تفاصيل أكبر تبادل قصف صاروخي بين أمركيا وميليشيات إيرانية في الشرق السوري
صعدت أمركيا من جهة، وفصائل موالية لإيران من جهة أخرى، من المواجهات المسلحة بينهما؛ بعدما تبادل الطرفان تبادل الإطلاق الصاروخي، في أعقاب مقتل متعاقد أميركي وجرح عدد من الجنود الأميركيين، وكذلك مصرع 19 عنصرًا من الفصائل الموالية لإيران التي كثفت فجر اليوم السبت قصفها بدعم من جيش النظام السوري، وفق المعلومات الأولية، بحيث سقط أكثر من 20 صاروخًا على مواقع تابعة لقواعد أميركية في حقول النفط منها العمر والتنف وكونيكو للغاز، وردّت القوات الأميركية باستهداف مواقع تابعة لهذه الفصائل في مدينة دير الزور.
أفادت مصادر ميدانية في ريف دير الزور بارتفاع حدة التصعيد، وأعلنت قوات النظام السوري حال تأهب وعززت مواقعها العسكرية "تحسبًا لأي عمل عسكري بعد الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع عدة للجيش الأميركي المتمركز في حقول النفط والغاز إضافة إلى ضربات طاولت مطار الشدادي".
وفق موقه “إندبندنت عربية”، اعتبر الباحث في شؤون السياسة الخارجية مضر إبراهيم أن ما يحدث “يأتي في موازاة ارتفاع أصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى هذا الوجود العسكري، لا سيما بعد تصويت الكونجرس بأكثر من 100 نائب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على رفض سحب هذه القوات، واستهداف هذه القواعد بعد التصويت ليس كما قبله لناحية انعدام دورها على أكثر من صعيد”.
رأى مضر أن "خروج واشنطن من سوريا أو توقع حدوث أي تغير بالمشهد الميداني مرهون بأمرين أساسيين، أولهما تغيير مفاجئ لأجندة السياسة الخارجية الأميركية في ظل ما تتكبده القوات الأميركية من خسائر من دون استثمار مناسب، والأمر الثاني استمرار الاستهداف المباشر لهذه القواعد، مما يستنزف الأصوات الداعمة لهذا الوجود أميركيًا".
وحضرت القوات الأميركية إلى سوريا في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم "داعش" منذ عام 2015، وقاتلت إلى جانب القوات الكردية في الرقة وغيرها من المناطق في شمال شرقي البلاد، وبعد إلحاق هزيمة بالتنظيم الإرهابي في منتصف مارس عام 2019، علت الأصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى بقاء هذه القوات في 28 قاعدة وموقعًا عسكريًا، مما دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى سحب جزء كبير من هذه القوات والإبقاء على حوالى 900 جندي.
وسط هذه الأجواء، جزم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بات رايدر بأن قوات بلاده المنتشرة في سوريا تنفذ مهماتها في دعم التحالف الدولي لهزيمة "داعش، موضحًا "لا نهتم بأي نزاع مع إيران والولايات المتحدة على ثقة من أن المسيّرة التي هاجمت قواتنا في سوريا إيرانية".
في المقابل، ذكر بيان صادر عن المركز الاستشاري الإيراني في سوريا أن الهجوم الأميركي من قاعدة "التنف" أمس الجمعة طاول أهدافًا مدنية متوعدًا بالرد.
وفي حين تتهم دمشق الجيش الأميركي بتسهيل "سرقة النفط" عبر عشرات الصهاريج التي تخرج من هذه الحقول النفطية، تقول واشنطن إن الفصائل الموالية لطهران تعمل على نقل معدات وأجهزة عالية الدقة برًا عبر قوافل شاحنات نقل البضائع.
وفي الجديد الميداني، تعرضت مساكن قاعدة حقل العمر النفطي، ومنها قاعة اجتماعات قوات التحالف الدولي في ريف دير الزور الشرقي للقصف بثلاث قذائف صاروخية مصدرها مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين، مما ألحق اضرارًا مادية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن التفاهمات الأخيرة على المستوى الإقليمي ربما تعجل من الاشتباك الأميركي – الإيراني.
واللافت، خلال الأيام الأخيرة، الاهتمام الأميركي بالشرق السوري، وتأتي في هذا السياق الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، في الرابع من مارس.
وسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أوتاوا أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران"، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "لا تخطئنّ الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها".