أبرزها المصالحة مع تركيا وقمة مع أردوغان.. ماذا يفعل الأسد في روسيا؟
بينما تترقب أوساط إقليمية ودولية أنباء المصالحة التركية السورية، إلى جانب موجة الانفتاح العربي على سوريا المجمدة مقعدها في الجامعة العربية منذ نحو عقد من الزمان، على وقع قمع السلطات انتفاضة شعبية ضد سياسات النظام بشار الأسد، قبل أن تنقلب الانتفاضة إلى حرب أهلية أججت نيرانها قوي إقليمية ودولية، وصل الرئيس السوري، بشار الأسد مساء اليوم إلى موسكو في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتشجع روسيا على انفتاح دمشق على أنقرة، وقد رعت موسكو العديد من المباحثات بين مسؤولي البلدين، وتجرى حاليًا ترتيبات لعقد قمة بين الرئيسين بشار الأسد ورجب أردوغان، لكن المؤشرات تقول إن القمة ستكون في أعقاب الانتخابات الرئاسية التركية مايو المقبل.
ولعبت تركيا دورًا سلبيًا في الأزمة السورية إذ دعمت أطرافًا متشددة لوجستيًا، كما سهلت حركة تنقل تلك العناصر، فضلًا عن كونها استفادت من تجارة النفط المسروق من قبل عناصر تنظيمي “داعش” و"جبهة النصرة"، التي غيرت اسمها حاليًا إلى “جبهة فتح الشام”، التي تسيطر في الوقت الحالي على مدينة “إدلب” ومناطق في ريف دمشق.
وتحتل تركيا حاليًا العديد من المناطق في الشمال السوري، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إن بلاده مستعدة للنسحاب من تلك المناطق لكن بعد تسليمها إلى قوات النظام السوري.
لكن رتكيا لعبت دورًا في إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق، بتهجير الأكراد من المناطق التي تحتلها وإحلال عناصر اخرى من التركمان وعناصر متشددة “جبهة فتح الشام” محل الأكراد.
ويبقا مصير الجماعات الإرهابية التي تسيطر على مناطق في إدلب والشمال السوري مهدد حال توصل الرئيس التركي ونظيره السوري إلى اتفاق مصالحة، إذ لن تقبل دمشق بأن تكون لتلك الجماعات الإرهابية مكان في الحل السياسي النهائي، خاصة وأن كفة الرئيس السوري هي الأرجح والأقوى، بعدما فشل النظام التركي في مخططه.
ومن المؤكد أن زيارة الأسد إلى روسيا، هي لوضع اللمسات النهائية عن تلك الأمور التي تتعلق بالمصالحة مع تركيا.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيعقد مع نظيره السوري بشار الأسد مباحثات يوم غد الأربعاء في موسكو، ستركز على الوضع في سوريا، وسبل تطوير التعاون بين البلدين.
وقال الكرملين: "سيعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد مباحثات في الكرملين الأربعاء 15 مارس".
وتابع: "سيبحث الجانبان سبل تطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، وآفاق التسوية الشاملة في سوريا".
ووصل الأسد على رأس وفد وزاري كبير إلى موسكو مساء اليوم في زيارة رسمية إلى روسيا.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس السوري في مطار ڤنوكوڤا الدولي في موسكو.
وكان في استقبال الأسد، ميخائيل بوغدانوف ممثلا خاصا للرئيس فلاديمير بوتين، ونائب وزير الخارجية، وسفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، وسفير سوريا في موسكو بشار الجعفري.
وعُزف النشيدان الوطنيان السوري والروسي كما استعرض الأسد حرس الشرف. ويرافق الأسد في زيارته وفد وزاري كبير.