أستاذ بجامعة الأزهر: اختراع مبررات لحكمة الصيام يضر الدين
أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقًا؛ أن اختراع مبررات لحكمة فرض الصيام أمر يضر الدين بعكس ما يفيد.
وقال أبو عاصي في مقابلة مع برنامج "أخر النهار" المذاع على قناة "النهار": "اختراع مبررات للصيام يضر بالإسلام أكثر ما يفيد؛ من المفترض أن نقف عند أوامر الله وعند التعليلات التي علل الله بها؛ سمعت خطيبا ذات يوم يقول إن الله حرم لحم الخنزير لأنه يأكل القاذورات؛ في ألمانيا يربى الخنزير في أفضل مزارع ولا يأكل القاذورات؛ أنت تعلل بأشياء حين يراها الغربيين سوف يسخرون منك؛ الله حرم لحم الخنزير لأن الله حرمه لحكمه قد أدركها ولا أدركها".
وأضاف: "لابد أن نعلل الأحكام بالعلل التي علل الله بها ورسوله صلي الله عليه وسلم؛ لا نتزايد على هذا وتخترع علل وتشريعات وكلام؛ مثلما قيل إن فرض الصوم جاء لكي يشعر الغني بالفقير والكلام أصبح غير مقبولا في منطق العقل".
وتابع: "إذا كان الصيام يضر صحة الانسان أصبح الصيام غير مفروض؛ الفقهاء يقولون إذا كان الصيام وأن مريض يؤخر شفائي لا يجب أن أصوم وإذا كان الصيام يجلب لي مرض لا أصوم وإذا كان الصيام فيه مشقة شديدة لا اتحملها لا يجب أن أصوم".
وأكمل: "قال تعالي وما جعل الله عليكم في الدين من حرج والنبي قال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر؛ أستغرب من قيام مريض سكر أمره الطبيب بالإفطار ويقوم بالصوم رغما عن ذلك؛ إن الله يحب أن تأتي رخصة كما يحب أن تأتي عزائمه".
وواصل: "كثير من العبادات تحولت إلى عادات؛ أصبحت عادة أنه يريد أن يصوم؛ والعادة أنه يصوم وأنه لا يستطيع الإفطار حتى تجد النساء الذين لديهن أعذار يصرون على الصوم".
واختتم: "الله فرض الصلوات ولكن الشخص اعتاد الذهاب إلى صلاة التراويح ويترك بقية الصلوات المفروضة وتجد في رمضان خلال صلاة الفجر المسجد ممتلئ بالناس وأول يوم العيد تجد المسجد فارق؛ لأن العبادات تحولت إلى عادات؛ والأمر أيضا في صلاة العيد ربما لا يصلي الشخص الفجر ولكنه يتوجه لصلاة العيد".