ما هي فرص تشكيل قوة عسكرية مشتركة بين المشير حفتر والدبيبة؟
في أول تحرك عملي لتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا، بعدما قطع المبعوث الأمم، عبد الله باتيلي، شوطًا كبيرًا في مبادرة إجراء الانتخابات الليبية، إذ قدم رئيس أركان القوات العسكرية التابعة لما تسمى حكومة الوحدة الوطنية، منتهيو الشرعية، الفريق أول ركن محمد الحداد، لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الأحد الماضي، إحاطة عن أهم الخطوات لتكوين "قوة مشتركة" بين الشرق والغرب والجنوب لتكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، وفق الموقع الرسمي للمجلس الرئاسي.
وفق موقع “إندبندنت عربية” فإن خطوة النواة العسكرية المشتركة استحسنها بعضهم باعتبارها "ستهيئ الظروف الأمنية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية"، وعارضها آخرون لأنها "ستصطدم بصعوبات عدة على الأرض، أبرزها انقسام المؤسسة العسكرية في الغرب الليبي على نفسها، وتعارضها مع مصالح الدول المتداخلة في المشهد السياسي بالبلاد".
وسبق أن اجتمع باثيلي بعدد من قادة الوحدات العسكرية والأمنية من القطب الغربي والقطب الشرقي، بحضور اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، يوم السابع من فبراير الماضي بالعاصمة التونسية، بهدف توفير بيئة آمنة لإجراء انتخابات حرة خلال العام الحالي، وفق ما نقله الموقع الرسمي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
من جهته تابع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في فبراير الماضي، مع عضوي اللجنة العسكرية المشتركة اللواء الفيتوري غريبيل (عن المؤسسة العسكرية بالشرق الليبي) واللواء رضوان الغراري (المؤسسة العسكرية في الغرب)، جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) واجتماعاتها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية.
وعلى رغم توالي الاجتماعات العسكرية المشتركة يبقى الـ11 من ديسمبرعام 2021 تاريخًا شاهدًا على أول اجتماع عسكري بين المعسكرين الغربي والشرقي في مدينة سرت (وسط) منذ اندلاع ثورة الـ17 من فبراير عام 2011.
بخصوص إمكانية الذهاب نحو تكوين نواة عسكرية مشتركة لحماية الانتخابات وتأمين الحدود الجنوبية، لتكون لبنة لتوحيد المؤسسة العسكرية في مرحلة تالية، قال المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر لـ"اندبندنت عربية"، إنه "لا توجد فرص على الأرض لنجاح توحيد المؤسسة العسكرية بين الغرب والشرق إذا لم يسبقها توحيد للسلطة التنفيذية".
وأشار لاصفير إلى أن "الانقسام السياسي سينسف أية مبادرة للذهاب نحو توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية المنقسمة هي الأخرى على نفسها، فعناصر القطب العسكري الغربي منقسمين بين حكومة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا".
ووصف المسؤول الحزبي الطريق نحو تكوين نواة مشتركة لتوحيد المؤسسة العسكرية بـ"الوعرة والشاقة وغير المعبدة، بخاصة في ظل تدويل الأزمة الليبية وتحكم دول بعينها في المشهد الليبي عن طريق حلفاء لها، سواء من القطب العسكري الغربي أو الآخر الشرقي".
وأوضح لاصيفر أن "خطوة تكوين نواة مشتركة لتوحيد الجيش الليبي ستصطدم بوجود القوات الأجنبية والمرتزقة على التراب الليبي، التي ستقاوم للبقاء تنفيذًا لأهدافها التوسعية بعد أن فشلت مجموعة (5+5) العسكرية في العمل على إخراجها تطبيقًا لما نص عليه اتفاق جنيف في أكتوبر 2020".
وطالب البعثة الأممية بـ"حل جميع الحكومات، والانكباب على تكوين حكومة واحدة قوية قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب الليبي، وفي الوقت نفسه تنطوي تحتها القوات العسكرية والشرطية بمختلف تركيباتها، لتهيئة الظروف لعملية انتخابية ديمقراطية".
زعم المحلل السياسي أن "الحديث عن تكوين نواة عسكرية مشتركة جاء بضغط أميركي على القوات المسلحة العسكرية بشقيها الغربي والشرقي، واجتماع مدير الوكالة الأميركية للاستخبارات بكل من رئيس الحكومة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وقائد القوات المسلحة بالشرق الليبي خليفة حفتر، أبرز دليل على ذلك، وهو يهدف إلى تقويض الوجود الروسي الذي تسهر على تنفيذ مشروعه عناصر مرتزقة ’فاغنر‘ الروسية التي أصبحت تشكل عنصر تهديد للمصالح الأميركية في المنطقة، فللمرة الأولى يكون هناك تجمع روسي على الأراضي الليبية قريب جدًا من القاعدة الأميركية في لامبادوزا الإيطالية".
من جهته شبه عضو مجلس النواب جبريل وحيدة مجهودات باثيلي بـ"نقطة ضوء في مسار الأزمة الليبية مقارنة ببقية المبعوثين الأمميين السابقين، لأنه فطن إلى أهمية حل الإشكالية العسكرية والأمنية وهي العقبة الأساس أمام إجراء انتخابات وطنية".