وفاة الطفل المصاب.. ارتفاع ضحايا مذبحة الإسكندرية الأسرية إلى 8 قتلى
ارتفع عدد ضحايا حادث مقتل أسرتين في الإسكندرية، اليوم إلى 8 أشخاص، بعد وفاة الطفل المصاب ويدعى "ياسين.ي.ع"، 7 أعوام، والذي تعرض لطلقات نارية مُحدثة فتحات دخول متعددة في الكتف الأيسر ناحية الصدر، وطلقتين بالفخذ الأيسر كل منها 1*3 سنتيمتر، دون وجود فتحات خروج، وتم نقله إلى مستشفى خاص، ومنه إلى طوارئ الجراحة في المستشفى العام.
وكان المتهم "ياسر.ع.ح"، 40 عامًا، أمين شرطة "سائق"، مثلَ، أمس، طريقة ارتكابه حادث قتل 7 أشخاص هم: زوجته وأسرتها وأبنائه، وإصابة الثامن "نجله" رميًا بالرصاص داخل منزل "حماه"، ثم أغلق باب الشقة وغادر مسرح الحادث، وسط حراسة أمنية مشددة، وبحضور أعضاء النيابة العامة.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن المتهم كان على خلاف مع زوجته، وصل لحد الانفصال، وحاول قبل الحادث إعادتها، إلا أنها رفضت بشدة، بمساندة أسرتها؛ بسبب سوء معاملته، فما كان منه إلا طلب دخول الحمام، وفور خروجه استل سلاحًا من حوزته، وأطلق أعيرة نارية على زوجته، وأسرتها، وأولاده، وهم صائمين.
وقررت نيابة ثانٍ الرمل حبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، بعدما استمعت لشهادة الطفل المصاب والذي أكد أن والده هو مرتكب الحادث، وتلقت تحريات المباحث، وتقارير الطب الشرعي الخاصة بالضحايا، وتقرير الأدلة الجنائية، وتقارير رفع البصمات، حيث وجدت آثار طلقات نارية في بعض الحوائط، وأثاث الشقة التي شهدت الواقعة.
وصرحت النيابة بدفن جثث الضحايا عقب ورود تقارير الصفة التشريحية، حيث أدى الأهالي صلاة الجنازة عليهم، وطالعت النيابة تفريغ محتوى تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في منطقة الحادث بعد إجرائها معاينة تفصيلية لموقعه.
وتبين من التحقيقات الأولية أن القتلى تعرضوا لإصابات بالغة بطلقات نارية لها فتحات دخول وخروج بمناطق متفرقة من الجسم، حيث تم تصويبها على مسافة قريبة، فيما تم جمع نحو 30 فارغ طلقة نارية من أماكن متفرقة من الشقة محل وقوع الحادث.
وتبين من معاينة أن الشقة الكائنة في الطابق الثاني علوي بعقار مكون من دور أرضي و5 طوابق علوية، ووجود 7 جثث، 2 في الصالة و2 في المطبخ و3 أطفال في غرفة النوم "أحدهما طفلة ومسجاة على وجهها على الأرض و2 على السرير".
والقتلى هم: "أسر.ي.ع" عامين، و"وعد.ي.ع" 3 أعوام، و"أسيل.ي.ع" 4 أعوام، والثلاثة أبناء المتهم وسدد لهم طلقات نارية في الصدر، بجانب قتل زوجته "نورهان.م.ا"، و"محمد.ال.ح"، حماه، و"سماح.س.ا"، حماته، و"أحمد.م.ال" شقيق الزوجة مصاب بـ13 طلقة نارية في صالة الاستقبال.
وبمناظرة الجثث ظاهريًا، تبين أن الزوجة، في منتصف العقد الثالث من العمر، ترتدي كامل ملابسها ومُسجاة على وجهها في أرضية المطبخ وبها إصابات بالوجه عبارة عن جرح قطعي وإصابات أخرى غير ظاهرية.
وتبين من فحص جثة شقيق الزوجة، وجود فتحة دخول لطلق ناري في الصدر، وجرح قطعي متهتك في اليد اليسرى، ووالدتها بها إصابة في منتصف الرأس، وبوالدها إصابة في منتصف الرأس عبارة عن فتحة دخول لعيار ناري، وإصابات أخرى، وأثار دماء تدنو من أذنه اليسرى.
وذكرت شقيقة الزوجة المقتولة، أن الحادث وقع مساءً ولم الجيران بصوت الرصاص لاعتقادهم أن أحد الأشخاص يطلق الألعاب النارية، وأنها اكتشفت الواقعة عند الذهاب إلى منزل والدتها، وعندما فتحت باب الشقة فوجئت ببركة من الدماء، وكل أفراد الأسرة جثث هامدة، إلا نجل شقيقتها الأكبر، والذي نقله الجيران إلى المستشفى مصابًا بإصابات بالغة.
وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، اللواء خالد البروي، إخطارًا من مأمور قسم شرطة ثانٍ الرمل، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، حول بلاغًا من الأهالي بإطلاق الرصاص على عدة أشخاص داخل شقة سكنية بمنطقة الترعة المردومة، وخلف 7 ضحايا وطفل مُصاب.
وبانتقال الشرطة، والنيابة العامة، رفقة 4 سيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، تبين من المعاينة الأولية وجود جثامين 7 أشخاص مُسجاة على الأرض وغارقة في الدماء؛ متأثرين بإصابتهم بطلقات نارية من "طبنجة" صوبها المتهم تجاههم، وذلك أثناء جلسة صلح عقدت في منزل "حماه".
وبالفحص وسؤال الجيران، تبين أن الضحايا هم: "أبناء المتهم الـ3، وزوجته، ووالدها، ووالدتها، وشقيق الزوجة"، وتم نقل جثامينهم إلى المشرحة لاتخاذ الطب الشرعي إجراءاته حيالها، فيما قام أفراد المعمل والبحث الجنائي برفع البصمات وإجراء التحريات؛ لبيان ملابسات الحادث.
وضبطت الشرطة المتهم بعد أن قتل 7 أشخاص بفتح النار عليهم، أثناء جلسة الصلح التي عقدت داخل منزل "حماه" الكائن في شارع الكرامة، منطقة المحروسة الجديدة "أبو سليمان"، لكن نشبت مشاجرة بينه وبين زوجته على خلفية رفضها العودة إليه، وطلبها إنهاء إجراءات الطلاق.
تم تحريز السلاح المستخدم في الحادث، وفوارغ الطلق الناري "عيار 9 ملي" وإرسالهم إلى الأدلة الجنائية لفحصهم، وتحرر محضر إداري بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيق.