طارق لطفي: بطلت أتكلم عن أحلامي.. و"مذكرات زوج" ليس "استراحة محارب" (حوار)
طارق لطفي في حواره لـ"الرئيس نيوز":
- "مذكرات زوج" ليس دراما كوميدية ولكنه اجتماعي إنساني
- الكوميديا تأتي من تقارب الأحداث مع الواقع
- طبيعة أي مهنة قد تنعكس على حياة الإنسان الاجتماعية والزوجية
- شخصية "رؤوف حمدي" في المسلسل تشبه طبيعتي في الهدوء وقلة الكلام
- دائما أضع ملاحظاتي على الورق أثناء القراءة لأطرحها على الصناع
- قرأت كتاب أحمد بهجت المأخوذ عنه أحداث العمل وهناك اختلاف كبير بين الاثنين
- دور الدراما وتأثيرها في المجتمع يفوق خيال أي شخص
- أفضل البطولة الجماعية ولا يمكن لأحد أن ينجح بمفرده في أي عمل فني
- تقديم المسلسل في 15 حلقة للحفاظ على إيقاع التشويق
- أميل لدراما "إعمال عقل المشاهد".. والرسائل المباشرة في الدراما أمر غير إيجابي
يخوض النجم طارق لطفي هذا العام تجربة درامية جديدة، تعد نقلة نوعية في طبيعة الأدوار التي عهدها عنه جمهوره في السنوات الأخيرة، والتي شهدت نشاطا ملحوظا له بتقديم عدة أعمال لاقت نجاحا كبيرا، وأشاد بها الجمهور والنقاد على حد السواء، وقدم خلالها أدوارا مركبة وصعبة.
في موسم دراما رمضان 2023 يفاجئ طارق لطفي جهوره بمسلسل "مذكرات زوج" الذي ينتمي لنوعية الدراما لايت اجتماعي، وهو مكون من 15 حلقة ومأخوذ عن كتاب للكاتب الراحل أحمد بهجت، لينتقل الفنان الموهوب لنوع درامي غاب منذ عدة سنوات.
حول أسباب اتجاه طارق لطفي لهذه النوعية الدرامية، أجرى "الرئيس نيوز" حوارا شاملا معه عن مسلسل "مذكرات زوج" وشخصية “رؤوف حمدي” التي يجسدها خلال الأحداث، وتفاصيل أخرى، أبرزها ما السر في رفضه الحديث عن أحلامه الفنية التي يطمح في تقديمها مستقبلا.
وإلى نص الحوار..
بداية.. البعض اعتبر تصريحك بأن الاتجاه لهذه النوعية الدرامية هذا العام نوع من الاستراحة.. فما تعقيبك؟
بداية وكما تعرفني، أنا كممثل أعشق الأدوار الصعبة جدا وأميل إليها طول الوقت، وتقديمي لمسلسل "مذكرات زوج" ليس استراحة محارب على الإطلاق، ولكنه دور بسيط جدا وبساطته تجعله أكثر صعوبة، فدائما تجد الفنان يميل للأدوار الصعبة والمركبة لإظهار إمكانياته التمثيلية، ولكن من وجهة نظري أن الأدوار الأصعب هي البسيطة التي تشبه أغلبية الناس، فما يميز مسلسل "مذكرات زوج" أن الناس ستشاهد نفسها فيه بكل تفاصيلها البسيطة العادية جدا، وأعتقد أن هذا العمل يمكن تحويله إلى عمل يتناسب مع كل الجتعات حول العالم، لأنه يطرح قضايا اجتماعية وإنسانية تشبه الكثيرين، والشخصية التي أقدمها لكاركتر بسيط، وهنا تأتي الصعوبة والهم الأكبر، ولكن الموضوع نفسه أبسط ويحمل مفاهيم ومعاني إنسانية بشكل أكبر.
البعض يصنف المسلسل “كوميدي”.. فما رأيك؟
لأ طبعا، مسلسل "يوميات زوج" لا ينتمي للدراما الكوميدية، فهو عمل اجتماعي لايت، ولكن تأتي الكوميديا في العمل من علاقة المشاهد بالأحداث، فهو يشاهد واقعه في العمل، ومهما كانت المواقف بسيطة ولايت واجتماعية وانسانية، سيضحك المشاهد أثناء متابعة العمل، لأنه سيشاعد نفسه وواقعه في الأحداث، وسيجد أن أغلب المواقف قد عاشها هو نفسه في الواقعن ومن هنا تأتي الكويديا أو الضحك، ولكن العمل نفسه اجتماعي انساني لا يمكن تصنيفه كمسلسل كوميدي.
تقدم في المسلسل شخصية "مراقب جوي".. كيف قدمتها في ظل ندرة المعلومات عن طبيعة عمل المراقب الجوي؟
أولا جلست بالفعل مع مراقف جوي أكثر من مرة، وعندما ذهبت إلى برج المراقبة جمعت معلومات عن طبيعة المهنة نفسها وطريقة العمل والتعامل لهذه الشريحة الموجودة في المجتمع بشكل محدود، ولكن أيضا وهو الأهم، أن طبيعة الشخصية نفسها هو شخصية عادية جدا وبسيطة تشبه أغلب المواطنين في ظروفهم المحيطة في المجتمع المصري، وحتى مشكلاته لا تختلف كثيرا عن مشكلات أي زوج، ودراميا الشخصية نفسها لها خلفية سابقة وطموحات لم تتحقق، أبرزها أنه كان يحلم بأن يكون طيار، وهذا الحلم لم يتحقق ولذلك قرر أن يعمل مراقب جوي، وهذا جزء شخصي خاص بالشخصية نفسها، لأن ليس كل مراقب جوي كان يتمنى أن يكون طيار، وهنا ستجده يوميا يرصد حلمه الذي لم يتحقق أمام عينيه في عمله، وهذا أحد أسباب إحباطه في الحياة.
هدوء الشخصية وقلة الكلام.. هل هذا يشبهك في الواقع؟
حقيقة الكاركتر واخد جزء كبير مني شخصيا، في الهدوء وقلة الكلام وحتى الملامح والشكل واللبس، وأعتبر الشخصية قريبة من كل زوج وليس مني فقط، لأنه بعد فترة من الزواج، يتوقف الشخص أمام نفسه ويسأل عدة أسئلة، وهذه التساؤلات التي سيشاهدها الجمهور في العمل مرت على كل زوج.
من خلال رصدك للشخصيات التي تجسدها دراميا.. هل تجد طبيعة عمل الرجل من الممكن أن تؤثر على حياته الخاصة؟
بالطبع تؤثر كثيرا، وهذا ما وجدته في شخصية بمسلسل "مذكرات زوج"، فطبيعة عمله تؤثر عليه في حياته بشكل كبير، لأنه شخص لا يمتلك علاقات اجتماعية، وكل تعاملاته مع أجهزة ومعدات وشاشات طوال الوقت، فبعض المهن مثلا ستجد لها علاقات اجتماعية بحكم العمل وطبيعته في وجود زملاء وأصدقاء يتم التواصل والتعاون معهم، بخلاف شخصية المراقب الجوي، الذي يتواصل ويتعامل يوميا من خلال الأجهزة مع أشخاص لا يعرفهم ولم يشاهدهم حتى، فتواصله يكون مع طيارين وفرق طيران في الجو دائما.
خلال استعدادك للمسلسل.. هل قرأت كتاب "يوميات زوج" للكاتب الراحل أحمد بهجت والمأخوذ عنه العمل؟
بالطبع قرأت الكتاب فور التعاقد على العمل، وأعجبت به كثيرا، فهو كتاب يشبه الواقع وينقله في اطار أدبي راقي، ويلقي الضوء على مشكلات اجتماعية يومية تشبه حياة كل زوج، ويخترق حواجز كثيرة في العلاقات الزوجية والإنسانية والاجتماعية، ويطرحها للنقاش.
ما الاختلاف بين الكتاب الأصلي وأحداث العمل نفسه؟
هناك اختلافات كثيرة جدا، والكاتب محمد سليمان عبدالمالك بذل مجهود كبير جدا في كتابة العمل بما يتناسب مع هذا الزمن، فضلا عن أن الكتاب الأصلي قدم مشكلات اجتماعية يكن تقديمها بعد 100 عام، ولكن بسبب اختلاف العصر كان يجب أن يتم مواكبة التطور والحداثة في أحداث المسلسل الذي نقدمه عام 2023، أي بعد سنوات طويلة من صدور الكتاب الأصلي، وهذا تطلب مجهود كبير من الكاتب والمخرج تامر نادي، حتى في اختيار الشخصيات وطبيعة عملهم وظروف حياتهم، حت لا تهد الفكرة الأساسية من العمل، وفي نفس التوقيت تراعي فرق الزمن والتطور والحداثة.
ما القدر الذي تتدخل به في السيناريو أو العمل ككل؟
بشكل شخصي دائما أكتب ملحوظات على الورق طوال الوقت خلال مرحلة القراءة، وعندما أجتمع مع الصناع سواء الكاتب أو المخرج، أطرح رؤيتي فيما دونته خلال القراءة، وهذه الروح أتعامل بها دائما في كل أعمالي، ويجب أن يقتنع الجميع قبل أن نصور المشهد، حتى ينعكس هذا الاقتناع على المشاهد نفسه.
دائما تميل لاختيار الأعمال التي تحث على التفكير وتتجنب الرسائل المباشرة.. ما السبب؟
الرسالة تصل للمشاهد بشكل أكبر وأسرع عندما يفكر، وفي ظني أن الرسائل المباشرة دائما أقل تأثيرا وأبطأ وصولا للجمهور، والأعمال التي تعمل العقل وتشرك المشاهد في التفكير يرتبط بها بصورة أسرع وأكبر، وتصل رسالتها بصورة أعمق، وأرى أن أحد أبرز عيوب أي موضوع درامي هو أن يكون مباشرا، فالميزة أن تشرك المشاهد معك بعقله، دائما أسعى في اختياراتي لهذه النوعية من الأعمال.
