذي دعا إلى تعليق خطة الحكومة المثيرة للانقسام والرامية إلى إجراء إصلاحات في النظام القضائي.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عزل وزير الدفاع يوآف جالانت من منصبه، بعد دعوته إلى وقف خطته للإصلاح القضائي.
حسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، الأحد وقال البيان إن نتنياهو استدعى جالانت إلى مكتبه "وأبلغه أنه فقد الثقة به بعد أن عمل ضد الحكومة وضد التحالف بينما كان رئيس الوزراء في زيارة سياسية للخارج".
وأضاف البيان: "الوزير جالانت لم ينسق كلماته مع رئيس الوزراء مقدمًا، وبالتالي خرب جهود التوصل إلى حل".
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، إن إقالة جالانت لمجرد أنه حذّر من تهديد للأمن القومي "مستوى متدن جديد"، مضيفًا أن نتنياهو قد يكون قادرًا على إقالة جالانت، ولكن "لا يمكنه إقالة الشعب الإسرائيلي الذي يقف في وجه جنون الائتلاف" الحاكم.
واعتبر لابيد أن "رئيس وزراء إسرائيل يشكل خطرًا على أمن دولة إسرائيل"، وفي يوم السبت، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إلى وقف خطة الحكومة لإصلاح النظام القضائي في البلاد، مع تعليق المظاهرات المناهضة لها وأرجع جالانت دعوته وقف الخطة "من أجل أمن إسرائيل ومن أجل أبنائنا وبناتنا: نحتاج إلى وقف العملية التشريعية في هذا الوقت".
وتابع جالانت، في بيان له: "نحن بحاجة إلى وقف المظاهرات والاحتجاجات - والتواصل من أجل الحوار".
تجدر الإشارة إلى أن جالانت، العضو في حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أول وزير في الحكومة يعلن موقفه العلني تجاه خطة نتنياهو.