هل الدراما لديها القدرة على أن تساهم في عملية التوعية والتنوير؟
بالطبع، دور الدراما في المجتمع خطير جدا ومؤثر فوق ما يتخيل أي شخص، والواقع أن تأثير الدراما في المجتمع وعلى الجمهور أكبر بكثير من التوجيه والنصيحة المباشرة، فالدراما قادرة على التوجيه والتثقيف والتوعية والتأثير في الرأي العام وتنوير المجتمع، والعكس أيضا صحيح فمن الممكن أن يكون تأثير الدراما سلبي وضد المجتمع ومضر بالأخلاق، لأن أحيانا يحدث تقليد سلبي لبعض النماذج الدرامية، ولذلك علينا أن نستخدم الدراما في الارتقاء بالمجتمع، ويجب أن يتمتع أي فنان بالقدر الكافي من الضمير والوعي.
بعد عدة تجارب درامية شهدت بطولات مطلقة وبطولات جماعية.. أيهما تفضل؟ وأيهما أكثر نجاحا؟
بداية، لا يوجد عمل درامى أو سينمائى فى العالم يعتمد على البطولة المطلقة، ولا يمكن لأى فنان أن ينجح بمفرده، ولذلك أؤمن بأن جميع الأعمال بطولة جماعية، وجميع الأدوار فى العمل لا تقل أهمية عن دور البطل، كل من ساهم في عمل فني ناجح هو أحد أبطاله، فكرة أن يقف بجانبك في عمل واحد كم من النجوم وأصحاب الموهبة هذا الأمر في حد ذاته يجبرك على تفضيل البطولة الجماعية، لأنها تضيف لأي فنان، وستجد أنه لا يوجد مشهد واحد أو حتى (ريأكشن) أقل من المطلوب في العمل الذي يضم نخبة ممثلين موهوبين، وبصفة شخصية لو خيرتني بين بطولة مطلقة وبين عمل يشارك في بطولته مجموعة من الفنانين الذي يمكن تصنيفهم "ممثلين تقال"، سيكون اختياري للبطولة الجماعية، لأن المشاهد سيرى مبارزة فنية مميزة وأداء راقي، وهنا المنافسة الفنية تضيف للعمل وتصب في صالحنا جميعا، وفي صالح المشاهدين (أصل الفن هو العمل الجماعي).
ما القضية أو الشخصية التي تتمنى أن تقدمها دراميا في المستقبل؟
حقيقة أفضل عدم الحديث عن مشروعاتي المستقبلية (بطلت أتكلم عن أحلامي).
هل هذا يرجع لحديثك السابق عن بعض الأعمال والتي فوجئت بتقديها بفنانين أخرين؟
أعتقد أنك تتذكر حينما تحدثنا منذ سنوات عن حلمي بتقديم شخصية الشيخ حسن الصباح "أمير جماعة الحشاشين"، بل أنه كان مشروع قائم بالفعل مع الشاعر سيد حجاب والمخرج عادل أديب، وبعد كل هذه السنوات فقدت هذا الحلم، لأن العمل سيقدم قريبا بنجم وصديق أخر هو كريم عبدالعزيز، ومن تأليف الصديق وشريك النجاح المؤلف عبدالرحيم كمال، وأيضا حينما تحدثت عن حلمي بتقديم شخصية معاوية ابن أبي سفيان، فقد تكرر نفس الأمر، لذلك أفضل عدم الحديث عن أحلامي الفنية ولا مشروعاتي التي أسعى لتقديمها.
أخيرا.. ما الذي يميز مسلسل "مذكرات زوج" عن غيره من أعمال الـ15 حلقة ليختار المشاهد متابعته وسط المنافسة في موسم دراما رمضان 2023؟
أولا لأن العمل دراما اجتماعية تحمل جرعة من التشويق للأحداث المتتالية وهو ما يجذب الجمهور ويجعله يطرح التساؤلات طوال الوقت، وينتظر إجابات قد تتوافق مع شخصيته أو حتى لا تتوافق، حول حياة الزوج "أي زوج" فتفاصيل الأحداث كما ذكرت تشبه كل زوج مصري، ولو لم تكن الدراما تشويقية سيشعر المشاهد بالملل، حتى في الموضوعات الاجتماعية والكوميدية وأي طبيعة عمل درامي تتجاهل التشويق لا تجذب الجمهور، أضيف إلى ذلك أننا عملنا على عدم المط والتطويل في الأحداث، وارتأينا أن العمل لا يستوعب عدد حلقات أكثر من 15 حلقة مُحكمة.